عفواً لا تقرأه .. انه ليس جديرا بالاحترام

حالة من الاندهاش إنتابتني وانا اقلب بصري بين الموائد المتراصة في صالة (اسبارك ستي) ببري التي شهدت الافطار السنوي لاتحاد الصحفيين السودانيين خلال شهر رمضان المنصرم، عسي ولعل ألمح من الحضور زملاء المهنة الكادحين في دروبها المتشابكة ولكن انقلب علىَ بصري خاسئا ولم اجد سوي بضعة منهم ظاهرين كالشعرات البيض علي الثور الاسود، ثم اعدت البصر كرة اخري متفحصا وجوه الحاضرين وإذا بي افشل تماما في تحديد هوية غالبية من حضر خاصة وانهم لا تبدو عليهم وعثاء الصحافة التي لا تخطئها العين، فتساءلت في سري وجهري اين هم اصحاب المهنة الحقيقيين الممارسين، فما رأتهم عيناي لا يمثلون الواحد في المائة منهم، ثم تساءلت ثانية لماذا كل هذا الترف وأهل المهنة يقتلهم الفقر والمرض وقلة الحيلة.
وانا اتأمل في المشهد الذي امامي خطرت ببالي قصص كثيرة ابطالها زملاء مهنة جارت بهم الاقدار وامتحنتهم المحن وتقاصرت تجاههم يد الاتحاد المسمي باسمهم، فعشعشت المسغبة في ديارهم، بل ومنهم من اختطفه الأجل واستخسر فيه الاتحاد ورقة تعزية صغيرة في لوحة اعلاناته، وكذلك استحضرتني مشاوير قطعتها طمعا في عون الاتحاد لصديق عزيز وزميل شاب في مقبل عمره بمهنة الصحافة حاصره المرض اللعين، ولم اجد غير الوعود الزائفة من رئيس الاتحاد الصادق الرزيقي – جميع الفاوتير بمكتبه ? لم اعشم نفسي طيلة سنواتي العشر في مهنة الصحافة في ان اتلقي خدمة من خدمات الاتحاد التي نسمع بانه يقدمها لمنسوبيه المرضيِ عنهم رغم يقيني بان ذلك حق من حقوقي، ولكن هي نصيحة من البعض بان احمل اوراق وفواتير علاج زميلي بصحيفة الخرطوم (احمد عبدالمنعم) بعد ان تمكن منه مرض السرطان ونصحه الاطباء بالسفر الي الهند، وفعلا أتجهت للاتحاد علي امل ان اجد العون، وبدأت رحلتي في المعاناة، رغم وعد رئيس الاتحاد الصادق الرزيقي بان يجد طلبي الانساني الاهتمام، وبعد ان وجهني بترك فواتير المريض مع سكرتيرته (هنادي) والمتابعة معها، وقد كان حيث لا يمر يوم او يومين الا وانا واقف امام الاستاذة هنادي وقد حفظت ردها بان الاستاذ لم يفتي حتي الان في الامر، غادر الزميل احمد الي الهند بمجهود ذاتي من اهله وعاد، ولكني لم انقطع انا عن الأتحاد، ولم يجد طلبي غير التجاهل بل اذكر في اخر مرة ذهبت الي الاتحاد فاجأتني سكرتيرة الرزيقي بان الاوارق ضاعت وعلي احضار اوراق اخري وتقديم طلب اخر، خرجت من الاتحاد غاضبا رغم يقيني الثابت من ان اتحاد يقوم علي التصنيفات السياسية ليس فيه لمثلي من الزملاء حظ، وهنا قابلني احد الزملاء ونصحني بأن اذهب الي الامين الاجتماعي بالاتحاد (رحاب طه محمد احمد)، ولكن يبدو انني اخطأت الطريق، فالرجل لم يعر طلبي اي اهتمام وكأني امد اليه يدي ليتصدق عليَ من جيبه، وبعد شرحت له الحالة التي يعانيها الزميل كان رده صادما بان ليس لديهم ميزانية الان وعلي باحضار طلبي له في الاتحاد لحين تتوفر الميزانية، ورغم ذلك ظللت اتابع، خاصة بعد ان تدهورت الحالة الصحية للزميل احمد عقب عودته من الهند بايام قلائل، ولكن دون جدوي، ولم تفلح توسلاتي للاساتذة القائمين علي امر الاتحاد وألحاحي بان حالة الزميل لا تتحمل الصبر ونصحه الاطباء بالعودة مرة اخري للهند، الا ان كل ذلك ذهب ادراج الرياح ولم يكلف احد اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد بزيارة الزميل الذي ظل طريح الفراش ما بين حوادث مستشفي الخرطوم بحري الي مستشفي ابن سينا، من باب زيارة المريض ليس الا، حتي فارق الزميل احمد عبدالمنعم الحياة مأسوفا علي شبابه النضير لتحلق روحه النقية في الملكوت الابدي وهي راضية عن ربها ونسأله تعالي ان يرضي عنها ويحشر صاحبها مع الابرار، وبعد ان فارق الزميل احمد الحياة الدنيا لم يكلف الاتحاد الموقر نفسه بكتابة نعي علي لوحة اعلاناته حتي .. استرجعت قصة زميلي احمد وانا اشاهد كيف ان اعضاء الاتحاد منتفخين في ذلك بانجازهم العظيم (اقامة افطار ضخم حضره نائب الرئيس) وهم يتبادلون الابتسامات ويبادرون بالظهور امام المائدة التي يجلس عليها النائب الاول للرئيس الفريق بكري وبعض الوزراء الذين حضروا الافطار عسي ولعل يرمقهم سعادة الفريق بنظرة او ابتسامة رضا.. وخلصت من تلك المشاهد التي تكشف وبوضوح عن نفاق مستحكم في بواطن هؤلاء وتناقض في المواقف والادوار التي من المفترض ان يطلع بها الاتحاد كنقابة مهنية معنية بتطوير المهنة والاهتمام باعضائها، وألتمست العذر للكثير من الزملاء الذين يعتبرون الاتحاد مجرد كيان منعزل لا يمثل اهل المهنة ولا يواسيهم فيما يلم بهم من محن، فاتحاد لا يقدر انسانية اعضائه ويدار من قبل مكاتب اعلام الحزب الحاكم لا يرجأ منه وليس جديرا بالاحترام.
… الا رحم الله الصديق الغالي احمد واسكنه فسيح جناته ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذ/ طارق
    تحياتى
    وانا لله وانا اليه راجعون
    رحم الله الزميل الراحل وألهم اله وذويه الصبر
    عن أى اتحاد تتحدث؟؟
    تيتاوى او الرزيقى ما الفرق بينهم؟؟
    وهل فى ظنك ان هذا اتحاد للصحفيين ؟؟
    يا اخونا ريحوا انفسكم هذا اتحاد لجهاز الأمن والمخابرات أمثال هذا الزميل الراحل يموتوت بالاهمال مع سبق الاصرار والترصد وامثال الهندى عز الدين يتعالجون خارج البلاد وتستقبلهم السفارات ويفرغ لهم المرافقون!!!!
    اتحاد صحفيين شنو يا أخى ده اتحاد مطبلين
    وأحسن الله عزاكم

