بين ود الأمين وطه سليمان

رندا بخاري

1
جلس مجموعة من الشباب في الكنبة الأخيرة للحفلة هيئتهم تدل على إنهم طلاب جامعيين؛ وتأكدت من ذلك عندما أبرزوا (لكمساري) المركبة التي كانت تقلنا من أم درمان الى السوق العربي؛ أبرزوا له بطاقات الترحيل التي بموجبها يدفعون له نصف القيمة فقط؛ وكعادة بعض الطلاب الذين نجدهم يثيرون العديد من النقاشات وبصوت مسموع وجميع الركاب يتابعون ذلكم النقاش مجبرين بالتأكيد لاأبطال؛ المهم في الأمر أن أحدهم سأل زملاءه سؤالاً كثيراً ما نسأله هذه الأيام؛ أو نحن نسأله لصديق أو صديقة إذ قال (أها يا شباب رأس السنة وين ؟؟) فبدأ واحد منهم يخبرهم عن الخيارات المتاحة بالنسبة لهم؛ والتي تتوافق وامكانياتهم أو هكذا شعرت من خلال حديثهم..
2
كان الخيار الأول الذي طرحه عليهم هو حفل فرقة عقد الجلاد باعتبار أن فئة الدخول مناسبة وهي “ثلاثون جنيه”؛ والثاني حفل الفنان محمد الأمين وقيمة دخوله “خمسون جنيه”؛ أما حفل طه سليمان والذي استبعدوه تماماً فثمن تذكرته ستمائة جنيه؛ ليدخل نقاشهم في موضوع ثانٍ وهو أيهما أكثر جماهيرية هل طه سليمان أم محمد الأمين مستندين على قيمة حفليهما التي لولا ثقة طه بجمهوره العريض لما وضع مبلغ كبير كهذا؛ أما محمد الأمين فعلى حد تعبيرهم ربما زهد في قيمة التذكرة ليس حباً في الجمهور وانما من أجل أن يأتِ اليه أصحاب الدخل المحدود..
3
دعونا نقف عند بعض النقاط التي ناقشوها؛ وأولها أن الفنان محمد الأمين هو من عمالقة الأغنية السودانية؛ ولايحتاج الي ترموميتر مثل قيمة التذكرة ليقيس بها شعبيته التي لايختلف حولها إثنان؛ والنقطة الثانية هل انحياز الفنان للبسطاء يعيبه؟؟ بالتأكيد لا فالمواقف النبيلة هي التي تعلي من شأن الفنان وغير النبيلة تحط من قدره؛ فهنالك فنانون لايقدَّرون بثمن والا لكنا نحتاج أموالاً طائلة من أجل أن تعانق أسماعنا أغنياتهم ولكن ماذا نحن فاعلين في زمنٍ أصبحت الماديات تحكم من قبضتها عليه بل باتت تتحكم حتى في أذواقنا وإن راعى المطرب ظروف الناس المادية صنيعه هذا لايقابل بنوايا حسنة أبداً فكان الله في عوننا وعونهم..

[email][email protected][/email]