مقالات وآراء

الطريق إلى الثلاثين من يونيو!!

 

 

لؤي قور

الطريق إلى (الثلاثين من يونيو) يمر عبر محطات عدة، أولها دعوات لجان المقاومة وتحالف قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين إلى الخروج في مليونية الثلاثين من يونيو الجاري، والتي انتظمت مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر المواكب الاحتجاجية، رفضاً لانقلاب البرهان، وللمطالبة بمدنية الدولة، وعودة العسكر لثكناتهم. يستعيد الثوار ذكرى الثلاثين من يونيو للعام (2019)، حين أجبرت الجماهير الثائرة العسكر على التنازل عن جبروتهم ما بعد مذبحة القيادة وفرض الشعب إرادته فدخلوا التفاوض الذي أنتج الوثيقة الدستورية المنقلب عليها ذات ليل. يمر الطريق بما يقوم به الشعب الثائر استعداداً لذلك اليوم المشهود، على الرغم من (عسف العسكر). ويمر بتضحيات الثوار بين شهيد وجريح، وهم يواصلون المضي في الدرب غير هيابين ولا وجلين. ويمر كذلك بلا شك بقوى الثورة، وتحالف قوى الحرية والتغيير، وهي تدير الجانب السياسي من معركة الانعتاق، من ربقة عسكر الانقلاب.

وتشهد العاصمة والولايات هذه الأيام نشاطاً محموماً من قبل قوى الثورة في تنظيم المواكب الدعائية لـ(مليونية الثلاثين من يونيو)، على الرغم من القمع الشديد للمتظاهرين، باستخدام الأعيرة النارية، وقنابل الغاز ليفوق عدد الشهداء في المواكب الاحتجاجية بقيادة لجان المقاومة في صراعها ضد انقلاب البرهان المئة شهيد وأوردت صحيفة (الديمقراطي) الخميس الماضي، أن عدد الشهداء قد ارتفع إلى 102 متظاهراً، منهم 23 تلميذًا، كانوا بصدد الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية التي تُجرى هذه الأيام.

من جانبه جدد تحالف قوى الحرية والتغيير في تصريح صحفي الخميس الماضي، جدد التزامه بالاستمرارفي التواصل والتعاون مع الآلية الثلاثية لتحقيق مطالب الشعب السوداني، والعمل على إنجاح عملية سياسية تؤدي لتحقيق مطالب الثورة وعلى رأسها إنهاء الانقلاب وإقامة سلطة مدنية كاملة. وبحسب التصريح فقد(تم خلال الاجتماع مناقشة صريحة وشفافة حول تصريحات أحد أطراف الآلية الثلاثية التي تناقلتها وسائل الإعلام في وقت سابق). وكان ممثل الاتحاد الافريقي في الآلية (محمد بلعيش) قد صرح عقب الاجتماع الأول بين الحرية والتغيير بـأنه وبناءً على توجيهات (القيادة الأفريقية)، فقد قرر بانه لا داعي لحضور إجتماعات (التموية والمراوغة وعدم الشفافية في جو إقصائي). فيما اعتبرت الحرية والتغيير، أن (بلعيش) ظهر في الزمان والمكان الخطأ، ولم يراعِ حيادية واستقلال الاتحاد الافريقي كواحد من مسهلي العملية السياسية، (ففي حين تحدث عن ضرورة عدم الإقصاء فإن المنصة التي تحدث منها أحاطت بها شخصيات معلوم دورها في دعم الانقلاب والاعتصام الذي سبقه وطالب بإصدار بيانه الأول، فعن أي إقصاء يتحدث السفير؟). وأعاد التحالف التأكيد على حق جماهير الشعب السوداني في التعبير السلمي عن أهداف الثورة ومطالبها، سيما خلال مواكب الثلاثين من يونيو الجاري وما بعدها، وجاء في التصريح:(من واجب الآلية الثلاثية حث السلطة الانقلابية على وقف العنف ضد المواكب السلمية وضمان سلامة المشاركين فيها) . والطريق إلى الثلاثين من يونيو يمر بالضرورة بالوحدة، وما أنجزت فيها قوى الثورة من تقارب يسمح بتوحيد الكلمة ضد الانقلاب، افهو لم يعد وحيداً منذ أن انضم إليه فلول النظام السابق، وحركات (الكفاح المسلح)، والتي نادت بالانقلاب على الحكومة الانتقالية. عاد جهاز أمن الإخوان بكامل عدته وعتاده، وعادت ذات الوجوه الكالحة للظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وفي دواوين الخدمة المدنية شبه المعطلة، بفعل الحراك الثوري. فالحاجة لوحدة قوى الثورة اليوم أكبر من ذي قبل، باعتبار من يواجهون، في صراعهم على مدنية الدولة، وعودة المسار الانتقالي.

الانقلاب لا يزال يمارس نفس سياسته القديمة كل يوم، ويتوقع أن يحصل على نتائج مختلفة! لا يهمه تناقض مثل هذه الانتهاكات مع أجواء الحوار نفسه. ولا عابئين بما تزيده هذه الانتهاكات من تعقيد للمشهد. وعليه فلم يجد الانقلاب البائس سبيلاً لمقابلة الحشود التي بلا شك ستجوب الشوارع في الثلاثين من يونيو سوى (الحاويات). يقطع بها ما تواجد من جسور، ويضع المتاريس أمام مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة ،وتطلعها المشروع لغد أفضل. لكن حكم التاريخ الثابت والراسخ في مثل هذه الظروف والأحوال، أن متاريس الانقلاب لن تصمد طويلاً ،أمام إرادة شعبنا الحر التواق إلى معانقة أحلامه في وطن حر ومعافى. يستحضر الشعب السوداني نصره المؤزر في الثلاثين من يوينو منذ سنوات ثلاث، ويبدو عازماً على أن يستعيد مجده في ذكراه هذا العام. على الرغم من كل ما تحوي الخارطة السياسية للسودان من تعقيد. حفظ الله السودان، وشعب السودان.

 

الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..