حتى لا ننساهم وهم فى علاهم

والأستاذ عبد الرسول أحد صناديق الأسرار في حزب الأمة وفي المسرح السياسي السوداني ينكأ بمقال توثيقي راصد أحد جراح التاريخ السوداني بمشرط معقم وأيدٍ مغطاة بالعازل الطبي وذاكرة لاتعرف التثاؤب وذكرى أحداث 76 تعبرنا يوم أمس بهدوء فإلى مقالة الأستاذ.

صادف يوم امس ذكرى الهبة الشعبية المسلحة في الثاني من يوليو عام 1976. والتي زلزلت أركان النظام المايوي المتجبر. وكادت أن ترميه في مزبلة التاريخ. لو ﻻ بعض الأخطاء الإدارية والتنفيذية. وأجبرته على المصالحة الوطنية خلال عام واحد. إذ التقى الرئيس نميري برئيس الجبهة الوطنية آنذاك والمحكوم عليه غيابيا بالإعدام السيد الصادق المهدي. واتفقا على الخطوط العريضة للمصالحة الوطنية. لقد عجل بالمصالحة الوطنية.. توازن الرعب والخوف بين الطرفين. فالنظام الذي هزته المفاجأة الداوية فجر الثاني من يوليو عام 1976 وقلبت حساباته السياسية والأمنية رأسا على عقب .ظن أن ماحدث لم يكن اﻻ طلائع زحف والجيش قادم .فسعى إلى خطوة استباقية تحول دون قدوم الخطر المتخيل. وكانت اﻻحداث قد كشفت عن خلل بالغ فى المنظومة الأمنية. اما الجبهة الوطنية المعارضة. فقد دفعت بقوتها اﻻساسية وقادتها العظام في تلك المعركة الجريئة الخاسرة. واستطاع النظام الجريح التنكيل بكوادرها النشطة تقتيلاً عبر المحاكم العسكرية الميدانية. وعبر القتل الجماعي العشوائي اﻻنتقامي. والذى طال الكثيرين من اﻻبرياء ممن دفنوا نصف أحياء فى الحزام الأخضر. وجبال المرخيات. وجبل الأولياء. كما ملأ النظام السجون والمعتقلات والمحاكم بكل من ظن أنه من المعارضين. لهذا وجد وسيط المصالحة الوطنية المرحوم فتح الرحمن البشير استجابة سريعة وغير متوقعة. الحيز ﻻ يتسع للحديث عن المصالحة الوطنية. وما واجهها من مصاعب ومطبات .

اليوم نريد ان نذكر ببعض اﻻبطال الذين قدموا ارواحهم مهرا لحرية الوطن والمواطن.

القائد العسكري للانتفاضة المجيدة الشهيد البطل العميد الركن مهندس محمد نور سعد. من مواليد رجل الفولة عام1936. عمل قائدا للقيادة الشرقية بالقضارف وكان قائدا لسلاح الأسلحة. كان ذكيا وشجاعا. ألقي عليه القبض فى شهر نوفمبر عام 1974 بتهمة اﻻعداد ﻻنقلاب مزعوم. وحكم عليه بالتجريد من الرتبة والطرد من الخدمة والسجن. وكان معه عدد من صف الضباط. .الشاويشية. ..والطالبان الشهيدان عباس برشم وعبدالرحمن اميلس. . ولكن سرعان ما أسقط الرئيس نميرى الحكم عنه. وأطلق سراحه. فسافر إلى ألمانيا الشرقية آنذاك. حيث كانت تقيم زوجته اﻻلمانية وابنه الوحيد سعد. التحق بإحدى الجامعات هناك محاضرا. رشحه اﻻستاذ بكري أحمد عديل صديقه وزميل دراسته .لقيادة الجبهة الوطنية لقيادة اﻻنتفاضة المرجوة…تم اختياره من بين المرشحين الآخرين. ..العميد الركن سعد بحر يوسف. .والعقيد بحري عبدالرحمن فرح عبدالرحمن. ..تولى الشهيد تدريب وإعداد المجاهدين لليوم المعلوم…ثم كان الذى كان. .ارتفع شهيدا تاركا وراءه للأجيال إرثا عظيما من الشجاعة والتضحية والولاء والثبات.

كما استشهد القائد اﻻداري الشهيد البطل إبراهيم أحمد عمر ابوالجدى مساعد محافظ دنقلا . وهو من مواليد الجزيرة أبا الصامدة. .حكم عليه باﻻعدام شنقا من المحكمة العسكرية الميدانية التى عقدت بسلاح الموسيقى. في اﻻول من سبتمبر 1976 وقد تم تنفيذ حكم الاعدام بحقه في سجن كوبر فجر السادس عشر من شهر سبتمبر 1976 الموافق السادس عشر من رمضان. وقد ارتفع معه شهيدا كل من الشهيد أحمد سليمان الشهير بالسكرتير. والشهيد الدكتور البيطري عبدالله ميرغني والشهيد حديث التخرج من جامعة الخرطوم عبدالفضيل إبراهيم من كريمت المغاربة فى الجزيرة. .وﻻ زالت مقابرهم غير معروفة لذويهم. …أما نحن زملاؤهم فى المحكمة فقد تم تخفيف اﻻحكام الصادرة بحقنا إلى السجن لمدد متفاوتة. أﻻ رحم الله الشهداء اﻻبطال وبارك فى ذريتهم. وأهلهم وﻻ حول وﻻ قوة الا بالله العلي العظيم.

عبدالرسول النور
الصيحة

تعليق واحد

  1. انت بتتكلم عن المرتزقة المدعومين من القذافي. لم و لن يرى السودان خيرا من حزب الأمة العميل، الرجعي . تأريخ حزب الأمة ينضح فساد و عمالة، لا تقل مما نشاهده الآن من تجاوزات الكيزان…..و نحن صغار نسمع هتاف الأنصار وهم يحملون العسي و الحراب (البلد بلدنا و إحنا اسيادها) في شوارع امدرمان الآمنة.
    قال هية شعبية فال. أرجو ان تسموا الأشياء بأسمائها.. الشعب كان ضد هذه الحركة، حركة المرتزقة.

  2. انت بتتكلم عن المرتزقة المدعومين من القذافي. لم و لن يرى السودان خيرا من حزب الأمة العميل، الرجعي . تأريخ حزب الأمة ينضح فساد و عمالة، لا تقل مما نشاهده الآن من تجاوزات الكيزان…..و نحن صغار نسمع هتاف الأنصار وهم يحملون العسي و الحراب (البلد بلدنا و إحنا اسيادها) في شوارع امدرمان الآمنة.
    قال هية شعبية فال. أرجو ان تسموا الأشياء بأسمائها.. الشعب كان ضد هذه الحركة، حركة المرتزقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..