غاز الفقراء والكارثة

بسم الله الرحمن الرحيم

عطفاً على تصريح الأستاذ علي عثمان محمد طه بأنه ما عرف معاناة الناس إلا بعد أن غادر كابينة الرئاسة بعد ربع قرن من جلوسه فيها. إذاً هذه الكابينة معتمة الزجاج والذي بداخلها لا يرى ما بخارجها أو هكذا يريد له فنيو الكابينة والقادة الحقيقيون.
لكل ذلك نقول لمن بالكابينة: نريد أن ندخل إليكم هذا المقال ولكن كيف؟ هذا ما يحيرني. وأريد أن أبرئ نفسي بأن حاولت أن أنقل صورة البؤس إلى منْ بالكابينة حتى لا يأتينا بعد خمس سنوات ويقول ما كنت أعلم أن أمر المعاناة بلغ بالناس هذا المبلغ.
من أسهل الأمور تضليل من بالكابينة وإسماعهم ما يسرهم والقائد الحصيف من يعدد مصادره. ويتفرس وجوه من هم تحته ويقرأ تحليلات الأعداء قبل الأصدقاء والمعارضين قبل الموالين، إن كان يبحث عن العدل والحكم الراشد.
سار بمقولة زين العابدين بن علي الركبان (الآن فهمت)، وسارت بمقولة على عثمان شعوب السودان. وما ذكرت مقولة علي عثمان لشخص إلا وقال ومتى يفهم الذين خلَّفهم وراءه؟
دا كله ليه.
حدثني وكيل غاز بأن كثيرين ما عادوا يستطيعون شراء أسطوانة الغاز التي صارت بمبلغ 90 جنيهاً، وبالأمس القريب طالتها زيادة أخرى ستة جنيهات على الوكيل والذي سيحولها إلى 10 لتصبح 100 جنيه (كثيرون لم يروا مئة جنيه مربوطة) ولكنهم يسمعون بها.
لا أريد أن أطالب بدعم غاز للضعفاء، فذاك أمر نظري لن يتعب أحد في تطبيقه، ولن يحصر الفقراء أحد. والمتحججون بقوائم ديوان الزكاة لا يعلمون أن هذه القوائم جزء وليست كل الفقراء.
إذا لم يستطع الفقراء شراء الغاز بسعره الجديد. ماذا سيفعلون؟ سيلجأون للفحم ليس لأنه أرخص من الغاز، فسعره عشرة أضعاف سعر الغاز ولكن يمكنهم شراء عبوات بمبالغ صغيرة وسيزدادون فقراً وضعف بِنية لأن طبخاتهم ستقل حتى ولو كانت بليلة (يا اخوانا ناس الكابينة والحزب الحاكم بعرفوا البليلة)؟ هذا على مستوى اقتصاديات الأسرة. طبعاً هناك مستوى أقل من هذا، وهم الذين يستعملون روث الابقار وقوداً (نشرح روث دي وللا بلاش معروفة).
على المستوى الأكبر كل المجهودات التي بذلت للحفاظ على الغطاء النباتي ومحاربة القطع الجائر للأشجار التي تعب عليها علماء الغابات من كامل شوقي إلى عبد العظيم ميرغني ستنهار دفعة واحدة وسيعود الفحم وقوداً.
في وقت فرحت فيه الجهات المالية بزيادة الدخل من جراء زيادة الغاز لتصرفها على الدستوريين سيارات ووقوداً ونثريات، وعلى نواب المجلس الوطني إعفاءات من الجمارك والضرائب وأقساط مريحة ليميزوهم عن العامة. وهذا هو دفع العامة للخاصة عن يد وهم صاغرون.
كيف زادت أسعار الغاز في أقل من شهر على الزيادة الأولى، وهل ستكون هناك زيادة شهرية راتبة؟ يعني في الثلث الأخير من كل شهر يزاد الغاز، وفي الثلث الأول يزاد الدقيق، وفي الثلث الثاني تزاد تعرفة المياه.
مش الإمارات استحدثت وزارة السعادة؟ ماذا لو حولنا لوحة واحدة من وزاراتنا إلى (وزارة التعاسة)؟

الصيحة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا استاذ احمد. الريس قال لقها جنازه بحر عايزين طلب واحد يرجعنا للنقطه الجابونا ليها .ديل مابخافوا الله .والمابخاف الله خاف منه والله يقلعن من الليله لاباكر دعوناك ياقوي ياقادر

  2. بالمرة كدا يا أستاذ شوف لينا معاك إنجازات الوزيرة سمية في مستشفى اللعوتة الجيت بشرتنا بيها هنا شنوووو؟

  3. بالمرة كدا يا أستاذ شوف لينا معاك إنجازات الوزيرة سمية في مستشفى اللعوتة الجيت بشرتنا بيها هنا شنوووو؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..