أخبار السودان

حزب الأمة القومي… تساقط الكبار !

حزب الأمة : استقالات القيادات زوبعة في فنجان وفرقعات إعلامية

إمام الحلو : الحزب لا يأتمر بقرارات ابناء المهدي وهم مشبعون بالديمقراطية

محلل : الأحزاب السياسية السودانية أغلبها لا يمارس ديمقراطية حقيقية

سياسي : الأوضاع داخل حزب الأمة ضمن الأزمة التي تعاني منها الأحزاب في السودان

الخرطوم : محجوب عيسى

من ينظر إلى حزب الأمة القومي يرى آثار رحيل الإمام الصادق المهدي تبدو واضحة جلية على مسار سياسات الحزب، وذلك في تباين وجهات النظر وموجة الاستقالات التي غمرت الحزب مؤخراً، وحينما يتساقط الكبار؛ تأفل شمس ديمقراطية الأحزاب في السودان، ويتنفس صبح القرارات الشخصية بحسب التجارب، حيث أكد متحدثون ل(اليوم التالي) أثر غياب الإمام الصادق المهدي على حزب الأمة القومي، وقالوا إنه ترك فراغاً عريضاً داخل الحزب، فضلاً عن وجود تجاذبات وصراعات السياسة والقداسة بين تيار البيت؛ وآخر برئاسة الرئيس المكلف اللواء برمة ناصر، مشيرين الى وضوح أثر قرارات أبناء المهدي على الحزب. وفي الوقت ذاته قدم دفاع حزب الأمة مرافعة ودفاعاً شرساً عن الاتهامات والحديث عن غياب الديمقراطية داخله، وتأثير أبناء الإمام على القرارات داخل مؤسسات الحزب، واصفاً ذلك بأنه زوبعة في فنجان وفرقعات إعلامية، ليس لها أثر على الحزب او المشهد السياسي، وقطع بأن الحزب لا يأتمر بأمر أبناء المهدي؛ لجهة أنهم مشبعين بالديمقراطية ويدلون بآرائهم مثل بقية الأعضاء.

 

أحزاب لا تمارس ديمقراطية

 

إن الأحزاب السياسية في البلاد أغلبها لا يمارس ديمقراطية حقيقية في تصعيد قياداته، وكذلك لا يمارس شورى في اتخاذ القرارات، وفي حال مورست الشورى في اتخاذ القرار داخل حزب؛ يشعر القائد أنه مدعوم من منظومته، هكذا علقت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري سهير صلاح في حديثها لـ(اليوم التالي)، وأضافت.. في غالب الأحيان المنظومة الحزبية تخذل القائد وتتخذ قرارات بطريقة غير مؤسسية، ويبدأ الخلاف بالظهور تدريجياً إلى أن يستفحل ويصل مرحلة الانشقاق او استقالة طرف، وتقول سهير.. إن إدارة الأحزاب السياسية في السودان إدارة “اهالي”، بحسب تعبيرها، وليس بنظام أساسي ولوائح تحكم منهج اتخاذ القرار، وأشارت إلى اختراق الأحزاب من قوى وأحزاب داخلية لم تسمها قالت إنها ذات صلة بجهات خارجية أو مخابرات عالمية لها مصالح ترعاها في السودان، وتعمل على إنهاك السياسيين في صراعات صغيرة من أجل تشتيت انتباه الأحزاب عن المشاكل الحقيقية والرؤية الكلية.

صراع القداسة والسياسة

 

وفي السياق ذاته..

وبحسب  محمد محي الدين أن وفاة الإمام الصادق المهدي تركت فراغاً وصفه بالعريض داخل حزب الأمة وكيان الأنصار عموماً وأضاف  ان الترتيبات تسير لانتخاب أمام جديد ربما يكون السيد عبدالرحمن الصادق بعد أن تم اختياره نائبا لرئيس هيئة الحل والعقد، واوضح محي الدين لـ(اليوم التالي) ان أمر الحزب تتجاذبه تيارات متصارعة ابرزها تيارات مجموعة الأمين العام ومن خلفه السيد الصديق بجانب كريمات الإمام الصادق المهدي بينما يتراس التيار الاخر اللواء فضل الله برمة ناصر والفريق صديق اسماعيل، وقال ان الخلاف داخل حزب الامة له بعدين ظاهري تقديرات السياسية واخر ميراث الصراع بين “القداسة والسياسة” وابان يمثل القداسة آل الإمام الراحل فيما ترى الفئة الأخرى أن قيادة الحزب يجب أن تخرج من عباءة أسرة المهدي، وأكد محي الدين ان حسم الصراع يتم عبر مؤسسات الحزب في حال تفاعلها وتابع ما يمنعها من الفاعلية تخوفات بعض الأطراف أن تؤدي مخرجاتها لخسارتهم او تعريض الحزب لانقسام جديد يزيد نزيف الكوادر، وطبقاً للمحلل السياسي أن مؤشرات غياب المؤسسية وصراع الأجنحة بحزب الأمة القومي. اعتراض د. ابراهيم الأمين على تكليف الفريق صديق برئاسة الحزب بالوكالة، رغم اتخاذ القرار باجتماع قيادي بالحزب، فضلاً

عن مدى ما وصلت إليه الأمور في الحزب الذي باتت قراراته تعبر عن عمق الخلاف في أغلب التقديرات السياسية ـ وأن الشواهد على ذلك مبذولة في الوسائط وآخرها، ليس الموقف من حوار الآلية الثلاثية، ويقول محيي الدين إن تأثير أبناء الإمام الصادق على واقع ومستقبل الحزب واضح لا يخفى.

