“غرفة العناق”.. طريقة مبتكرة لتخفيف أعباء الإغلاق على المسنين

تسعة أشهر مرت منذ إغلاق دار لرعاية المسنين في إيطاليا أبوابها أمام الزوار، لحماية ساكنيها من عدوى فيروس كورونا الفتاكة، الأمر الذي زاد من وقع الجائحة عليهم، ففكرت مديرة الدار بطريقة غير تقليدية لرفع معنوياتهم، وفقا لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.
كان أحد المسنين في حالة نفسية سيئة توشك أن تقوده للاكتئاب بسبب الإغلاق. وقالت مسنة إنها شعرت بكل يوم “وكأنه أسبوع” دون رؤية ابنها الذي يسكن بالقرب من الدار.
ومنذ بدء الجائحة، اعتاد المسنون على التواصل مع ذويهم من خلال مكالمات الفيديو، أو التلويح لهم عن بعد من حديقة الدار.
وقررت مديرة الدار، باولا ديل بوفالو، التصرف بهذا الشأن، وفي أحد الأيام توقفت شاحنة بيضاء تحمل ألواحا شفافة كبيرة، ومجسمات تشبه الأكشاك.
وتحوي الألواح فتحات تمت إضافة أكمام واقية للأذرع لها، لتثبت جميعا في غرفة حملت لقب “غرفة العناق”.
وفي غرفة العناق، ومن خلف الحواجز، تمكن المسنون أخيرا من احتضان ذويهم وملامستهم قدر الإمكان، ما أدخل البهجة إلى قلوبهم.
ومنذ بدء الجائحة، شهدت دور رعاية المسنين أعدادا كبيرة من الوفيات المرتبطة بعدوى كورونا، ما دفع هذه الدار الواقعة بالقرب من العاصمة الإيطالية روما على اتخاذ تدابير صارمة حفاظا على حياة سكانها.
وتمكنت هذه الدار تحديدا من النجاة بسكانها بشكل يفوق نظيراتها، حيث لم يفارق الحياة أي من المسنين، ولم يصب أي منهم بالفيروس أساسا.
وكانت الدار قد اضطرت لاتخاذ إجراءات شملت منع الزيارة ووقف جلسات العلاج الطبيعي، وخفض عدد الأشخاص على طاولات الطعام، بالإضافة إلى تجميد نشاطات نهاية الأسبوع التي اعتاد المسنون فيها على التقاء أقاربهم والخروج للتنزه معهم.
وكانت إيطاليا من بين أكثر دول العالم تضررا بالجائحة، وكانت بؤرة تفشي الوباء في القارة الأوروبية في وقت مبكر من الأزمة.
ورصدت إيطاليا على أراضيها منذ بدء الجائحة أكثر من مليوني إصابة، بالإضافة إلى نحو 71 ألف حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، وفقا لمرصد “وورلد-أو-ميتر”.
الحرة