من الغنوشي والترابي

عمر العمر
إبان تواجد الغنوشي في المنفى قال «الأكثر خطورة على الإسلاميين أن يكونوا محبوبين من الناس قبل صعودهم إلى السلطة ثم يصبحون مكروهين بعد تسلمهم السلطة».
الحديث عن محبة الإسلاميين قبل الصعود إلى السلطة يستدعي حججاً غلاظاً وكلاماً كثيراً. ربما يكمن الحسم في عدم اعتراف السياسة بالحب أساساً رغم شيوع الكراهية فيها.
الغنوشي لم يكن ينصح الإسلاميين القادمين إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع بل كان حديثه انتقاداً للإسلامويين القابضين على السلطة بالانقلابات في طهران وكابول والخرطوم.
لعل الإسلامويين الجدد أكثر إلحاحاً للاهتداء بنصيحة زعيم النهضة التونسية. المشاعر العابرة للوطن العربي تجاه الإسلاميين الصاعدين إلى السلطة لا تشوبها المحبة بل يغلب عليها القلق والخوف. تعاطف الناخبين مع الإسلاميين نابع من شعور غوغائي أو وهم طوباوي أو نفحة عابرة.
بغض النظر عن جوهر فوز الإسلامويين، فالقضية الملحة حالياً تتمثل في كيفية إقبالهم على صياغة مرحلة وطنية عربية حديثة. التيارات الإسلامية مطالبة بتفكيك أكثر من عقدة داخلية من أجل إنجاز مهام هذه المرحلة الجديدة.
المشهد المصري يكشف بوضوح حاجة التيارات الإسلامية إلى تكريس ثقافة الحوار وسطها. هناك هوة شاسعة بين الإخوان والسلفيين. فمسألة الترشح للرئاسة أبانت هشاشة قاعدة الحوار ـ إن لم يكن غيابها ـ داخل الإخوان أنفسهم.
في غياب هذه الثقافة لن ينجح الإسلامويون في إزالة عقبة كأداء تفصلهم عن الشارع السياسي الداخلي وعواصم صنع القرار في الخارج. تلك هي قضية الصدام بين الإسلام والديمقراطية. هذه المواجهة المفتعلة ليست فقط مسألة نظرية يحسمها الجدل الأكاديمي أو الأيدلوجي بل هي كذلك قاعدة العمل السياسي القابض لشؤون العباد والبلاد.
إذا ركب الإسلامويون الدين موجة إلى سدة الحكم فإن اتخاذه مظلة لممارسة الإرهاب والتسلط والقمع لن يعينهم على البقاء في السلطة. الأخطر من ذلك أنه لن يعينهم على المساهمة في صياغة المرحلة الوطنية العربية الحديثة وهذه غاية ثورات الربيع العربي.
مهام هذه المرحلة لا يمكن صياغتها أو إنجازها من قبل فصيل سياسي واحد. هذه عقلية الأنظمة الاستبدادية الأحادية البائدة. الدستور يمثل مجمع رؤى الشعب وحاكمه. استئثار حزب بكتابة هذه الوثيقة في غياب مكونات الوطن ليس سوى إملاء للشروط.
التيارات الإسلامية مطالبة على عتبة هذه المرحلة العربية بنزع عقليتها التقليدية البالية والانخراط في العملية الديمقراطية وفق شروط اللعبة الحديثة. الاستناد إلى الغلبة الانتخابية وحدها في إنجاز مرحلة التوافق الوطني شعار مخادع أشبه بقولهم «باطل يراد به حق».
امتطاء الشعار بغية احتكار مفاصل السلطة يعيد إنتاج عقلية الأنظمة البائدة. في هذه المرحلة السياسية لا يكتسي الجهاد الأخلاقي بعداً دينياً فقط لكنه يتشبع في الوقت نفسه بروح وطنية حقيقية.
حتى لا يرجمنا المغالون نعيد ما قاله حسن الترابي أخيراً بأن دول أوروبا لم تتقدم حتى خرجت من عباءتها الدينية. الترابي يتحدث عن الدولة ولا يتكلم عن العباد. الإسلاميون العرب مطالبون بصياغة تجربة ديمقراطية عصرية ليست على منوال تركيا أو ماليزيا أو إيران. هي بالضرورة ليست محاكاة لما في السودان. ذلك هو التحدي الحقيقي.
الأنباء
(حاجة التيارات الإسلامية إلى تكريس ثقافة الحوار وسطها)
فشل الاسلاميين لا يعني ابعاد الاسلام من الحياة السياسية
يجب علينا أجبار كل أسلامي القبول بمنطق الحوار حتى ولو كانت لحيته اكبر من لحية الرسول و ازاره أقصر من جكسا في خط 6 … لا قدسية للاشخاص .. المبادئ فوق الاشخاص .. لن نتحول من عبادة الاصنام الى عبادة الاشخاص .. لا تتنازل عن رأيك و قناعاتك خوف الفتنة .. الفتنة ترك الباطل يعيث فسادا وان كان باسم الاسلام ..
أمتي رب صنم مجدته لم يكن في طهر الصنم
المشكلة تكمن في عبادة الاشخاص والطاعة العمياء تحت مسميات الاستغلال
0912923816
تلك هي قضية الصدام بين الإسلام والديمقراطية!!!!!!!!!quote
ينبغى ان نفرق دائما بين الاسلام و فهم او محاولة تنزيل الاسلام من قبل مجموعة معينة–فلا توجد قضية بين الاسلام و الديموقراطية و لكن ما يقصده الكاتب هنا الصدام بين ما يعرف بالاسلامين و الديموقراطية-