أخبار السودان

إستعراض عضلات

هنادي الصديق

* يُحكى أن رئيس الباراغواي فرانسيسكو سولانو لوبيز، كان من أشد المعجبين بنابليون بونابرت، وكان يظن بأن لديه نفس مؤهلات القائد الفرنسي في وضع الخطط الحربية وقيادة الجيوش وكل ما يلزم لإحراز النصر، إلا أنه واجه مشكلة بسيطة وهي أن بلاده ليست في حالة حرب مع أي أحد، فكيف يقوم بإثبات مواهبه؟
* فقام الحاكم المهووس بحل هذه المشكلة في عام 1864 عبر إعلان الحرب على ثلاثة دول مجاورة هي البرازيل والأرجنتين والأورغواي استمرت لمدة 6 سنوات ولكن قدرات فرانسيسكو قد خانته والنتيجة كانت بأن الباراغواي خسرت الحرب ودخلت في سلسلة من المجاعات والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، بسبب أن الحرب كانت تعسفية ولم يكن هناك سبب معقول يستدعي الدخول فيها.
* هذا هو بالضبط حال مسؤولينا الذين لا يدرون ما يريدون بالضبط من خلال تواجدهم في السلطة، وأعني هنا حديث
السيد مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود حامد، بقوله إنه لن يسمح لأية جهة، بالوصول إلى السلطة عبر قوة السلاح، ولن يكون ذلك إلا من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع، التي يحددها شعب السودان، وإنه لن يكون هناك مفاوضات جديدة، عقب انتهاء أجل الحوار الوطني، و(كأن هذا الحوار قرآن أو إنجيل منزل) غير قابل للتعديل.
* كما وأن السيد مساعد الرئيس يبدو أنه نسي أو تناسى الطريقة التي أتى بها هذا النظام للسلطة، اللهم إلا إن كان يعتقد بأنه جاء محمولاً على الأعناق أو جاء بالانتخاب الحر الذي يدعو له الآن.
* شخصياً لا أري أن هناك أي جهة معارضة رافضة للحوار ترغب في ثورة حمراء، والشعب السوداني بشكل عام يرفض التعبير غير السلمي أوالتغيير الدموي، رغم أن أي تغيير من الطبيعي أن تصاحبه تضحيات جسيمة ودماء في كثير من الأحيان ولكن هذا ما لا نتمناه لبلدنا منعاً للتشتت كما ذكر سيادته.
* ورغبة الشعب المقهور في إحداث تغيير سلمي أو من خلال الثورة البيضاء، لا يجب أن تواجه بموقف أشبه بموقف (سولانو لوبيز)، ولا يعني أن يستكين الشعب لقرارات مفروضة علىه من نظام غير مرغوب فيه أصلاً من قبل كل الشعب، بإستثناء أقلية مستفيدة، بافتعاله للازمات المتكررة التي يجرَ معها المواطن جرَاً للصراع في إطار سياسة إبراز العضلات لإرضاء نزعة نرجسية للبعض.
* وتصريح السيد المساعد بأن لا مفاوضات عقب إنتهاء الحوار الوطني، في اعتقادي لا يعدو أن يكون حديث ضعيف، ويشير بوضوح لإفتقار قياداتنا للحس السياسي العالي، والتعاطي مع القضايا المصيرية للوطن بإهمال وعجرفة زائدة لا تتسق ومطلوبات الوضع الراهن، إضافة إلى النظر إلى مشاكل الوطن والمواطن من قمة الأبراج العاجية.
* فهل نسي السيد المساعد القضية الفلسطينية التي بدأت مفاوضاتها قبل قرابة الخمسين عاماً والى يومنا هذا، وهو ما نخشاه بأن يكون نهاية الحوار الوطني أشبه بفخ إتفاق (أوسلو)، لنسقط في ذات الفخ الذي سقط فيه الفلسطينيون من قبل، خاصة وان هذا الحوار الوطني حتي الان من الواضح انه بدون مرجعية إطارية.

الجريدة

تعليق واحد

  1. التصريح يا أستاذه هنادي عباره عن تهديد مبطن ناجم عن
    حالة من الخوف والغضب وهما عاملان مؤثران ينتج عنهما
    القرار الخاطيء والتصرف الأحمق .
    فالغضب سببه الفشل والفضائح المعلنه والتي هي خافيه
    الي حين اما الخوف أسبابه داخليه معلومه حتي لدي الصغار
    وخارجيه لا يعلمها إلا من يتابع مجريات الأحداث ويربطها
    بما يدور بالداخل .. الشعب السوداني نعم مسالم ولكن
    إذا لم يحظي بمن لا يبادله هذه القيم فحتما سوف يقلب
    عاليها واطيها .. وعندها لا ينفع تهديد ولا استعراض عضلات.

  2. ضحكت كما لم اضحك من قبل
    المهندس ابراهيم محمود قال مافي طريقه للوصول للسلطة بالسلاح الا بصندوق الانتخابات بس
    حلال عليهم حرام على الاخرين
    يعني هم جاءوا للسلطة بصندوق الانتخابات
    جماعتك ركبوا مكنة شرعية وخلوا الامام الصادق ومولانا الكبير هايمين على وجوههم في بلاد الدنيا بعد ان سرقوا منهم السلطة التى نالوها بانتخابات ديمقراطية نزيهة واختارهم الشعب
    رغما عن توظيف اولاد الامام ومولانا في سكرتاريةالقصر
    غايتو نقول شنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..