عبدالحكيم عامر السودان: فشل تلو الآخر

عبدالحكيم عامر السودان: فشل تلو الآخر

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة

18/4/2011

كان الرئيس الزعيم جمال عبدالناصر يعتبر المشير/ عبدالحكيم عامر شقيقه الذي لم تلده أمه. كان يحبه حبا جما ويناديه ب (حكيم). بدأت صداقتهم قبل الثورة وقبل تكوين تنظيم الضباط الأحرار. كل منهما أطلق أسم الآخر على أحد أبنائه. كان حكيم يتواجد في منزل الرئيس بصفته أحد أخوته حتى وان كان الرئيس غير موجود بالمنزل رغما عن أن الرئيس جمال رجل محافظ جدا فهو صعيدي ابن صعيدي. تسلم حكيم وزارة الدفاع والقائد العام إثناء حرب السويس واستمر فيها حتى تاريخ النكسة التي يعتبر هو سببها الرئيسي. لم تكن للمشير مؤهلات تؤهله لهذا الموقع الخطير سوى ثقة السيد الرئيس فيه مع توفر العديد من المستشارين المؤهلين حوله. كان حكيم يعتبر الجيش مملكته الخاصة ولا يحب أن يتدخل أحد أعضاء مجلس الثورة أو الوزراء في التدخل فيما يخص أمر الجيش. كلما سأله الرئيس عن موقف القوات وحالتها كان يطمئنه وبشدة و يجعله يشعر وكأن هنالك بطيخة صيفي ببطنه كما يقول أخوالي بمصر العزيزة. حكيم، كما يقول أصدقاؤه من كبار وصغار الضابط ، كان أخو أخوان وكريم لدرجة بعيدة. كان يوفر لضباطه كل سبل الراحة والترفيه (بمعنى الترفيه حرفيا). أما عبدالناصر فكان يهتم بالحصول على أحدث الأسلحة من المعسكر الشرقي آنذاك وتوفير الفترات التدريبية داخليا وخارجيا، مع توفير التموين اللازم للجيش النظامي والمجندين وضباط الاحتياط. في كثير من الحالات كان المشير( يفشل) في أداء عمله أو يعترض على الأوامر (خاصة حرب اليمن)، ثم يختفي ويبدأ الرئيس والجهات الأمنية والاستخبارات العسكرية في البحث عن مكانه لترضيته خوفا على الصداقة والأخوة، لكن المشير كان يستغل هذه الصداقة استغلالا غير مستحب وغير مناسب للظروف التي تحيط بالبلاد وبالرئيس شخصيا. كان ناصر (يوبخه) في كثير من المقابلات المقفولة بينهما، ويقدم استقالته شفهيا للرئيس، ويرفضها ناصر حفظا لكرامة صديقه الوفي، وفى بعض الأحيان يهدده ناصر بأنه سيخلعه من الوزارة، والنتيجة عادة ما تكون أنه يهدد بأنه سينتحر إن حدث هذا الى أن فعلها بعد وضعه في الإقامة الجبرية بعد عدة أسابيع من النكسة (حرب 1967م).

المقدمة أعلاه سقناها كدرس من التاريخ لحكومتنا والتي يذكرني فيها السيد وزير الدفاع الحالي بالمرحوم المشير عامر في كثير من الأمور. السيد الوزير تقلد العديد من الوزارات منذ قيام الإنقاذ أذكر منها وزير شؤون الرئاسة ووزير الداخلية والآن وزيرا للدفاع. هو رجل يبذل الكثير من الجهد لكن يبدو أنها لا يدرس الأمور بجدية أو ليس له المقدرة على التنظيم الدقيق أو ليس لديه وقت (اليوم قصير) أو أنه يترك الأمور لمساعديه دون مراجعتهم أو أنه شخص غير موفق (غير محظوظ) لسبب يعلمه الله. أنما التوفيق من الله.

الأخ عبد الرحيم منذ أن ترك وزارة شؤون الرئاسة لم نرى له نجاح في أمر من الأمور التي كلف بها اعتبارا من انهيار عمارة الرباط بكل ما فيها، والإشاعات بالفساد التي أحاطت به منذ أن كان وزيرا لشؤون الرئاسة، وفشله في التعامل مع مشكلة دار فور شرطيا وعسكريا (داخلية ودفاع) ولا ننسى السقوط المتكرر للطائرات المروحية وغيرها و(الطناش) الذي يتبع كل حادثة وكأنه أمر طبيعي ويحدث كل يوم وفى كل دول العالم كأننا نزرع هذه الطائرات فى السودان أو أنها تهدى لنا من حبايبنا من الدول الأوروبية وأميريكا. كما لا ننسى الطامة الكبرى ودخول قوات خليل ابراهيم حتى خور أبوعنجة بأمدرمان، وضرب السيارة السوناتا ببورتسودان قبل أيم بواسطة طائرة مروحية (مهزلة) إسرائيلية ثم سقوط طائرتين في ظرف أربعة أيام أحداهما تدريبية بمطار الخرطوم والأخرى اليوم 18 ابريل بدار فور ووفاة طاقمها المكون من أربعة أفراد!!!

السيد الوزير: ماذا تنتظر؟ لقد وقف السيد الرئيس معك من قبل في مشكلة انهيار عمارة الرباط خصما على شعبيته هو. فلماذا لا تستقيل أنت دون أن يطلب منك ذلك؟ ألم تسمع بثقافة وأدب الاستقالة؟ كفانا خسائر بسبب وجودك في مكان ما مكانك ، وشكر الله سعيك وكدى شوف الرزق في مكان أو موقع آخر يمكن حظنا نحن يتغير بعدها.

أللهم نسألك اللطف (آمين).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..