
عثمان محمد حسن
* تسأل نفسك عما إذا كان هذا هو السودان الذي تعرفه!
* ترانيم جنائزية تخيم على الشارع .. تدخل أحد المكاتب العامة .. الإستهانة بوجودك تبدأ من مكتب الاستقبال، حيث يداهمك إحساس بأنك أخطأت المكان .. وحين تستفسر عن حقٍّ طال أمد استحقاقه، يفاجئك إحساس آخر بأنك إنسان غير مرغوب فيه persona non grata.. لا أحد يريد الاصغاء إليك.. جميع الموظفين مشغولين بلا شيئية وجودهم على الكراسي .. وسلة المهملات تلتهم طلبات الجمهور بلا تدقيق .. والمراقب العام يراقب سفة التمباك، التي لفظها تواً، وهي في طريقها إلى قعر السلة غير مبالية بجيرانها من الأوراق التي سبقتها ألى هناك .. لقد تلاشى الإحساس بالآخر داخل السلة أيضاً، فمن الإنسان تتعلم الحيوانات والجمادات الكثير ..
* وتجرجر أقدامك، في انكسار، إلى الشارع مثقلاً بالأسف على الدرك السحيق الذي رأيت الأشياء تهوى فيه .. وفي الطريق ترى الأنانية تنطلق من عقالها والمارة يتخبطون كمن مسَّه الشيطان في التو .. هؤلاء يشتجرون وأولئك يقتلعون ما تبقى من عمر بعضهم ويهربون إلى النسيان في ذمة التاريخ الموشح بدماء ضحاياهم .. وثمة دماء تجري ثرةً في شرايين أخرى سعيدة بلا توقف، إلا حين يفعل السكري والكولسترول فعلتهما، و”ذلك تقدير العزيز العليم..!”
* وفي أسواق السياسة، كما أسواق السلع والخدمات، يبيعونك الهواء المعبأ في أكياس من النايلون، تشتري بالجنية الذي اخترقه الدولار، فسقط ميتاً على الشارع الإسفلت..
* مسكين هو الجنيه، لم يأكل شيئاً منذ فاض البترول وأغرق مشروع الجزيرة والسكة حديد ومطار الخرطوم، ومسح هيئة الموانئ البحرية من على الخارطة .. وزرع الأوهام في فضاءات لم تبلغ مبلغ فضاءات هولندا، ولكنها أصيبت بالمرض الهولندي، فتضاعف عدد الفقراء في طرقات قرى ومدن السودان، فقراء يسيرون كما الموتى في مدن وقرى الأشباح ..
* أَوَلم أقل لكم أن المسافةَ بين المنطق وبين البرهان والحركات البهلوانية مسافةٌ مغطاة بالوهم المدمر للإمكانات المتاحة؟
* ها أنتم تشاهدون ما قلتُ لكم .. تشاهدونه يحدث في كل بقاع السودان، بلا رتوش! .
نعم اخي رزئنا في الوطن لان كل انسان في السودان يحتل غير مكانه
المال عند بخيلة والسيف عند جبانه
بلد ينتظر خروج الروح اسماء نكرات وبنادق للايجار ورتب اكثر من الركشات والهايس. بنادق للايجار رحم الله ابراهيم منعم منصور وذرية والفاتح بشارة. جاء القتلة والمأجورين ومعهم المنتفعين فاهلكوا الحرث والنسل
الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله
نعم نشاهد ونسمع يا استاذ.
هل هى لعنة اصابت هذا الوطن العزيز؛ نسال الله الخلاص منها والسير إلى الأمام.
بوس، احباط، حزن ودموع، لقد تلاشى الفرح في موطنى الغالى.
لك الله يا سوداننا.
يا استاذ تصور انك اذا تقدمت بطلب الي جهة حكومية في معاملة أو اجراء عام فإجراء اليوم الواحد يأخذ سنة واجراء السنة يأخذ عشرة سنوات وحدث ولا حرج مثلا في تسجيلات الاراضي شهادات البحث لكي تستخرجها هي “انسي الموضوع” واما التركات فلن تقسم حتي تدفن ويأتي الجيل السابع من الاسرة بحيث يتضخم ويتششت ولا يمكن جمعه والخلاصة لا رقيب ولا حسيب، وكمان عنجهية الموظفين وكل واحد معتبرا ان المنصب الذي يحتله هو اقطاعية ورثها من والده. والنهاية قعنا من خيرا فيها. جهاز الدولة اصبح فاقد الصلاحية، تصور في مدينة الابيض وفي المحكمة الشرعية اكتشف اختلاس بمليارات الجنيهات، السؤال اين كانت المراجعة.
ما زلت في خرابيطك