الاحتفال بالمولد النبوي.. سلبيات في الممارسة

الخرطوم: عبد الخالق بادي:

تهل علينا هذه الأيام ذكرى حبيبة إلى أنفسنا وينتظرها المسلمون بكثير من الشوق، ألا وهى ذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسل رحمة للعالمين، حيث يستعد الكل من أجل الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وهو حدث عظيم ينتظره المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها بفارغ من الصبر لكى يعبروا عن فرحتهم بهذه الذكرى العطرة، وعن حبهم لخير البرية ورسول الإنسانية ومتمم الأخلاق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث سنشاهد الكثير من مظاهر الابتهاج فى الساحات والمساجد التى تعبقها رائحة البخور الجميلة دليلاً على الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الكبيرة التي تحمل الكثير من المعاني السامية.
وفى السودان يأخذ الاحتفال بذكرى ميلاد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم طابعا فريداً، إذ تشهد الميادين العامة فى مدنه المختلفة إفراحاً وابتهاجات بقدوم هذه الذكرى يشارك فيها الكبار والصغار والنساء والرجال.
إلا أن مظاهر السرور والتعبير عن الفرحة بالمولد أحياناً يصاحبها بعض التصرفات التى اقل ما يقال عنها إنها على النقيض تماما من معانيها ودلالاتها التى تهدف إلى تذكير الناس بأخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتعظم من رسالة التوحيد، فهناك وللأسف بعض الممارسات التى لا تليق بها.
فالاحتفال بذكرى المولد هو بمثابة تذكير الناس بوجوب العودة إلى أساس دعوته صلى الله عليه وسلم، ألا وهو توحيد الله سبحانه وتعالى، والتى وللأسف حاد عنها الكثير من الناس فى زماننا هذا، حيث صار الكثيرون يلوذون بالخلائق ويتركون الخالق عز وجل، وهذا مما جعل احتفالات البعض بهذه الذكرى بعيدة كل البعد عن النهج الدينى القويم، فصار ما يمارس فى العديد من الصيوانات عبارة عن بدعة ما أنزل الله بها من سلطان وليس للدين فيها من شأن.
إن السلبيات التى نشاهدها فى ساحات المولد تحتاج إلى جهد كبير من العلماء لتغييرها، ونعتقد أن دور الأئمة والدعاة مهم جدا فى مثل هذه المناسبات لكى ينهوا الناس عما يفعلونه ويبصرونهم بالمغزى الحقيقى وراء إحياء هذه المناسبة، حتى لا ينجرفوا وراء ممارسات وطقوس تنزلق بهم فى هاوية الشرك والعياذ بالله.
عدد من أئمة المساجد أمنوا على أن هناك بعض الأفعال التى لا تليق بهذه المناسبة، مشيرين إلى أن بعض المواطنين «خاصة الشباب» يتخذون ساحات الاحتفال مرتعاً للشهوات وينشغلون بأمور تتنافى مع القيم التى يدعونا إليها الإسلام، وهى لا ترضي الله ولا رسوله، ودعوا أولياء الأمور لتوعية أبنائهم وحثهم على أن يجعلوا من المناسبة فرصة لإشباع النفس بالفضائل.
بعض المواطنين أدلوا برأيهم حول الممارسات التى يشاهدونها في ساحات المولد، حيث قال المواطن محمد الشيخ من مدينة كوستي إنه يفضل أن يحتفل بذكرى المولد بالمسجد الذى يقع جوارمنزله، وأنه قاطع ساحات المولد بالمدينة منذ سنين طويلة، معللا ذلك بما يحدث فيها من سلوكيات شاذة.
أما المواطن جعفر عمر فقد قال أنه منع أبناءه وبناته من الذهاب إلى ساحات المولد منذ سنوات حتى لا يتعرضوا لمضايقات من بعض المتفلتين الذين يستغلون هذه المناسبة لأذية الناس على حد قوله، ومن ناحيته قال أحمد علي إن ساحة المولد تعتبر بؤرة لنقل العديد من الأمراض، واضاف أن كثرة الناس تؤدى إلى إثارة الكثير من الأتربة والغبار مما يسبب العديد من الأمراض الصدرية.
العديد من المواطنين الذين يقطنون بجوار ساحات المولد بمدن البلاد، اشتكوا من ظاهرة الغبار التي تدخل منازلهم، وقالوا إنها تسبب لهم الكثير من الضيق، داعين الجهات المسؤولة لوضع معالجة لهذا الأمر، خاصة فى اليومين الأخيرين اللذين يشهدان زحاماً شديداً.
والكثيرون طالبوا بأن يكون لشرطة النظام العام دور فى حفظ الأمن وضبط السلوكيات غير القويمة ليس بالبطش والقهر، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا ما لاحظناه فى السنوات الماضية، حيث ظلت الشرطة تشكل حضوراً بارزاً لفرض الانضباط والحفاظ على أموال الناس، خاصة مع تفشي ظاهرة النشل.
ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة دينية فى المقام الأول رغم اختلاف العلماء حولها ما بين مؤيد ومعارض، وبما أنها مناسبة دينية فيجب أن تكون فرصة للرجوع إلى الحق والفضيلة والتأمل فى سيرة رسولنا الكريم ومحاولة التأسي به والتشبع بنفحاته وبذلك نكون قد أعطينا المناسبة حقهاً.

