رفع الحكومة عن العقوبات!!

بسم الله الرحمن الرحيم

رفع الحكومة عن العقوبات !!

ربما يكون ما عنونا به المقال هو الأقرب للتوصيف .حيث أن العقوبات الأمريكية، بدلاً من أن تكون عبئاً على الحكومة ، أصبحت الحكومة عبئاً عليها! فالعقوبات المسكينة، صارت تنوء بثقل الحكومة عليها . فما أن يظهر إخفاق في مجال ما ، ولم يجدوا سبباً مثل الفئران التي أكلت الكبري ، أو الكوليرا التي تاتي من دولة الجنوب لتصبح إسهالاً مائياً في السودان، حتى يحال السبب إلى العقوبات الأمريكية. فربما كانت سبباً في زواج منسوبيهم بالمثنى والثلاث والرباع لأن العقوبات قد أخذت البركة والطعم من الزوجة الأولى فتأتي الثانية وهكذا حتى تكتمل الأربعة . وقد يتمدد نزع البركة ليتسبب في تسريح الأولى وهكذا.ولا يترنح الجنيه أمام الدولار بفعل ضعف الإنتاج ، أو اختلاسات المشاريع الكبرى ، حتى تظهر العقوبات كدعاية ستيم تفاح .
لكن السؤال الذي يجب طرحه ، هل الحكومة فقط ؟ أم أن المعارضة نفسها كانت كذلك ؟ الإجابة قطعاً بالإيجاب وإن اختلفت الدرجات . فكم عولت المعارضة على العقوبات الأمريكية لمحاربة الحكومة. وربما يكون ذلك منطقياً من الوجهة السياسية. حيث أن كل ما يظهر الطرف المنافس في الضفة الأخرى من الصواب ، وفي إشكالات متعددة ، يعتبر رصيداً لك . لكن العيب كله ، إن اصبح التعويل على الدور الأمريكي هو الملاذ الذي تلجأ إليه المعارضة ويتجه نظرها عوض العمل الجاد على تحقيق أهدافها عبر قدراتها الذاتية أولاً. في هذه الحالة ، تستوي الحكومة التي عولت على الدور السعودي ،وربما الإسرائيلي شاءت هي ذلك أم أبت، بناءً على توافق ما اتت به مع مصالحها ، مع تعويل المعارضة على الطرف الإقليمي أو الدولي في القيام بالعبء الأكبر بالنيابة عنها.
وخير مثال يمكن أن نستعين به في هذه الحالة ، هو شباب العصيان وتجربتهم في زلزلة الأرض تحت أقدام النظام بلا عون خارجي. فحتى الفضائيات التي تجاوبت مع الحراك، ما نشطت إلا بعدما بادر الشباب . عليه فإنه من المعيب للعمل المعارض ، أن يسخر من عدم رفع إسم السودان من الدول الداعية للإرهاب.واتخاذ ذلك حبلاً تمسك به بعد انقطاع حبل العقوبات.فلن يشنق النظام، إلا حبل نصنعه بأيدينا ، وأنشوطة نحركها بإرادتنا. وليس على سبيل الطرفة الشهيرة عن العنصري الذي رفض تقديم غيره إلى إمامة الصلاة فتقدم وكبر فنادى عليه بالقراءة.

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..