حضرنا ولم نجدكم

في الوقت الذي اضحي فيه العالم بيت صغير، يعلم شرقه تماماً مايدور في غربه، ويتابع شماله احداث جنوبه لحظة بلحظة، ويتفاعل القروي البسيط في اقصى بقاع الارض بما يقوله الرئيس الامريكي ترامب من بيته الابيض، وما تحدثه مؤشرات داوجونز ونيكاي من تغييرات في اقتصاديات الدول، لا زال وطننا العزيز السودان غائب عن الشبكة العنكبوتية العالمية.
في الوقت الذي تتجه فيه معظم دول المنطقة ? ناهيك عن دول العالم الأول- نحو الحكومية الالكترونية وتسهيل معاملاتها واجراءتها تفعيلاً لمواردها وحفاظاً على وقت مراجعيها، لازال سوداننا يقبع في نفس البروقراطية والاجراءات العقيمة التي تستهلك الكثير من الموارد البشرية والمالية وتهدر أوقات ثمينة للجميع.
تقريباً معظم الجهات الحكومية لا تملك موقع الكتروني خاص بها ، يُعّرف بالجهة وبهيكلها التنظيمي والاخبار المتعلقة بها أوالخدمات التي تقدمها والاجراءات المطلوبة الخاصة بتلكم الخدمات. وحتى تلك الجهات (المحدودة) التي تمتلك موقع الكتروني فإنها لا تكترث بتحديث موقعها الالكتروني، لذا لا غرابة لو غاب وطننا العزيز عن التفاعل العالمي، ولا غرابة لو عزف المستثمرون عن الاستثمار لدينا، أو جَهِل السياح أثارنا وحضارتنا، أو سقط اسمنا من التقارير الدولية، فنحن من آثرنا الانزواء والانفصال عن العالم في وقت اصبح فيه الحصول على المعلومة بين اطراف الاصابع.
رسالة لمن يهمه الأمر…..
سيدي المسؤل… السودان يذخر بالالاف من الشباب المبدع في مجال تقنية المعلومات وتصميم المواقع الالكترونية، والجهات الحكومية لديها الامكانيات لتوظيف هؤلاء الشباب والاستفادة منهم، ولدينا بنية تحتية حديثة في مجال الاتصالات والشبكات، فما الذي يمنع الجهات الحكومية جميعها من إنشاء/تحديث موقعها الالكتروني ليكون نافذة تواصل مع المواطنين والباحثيين ليجدوا فيه ما يبحثون عنه خاصة بعد الانتشار الواسع لاجهزة الهواتف الذكية، وما الذي يمنع من تدشين مسابقة سنوية لاختيار أفضل موقع حكومي الكتروني وأفضل موقع الكتروني اعلامي ، تحفيزاً وتشجيعاً للجهات الحكومية والاعلامية على التنافس لتقديم الافضل بصورة مستمرة.
سيدي المسؤل…. السودان يستحق منا الاهتمام وتقديمه للعالم بالصورة التي تليق بعظمته وهمة شعبه، فقد مللنا من الغياب عن الشبكة العنكبوتية، وفقدنا الكثير من المهتمين ببلدنا لانهم بحثوا عنا ولم يجدونا فارتدوا على أدبارهم ولسان حالهم يقول (حضرنا ولم نجدكم).