حالة إلتهابية !

أواخر ديسمبر من العام 2012 تناولت ? هنا ? بهذه المساحة موضوع كريمات تبييض البشرة والمنشطات الجنسية ، والأضرار التي يمكن أن تسببها ، وجاء تحت عنوان ” عن الحاجات التخريبية ” وقصدت كتابته تحت هذا العنوان لأننا ظللنا لقرابة الشهرين نتحدث ونتابع ما عرف إعلاميآ بــ ” المحاولة التخريبية ” والتي كان أبرز المعتقلين فيها العائد ( قوش ) أو قوش ( العائد ) ! … ولأننا في تلك الفترة أهملنا الحديث عن أي شئ عدا المحاولة التخريبية ، بالرغم من اننا نعيش محاولة تخريبية ، بل حياة تخريبية إمتدت طويلآ … نسأله تعالى أن يلطف بنا والوطن .
الذي دعاني لأعلاه هو أننا نعيش الفصول نفسها لكن بتفاصيل جديدة ؛ فبينما في مجالسنا وأسافيرنا وصحفنا ، وفي كل حركاتنا وسكوننا نغرق في الحديث عن الدولار وعودة قوش وانتخابات 2020 ؛ يفتك السرطان بأعداد مقدرة وملحوظة من المواطنين شفاهم الله ، ومراسل هذه الصحيفة من ود مدني مزمل صديق نقل ولأكثر من مرة عن تزايد حالات الإصابة بالسرطان ، فضلآ عن مراكز ومستشفيات الخرطوم وللأسف مثل هذه الأخبار لم تقلق لا وزارة الصحة ، ولا اللجنة المختصة بالمجلس الوطني ، ولا رئاسة الوزراء ، ولا ولا !!
وقبل فترة تساءلت ? مثل الكثيرين غيري ? عن لماذا تزايدت حالات الإصابة بجرثومة المعدة ؟؟ ، ولماذا لم أطالع او استمع الى تصريح من وزارة الصحة يتعلق بهذا المرض أو أسباب تزايد الحالات بصورة ملحوظة وتبعث على الحيرة والتساؤل !
إعتقد أنه من المهم ان تولى وزارة الصحة إهتمامآ للتقارير التي يُفترض أنها تصلها بصورة دورية ومبرمجة من الولايات ، وأن لا تكتفي بإتخاذ التدابير فقط ، وهو أمر أشك صراحة في حدوثه ؛ وإلا لخرج علينا أحدهم مبديآ قلقه من تزايد حالات الاصابة بالسرطانات ، أو موضوع جرثومة المعدة وغيره ، بل من المهم إعتماد خطة تثقيفية توعوية تُحدث عن هذه الأمراض ، وكذلك تأمين المال اللازم وما يتصل .
أحيانآ تلاحظ أن الأطباء يوصفون دواء بعينه لمعظم الحالات التي تدخل عليهم بنتائج فحوصات وعندما تسأل عن ماهو التشخيص الذي يوصف له علاج واحد ؛ تجد الإفادة ببساطة ( أن الأيام دي أيام حالات إلتهابية ) ! … حتى يوشك الصيدلاني أن يمد يده للعلاج قبل أن يطالع الروشتة ( من فرط كثرة وصفه ) ، بل حتى تقني المعمل لا يكون بحاجة للتدقيق حتى يكتب تقريره ، فدواء واحد لمختلف الأعمار ، ولمختلف الحالات الإلتهابية !!! – وهو أمر على الأقل يتطلب إصدار تنبيه للأطباء وبقية الأُطر لضرورة توخي الحذر في مسألة التشخيص ، ويعاني الكثير من المواطنين جراء التشخيص الخاطئ وتناول أدوية صُرفت لهم وفقآ لقاعدة ” الأيام دي أيام حالات إلتهابية ” ، ومعلوم أن كثير من الأمراض تتشابه أعراضها لدرجة بعيدة .
أخيرآ .
نأمل أن يشمل التغيير أيضآ قيادة وهيئة أركان وزارة الصحة الإتحادية .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..