الصحافة

تعليق واحد

  1. الاخ / كاتب المقال المحترم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    *** هذه الطريقة التي نحتفل بها بالمولد النبوي منذ سنين طويلة وهي تشتمل على الاذكار وعلى المدائح النبوية ومدائح القوم ، ويا جماعة الواحد الحكاية دي لو ما نافعة معاه ما يجي يشوف مكان اخر يحتفل فيه محل يكون مناسب لمعتقده او افكاره .

    *** تعرف لماذا تجرأ الكفار في الدول الاوروبية على الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الرسوم المسئية لاننا في أغلب الدول الاسلامية ليس عندنا احتفالات بالمولد النبوي الشريف لكي نعرفهم بمن هو الرسول صلى الله عليه وسلم وادعوك من هذا المنبر بأن تقرا المولد العثماني وسوف تجده عبارة عن سيرة نبوية للرسول صلى الله عليه ، منذ قبل ولادته الى وفاته ..

    **** ولو ادرك الكفار اننا نعظم رسولنا حق التعظيم بالاتباع وبالمحبة التي هي هذه الموالد التي تقام ولا غير لكان عرفوا من هو نبينا ، ولكن كيف يعرفوه وهم يعتمدون على الاشياء الحسية مثل الاحتفالات.

  2. اقتبس

    مشيرين إلى أن بعض المواطنين «خاصة الشباب» يتخذون ساحات الاحتفال مرتعاً للشهوات وينشغلون بأمور تتنافى مع القيم التى يدعونا إليها الإسلام، وهى لا ترضي الله ولا رسوله،

    انا شايف انو مافى مشكلة مادام الشباب بطبقوا فتاوى الشيوخ فى اباحة الاختلاط ومافى خطأ ومادام وقوف البنات فى الصفوف مع الشباب العاطل جائزو امامة البنات جائزة انا شايف انو الشباب يتنفلوا كتير وينقوا البت الحاتصلى بيهم طيب اذا الصلاة حقت ربنا زاتو الخلقنايباح فيها انو الصفوف تكون متراصة ومتساويه ومافيها فرقة شايف كيف يعنى تحكحك وشرار طيب المولد شنو يعنى ماهو كلو خلط

    اما موضوع التراب والغبار بسيطة اقترح يرحلو المولد للمرخيات او واحد من اولياء الطرق الصوفيه دى يرش اى مواطن بى موية الابريق بتاعو شان الناس تمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوحل او كأنهم اس يجث عليلا :D :D

  3. لقد بدأت حديثك منتقدا بعض الممارسات التي تحصل داخ الصيوانات والخيم التابعة لمختلف الطرق الصوفية وانت تعني فكرة الاحتفال بالمولد في حد ذاتها بدعة والذكر على اشكاله المختلفة بدعة وتقبيل ايادي المشائخ بدعة ونشرت بعض الاستطلاعات لاربعة مواطنين يشتكون من شيء مختلف تماما ويبدو انك وهابي خامسي – مشكور على النصائح ودعونا نعبد الله ونمارس طقوسنا الدينية كما يحلوا لنا –

  4. الى الاخ المعلق عماد الدين علي مكي – لا فض فوك اكثر الله من امثالك يارب العالمين بجاه سيد الكونين انا تقريبا كتبت تعليقا مشابها لك ولكن لا اراه نشر – جزيت خيرا وهذا وهابي خامسي لم يستطع ان يعلن فكرته مباشرة – ابعدهم الله عنا

  5. للأخ العمرابي:
    يا أخي لا يجوز أن تقول بجاه سيد الكونين أو بجاه النبي… فجاه النبي للنبي صلى الله عليه وسلم…
    والله تعالى قال: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا

    يعملون)..

    وسؤال لكل من عاب وعتب على كاتب المقال:
    هل نحن أكثر حبا للنبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة…
    أم أكثر فهما للدين منهم…
    والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده قط ولم يفعل بعده الصحابة ولا التابعين…
    ولو كان فيه خير لسبقونا اليه…
    والله إنا نحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسنا وأهلينا… ولكن حب النبي في إتباع هديه وسنته…

    ومن قول شيخنا محمد حسان:
    من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء
    فالحب أول شرطه وفروضه ان كان صدقا.. طاعة ووفاء

  6. يا عمرابي يا عمرابي
    هدانا الله و إياك إلى ما يحب و يرضى
    كيف يمارس كل واحد شعائره و طقوسه الدينية كما تحلو له ؟
    إذن ما فائدة الرسالة التي نحن بصدد الاحتفال بمولد من بلَغها ؟
    قد يكون ما يحلو لي لا يحلو لك . . لأن أهواء النفوس لا تتشابه . .
    و هذا دين . . يعني لا مجال للأهواء . .
    و دفع الضرر ( ما يحدث في الموالد مما لايخفى على أحد) أولى من جلب المصلحة ( إن كان ثم) . .
    أن تصلي على الحبيب المصطفى في ذلك اليوم ألف مرة خير من الذهاب إلى مكان ( قد) يساء فيه الى الدين و تعاليمه و إلى الرسول نفسه (صلى الله عليه وسلم ).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..