  2. الأستاذ/ طارق
    تحياتى
    وانا لله وانا اليه راجعون
    رحم الله الزميل الراحل وألهم اله وذويه الصبر
    عن أى اتحاد تتحدث؟؟
    تيتاوى او الرزيقى ما الفرق بينهم؟؟
    وهل فى ظنك ان هذا اتحاد للصحفيين ؟؟
    يا اخونا ريحوا انفسكم هذا اتحاد لجهاز الأمن والمخابرات أمثال هذا الزميل الراحل يموتوت بالاهمال مع سبق الاصرار والترصد وامثال الهندى عز الدين يتعالجون خارج البلاد وتستقبلهم السفارات ويفرغ لهم المرافقون!!!!
    اتحاد صحفيين شنو يا أخى ده اتحاد مطبلين
    وأحسن الله عزاكم

  3. رحم الله الفقيد ونسأل الله أن يعوض عن شبابه الجنّة .. مثل ما ذكر الأخ اتحاد يكون على رأسه تيتاوي والرزيقي ..كيف يكون(حُراً) ولو رجعت للقاء تيتاوي بالكاردينال في منزله بالحبشة، تترحم على الصحافة واتحادها ..
    أحسن عزاكم في الفقيد… وفي اتحاد الصحافة والاعلاميين ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..