البشر قبل الحجر يا كاردينال

أذكر أنني سمعت مرة الكابتن الفذ عمر التوم، أحد أبرز وأخطر من أنجبتهم الملاعب السودانية وهو يبرر بقوة معارضته القوية للنفرة التي كانت تعتزم إحدى الجهات تنظيمها لاستقطاب الدعم لإكمال بناء إستاد الموردة، كان عمر يرى محقاً أن الدعم لو وجد أولى به فريق كرة القدم الذي تدهور وتهلهل وتفكك حتى هبط من الدوري الممتاز إلى الدرجة الأدنى، ولم يقوَ على الصعود مجدداً منذ أن هبط قبل عدة سنوات، وهذا حال مؤسف ودرك لا يليق بفريق الموردة العريق صاحب التاريخ والصولات والجولات، الذي كان يمثل الضلع الثالث لمثلث الكرة السودانية، ورؤية عمر كانت تستند إلى أن بناء البشر مقدم على بناء الحجر، وتلك لعمري رؤية تنموية صحيحة جداً، فالبشر هم الثروة الحقيقية لأي أمة، وأيما تنمية في أي مجال يشكل الإنسان رأسمالها الحقيقي، بل هو لحمتها وسداتها وساسها ورأسها وأساسها، وعليه فإن بناء البشر وتطوير مقدراتهم يفترض أن يكون مقدماً وسابقاً على أي بنيان آخر، وكي يعزز كابتن عمر صحة نظرته هذه بمثال عملي، كان قد تنبأ بأن الجوهرة الزرقاء التي يجتهد الكاردينال رئيس الهلال في بنائها لن تشفع له رغم ضخامة الإنجاز مع أول هزيمة يتجرعها الهلال من نده المريخ، وقد صدق حيث لم تشفع الجوهرة للكاردينال بعد أول هزيمة أطاحت بالهلال من الأدوار الأولى في بطولته القارية المحببة التي فارقها أسيفاً كسيراً السنة الماضية لأول مرة منذ ثلاثة عشر عاماً مضت، فالجماهير بعد خروج فريقها المذل وقتها نسيت الجوهرة وبناء الجوهرة وصار كل همها منصباً تجاه الفريق وضرورة الالتفات إليه كليةً من أجل بنائه وتدعيم صفوفه، وفي البال كذلك هتاف جماهير المريخ الشهير ضد انكباب إدارة فريقهم في وقت سابق وانشغالها بالمباني في مقابل سوء أداء فريق الكرة، وتواضع نتائجه (عايزين كورة ما عايزين مقصورة)، وليس بعيداً عن ذلك وصف (علبة الكبريت) الذي أطلقه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك على مبنى قناة الجزيرة حين تضجر من انتقاداتها الكثيفة والعنيفة لنظام حكمه، والجزيرة وقتها كانت تبث برامجها من مبنى غاية في البساطة أشبه بـ(الهنقر)، ورغم ذلك كان يخرج منها ما يهز عروش الجبابرة?
لسنا ضد الجوهرة الزرقاء بل العكس، فنحن معها قلباً وقالباً، ونثمن عالياً جهد الكاردينال وبذله السخي من أجل أن تشمخ لتحدث عن شموخ الهلال وعطاء أحد أبنائه، ولكن حين يصبح الاهتمام والانشغال بها لدرجة أن تكون هي إلى جانب عوامل أخرى من أسباب الخيبة التي يكابدها فريق الكرة الآن، كان لا بد لنا أن ننبه إلى خطورة الاهتمام بالحجر على حساب البشر، والحديث هنا يطول وحسبنا منه فقط الإشارة إلى المباريات الأربع الأخيرة التي ادخلت الجمهور في دوامة من الاحباط، كما كشفت الى أي مدى يعاني فريق الكرة بسبب الكلفتة التي لازمت عملية التسجيلات الأخيرة ،هذا على المستوى المحلي دعك من الاستحقاق الأفريقي الوشيك ..
الصحافة
انعدمت الموهبة والذكاء الكروي. الباقي بيجي .
انعدمت الموهبة والذكاء الكروي. الباقي بيجي .
حيدر المكاشفي بعد ما كنت عامل فيها صحفي صاحب قلم حر وحمش هرشوك طوالي جريت واطي وبقيت تسترزق بي قلمك ….لك الله يا سودان
حيدر المكاشفي بعد ما كنت عامل فيها صحفي صاحب قلم حر وحمش هرشوك طوالي جريت واطي وبقيت تسترزق بي قلمك ….لك الله يا سودان