زوبعة وفرقعات إعلامية،

وفي غضون ذلك وصف رئيس مكتب السياسات في حزب الأمة القومي إمام الحلو، الحديث حول استقالات قيادات الحزب بأنه زوبعة في فنجان وفرقعات إعلامية ليس لها  أثر على الحزب او المشهد السياسي، وأوضح الحلو في تصريح لـ(اليوم التالي) أن الاستقالة من العمل الإداري نتيجة لعدم الاتفاق مع المدير، وليس اعتراضاً على سياسات الشركة الموجودة مسبقاً أو لعدم القدرة على التعامل مع رئيس الشركة، بينما  الاستقالة من العمل السياسي أو الحزب لترك الحزب او لتشكيل حزب بأسس وسياسات ومبادئ جديدة، أو الانضمام لحزب آخر دون الاستقالة من السياسة، وعن استقالة د. إبراهيم الأمين قال إن صحت فإنه يريد أن يعتزل السياسة، وأضاف… للآن لم أرٓ استقالته بصورة رسمية؛ وما يدور في الإعلام منسوب إلى مقربين فقط، ووفقاً لرئيس مكتب السياسات فإن الاستقالة من مسقطات العضوية في دستور الحزب، وتصبح سارية بعد قبولها من الجهات المختصة، وتابع.. هذا غير موجود وليس لديها انعكاسات على ٥ من الحزب، سيما وأن سياساته راسخة ومتينة، وقطع بعدم وجود انشقاقات داخل الحزب، وأنه متماسك؛ لجهة أنه يواجه الوضع الانقلابي بعزيمة وتماسك، قاعدة وقيادة، عن تأثير أبناء المهدي على الحزب  ودورهم، يقول… إنهم يحبون أبناء الإمام ولا يأتمرون بأمرهم؛ لجهة أن أبناء الإمام يصارعون بآرائهم داخل الحزب كالآخرين، وزاد… ليس لهم تأثير خاص، فضلاً عن أن الحديث عن أكثرهم أوهام، عند بعض الأشخاص مغرضين خارج الحزب، لافتاً إلى أن أبناء الإمام مشبعين بالديمقراطية داخل المؤسسات ويدلون بآرائهم، وفي حال اتفقت آراؤهم تنفذ  وإن لم تتفق لا تنفذ، وهم كالبقية، وأكد أنه لا يوجد تأثير على سياسات الحزب بصورة منفردة؛ لجهة أن مؤسسات الحزب على مستوى الأمانة العامة والتنسيقية المركزية قائمة على بسط الرأي والشورى والالتزام بقرار الحزب، بالإضافة إلى أنه متماسك وقوي وقادر على أداء مهامه.

تفضيل استقالة

فيما يرى استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد علي، إن ظاهرة الاستقالات في الأحزاب السياسية من الظواهر التي أثرت عليها فضلاً عن أنها تشير إلى أن الخلافات بلغت درجة أدت إلى تفضيل خيار الاستقالة عن الطرق الأخرى، وقال مصعب لـ(اليوم التالي) إن الاستقالات بحزب الأمة كإبراهيم الأمين والفريق صديق تشير إلى صراع مكتوم داخل حزب الأمة، وأضاف هذا قد يؤدي إلى انشقاقات إن لم يتم تداركه، وتوقع تعجيل انعقاد المؤتمر العام للحزب من أجل حسم العديد من القضايا التي يمكنها أن تؤثر مستقبلاً على الحزب،  وحول أثر قرارات أبناء المهدي في الحزب يقول إنه لا أثر على قراراتهم في الحزب، إلا أنه عاد وقال.. لكن يمكن أن يعود ذلك لاختلاف التقديرات السياسية بين قادة الحزب وعدم استعداد مؤسسات الحزب، للخلاف، وبحسب استاذ العلوم السياسية فإن الأوضاع داخل حزب الأمة يمكن أن يقرأ في إطار الأزمة التي تعاني منها المؤسسات الحزبية في السودان وتأثير اختلاف التقديرات عليها.

استقالة قيادات

وفي وقت سابق كشفت تقارير صحفية، عن تقديم د. إبراهيم الأمين والفريق صديق محمد إسماعيل نائب رئيس الحزب، الذي سلّم استقالته لرئيس الحزب المكلّف فضل الله برمة ناصر، وأنّ الأخير قد قبل الاستقالة، وأشارت التقارير إلى أنّ سبب الاستقالة يرجع إلى بيان المكتب السياسي للحزب الذي رفض الجلوس في حوار الآلية الثلاثية، وأنّ الفريق صديق احتجّ على صيغة بيان المكتب السياسي، حيث يرى أنّه تمّ تحويره كي يكون متسقًا مع جهات رافضة لحوار الآلية الثلاثية داخل الحزب، أكد تقرير مختلف سحب صديق لاستقالته وأصبح الآن رئيساً مكلفاً للحزب بالإنابة حتى يعود اللواء فضل الله برمة ناصر من العاصمة البريطانية لندن والذي غادر لها لمراجعات طبية، نافياً وجود أي صراعات داخل منظومة الأمة، وأشار التقرير إلى حدوث تباينات في وجهات النظر في المجتمعات الواسعة، لكنها ليست صراعاً كما تتم تسميته، بينما دفع دكتور الأمين باستقالته من الحزب مرجعاً ذلك للربكة التنظيمية التي يعيشها الحزب وحالة الانقسام البائنة.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. مزمل… صاحب المقال الشهير…. عن أحمد هارون… تحت عنوان : الخليفة المكلف… بين الشدة واللولاي….. والذي امتلأ لدرجة التقزز بالملق والكذب والنفاق… الرخيص…لا يؤتمن على أي تحليل سياسي منشور في صحيفته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..