مقالات سياسية

لخطاب البرهان فائدة!!

ماوراء الكلمات

طه مدثر

(1) سألت نفسي، التي لا تؤمن بأن لا خير سيأتي من قبل المكون العسكري ومن قادة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي والذي راح ضحيته114 شهيداً ومئات الجرحى والمصابين وعديد المفقودين والمعتقلين، سألتها ما الفرق بين خطاب الفريق اول عبدالفتاح البرهان، الذي تلاه في أمسية الاثنين الخامس من يوليو الحالي، وبين خطاباته السابقة، التي كان يتلوها عند كل كارثة أو مصيبة أو حين يحتاج لدعم أو مساعدة؟.

(2) أجابت لا أرى أي فرق بين الخطاب الاخير، لقائد الانقلاب، وبين أحاديثه المكررة والمعادة والممجوحة، وبأنه لا يسلم الحكم إلا لحكومة منتخبة أو توافق وطني، الفرق فقط في طريقة العرض، ومهذب أمام الشعب يكون الكلام.

(3) وعندما قال إنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة أو توافق أو وفاق وطني، كان يقول ذلك القول، بكل جبروت وتكبر وفرعنة ، ولا أريكم الا ما أرى وماعملتم لكم من حاكم غيري يحافظ على السودان من التفتت والانقسام والتشرذم، وبالامس وهو يتلو خطابه الجديد القديم، كان في حالة يرثى لها، فقد ذهب الجبروت وحل محله المسكنة، واندثر التكبر وحل محله تمثيل دور المتواضع، واختفت الفرعنة وحلت محلها الطيبة والوداعة والبحث عن حسن الخاتمة، وذهبت السكرة وجاءت الفكرة، وربما كانت محاولة من البرهان، لتجميد أو تبريد الاجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الساخنة، وسخانتها (نار ضلع) شعر بها حتى سكان القصر العالي.

(4) انها نفس أساليب وحيل الثعالب، حين تضيق عليها الارض بما رحبت، وتظن أنه لا ملجأ الا للمراوغة والاحتيال، فالشارع الثوري لا يعنيه أن يبتعد المكون العسكري عن حوار الآلية الثلاثية أم مواصلة الحوار؟ لأنه يدرك ان انه حوار لا نفع فيه، ولا فائدة منه، فالمقدمات تنبئك بالنتائج، ومقدمات حوار الثلاثية، كان الفشل عنوانا رئيسياً له.

(5) الخلاصة

إن انسحاب المكون العسكري من حوار الآلية الثلاثية، هو ضربة مؤلمة وقاضية للمؤيدين لانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، (ناس جبريل ومناوي واردول وهجو وعسكوري ومن اتبعهم من الامعة الذين ادمنوا لعق بوت العسكر) وبعد الخطاب الهزيل لقائد الانقلاب، الفريق أول ركن البرهان، فان ذلك الجمع اللئيم السابق ذكره، سيصاب باليأس والإحباط والتبول اللا ارادي، وبذلك سترتفع اسعار (بمبرز الكبار) اذاً الفائدة الوحيدة النافعة من خطاب الرابع من يوليو، هو ماجنته قوى الحرية والتغيير، التوافق الوطني، من حسرة وندم وخسران مبين، وهذه نهاية كل من جعل العسكر ولياً له، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

الجريدة

 

تعليق واحد

  1. دا كلام فى الصميم يا استاذ طه مدثر … بالضبط !! هذه فرفرة مذبوح ليس إلا ….

    يا جماعة الموضوع بقى واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار … بإختصار بقاء اى مجلس يترأسه السجمان البرهان والتافه حميدتي وتحت اي مسمى فى تصدر المشهد السياسي يعني الإحتفاظ بقوة السلاح وبلغة العسكر لتحقيق اربعة اهداف:

    1- الإفلات من العقاب والمساءلة.
    2- عرقلة هيكلة الجيش وحل المليشيات.
    3- تعطيل ولاية وزارة المالية على المال العام خاصة شركات الجيش والاستمرار في تهريب الذهب.
    4- التربص بالثورة للإنقلاب عليها من جديد متى ما تضاربت مع او شكلت اي تهديد لتحالف الكيزان والعسكر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..