مقالات وآراء

الشعب يستعد لاستلام السلطة

محمد المصطفى موسى

من حق الشعب السوداني أن يرفع سقف طموحاته إلى أعلى المستويات، ومن يطلع على تصريحات الثوار في التحضير لمواكب 30 أكتوبر يدرك أن الشعب متحد وحدة غير مسبوقة في اسقاط العسكر وفض شراكة الدم وأن تكون السلطة مدنية خالصة.
الجيش السوداني العظيم هو جيش كل الشعب السوداني الذي نفاخر به بين الأمم. جيشنا كله من الشرفاء والنبلاء وفرسان الحارة، باستثناء قلة فاسدة زرعها الكيزان وربوهم على خصال رديئة لا تشبه السودانيين. هذه القلة القليلة هم الطغاة الأشقياء المتجبرين الطامعين في السلطة أعداء الشعب والوطن. لن تفلح الشراكة مع الطغاة، لأن همهم السلطة ولا يتورعون عن سفك الدماء وقتل الأبرياء للبقاء في السلطة. لهم رؤية غير رؤية الثوار وأهداف غير أهداف الثورة، الشعب يبني وهم يهدمون،  ولا يتورعون في وضع الأشواك والألغام نهاراً جهاراً في طريق التحول الديموقراطي. وبينما الوطنيين الشرفاء منهمكون في العمل والبناء الوطني هم منهمكون في التآمر والتربص، فإذا سنحت لهم الفرصة افترسوا الوطنيين الشرفاء عسكريين كانوا أم مدنيين كما يفترس الذئب القاصية من الغنم. مشكلة الطغاة أنهم لا يشعرون أنهم طغاة ولا يعلمون أنهم يدافعون عن الباطل. بل يعتقدون أنهم مصلحون وشرفاء وهمهم أمن وسلامة الوطن، أو هكذا زين لهم الشيطان أعمالهم. هؤلاء قد وصفهم الله تعالي في القرآن الكريم قال عز وجل (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ). ويعتقدون أنهم الأوصياء على الشعب والوطن (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (.
كيف لنا أن نسمي الشراكة مع لجنة البشير الأمنية شراكة ونتمسك بها وقد تنكر الشريك وخان. كيف نسميها شراكة إذا كان شريكك يعتبر نفسه وصياً عليك وعلى الشعب وعلى الوطن، والحاكم بأمر الله، فكلما خالفته الرأي اعتبرك مهدداً لأمن ووحدة وسلامة الوطن ورفع في وجهك السلاح ونزع سلطتك وحقوقك الدستورية وحظر سفرك وسجنك وعذبك فقط ببيان يعلنه في التلفاز. إنه شريك لا يقيم لك وزناً، بل يحتقرك ويستهين بك، فأنت تعمل تحت إمرته، متى ما أراد أن يبعدك من المشهد السياسي أبعدك. فكيف تثق في شريك لا تأمن غدره ولا تطمئن لوعوده ولا عهوده، كلما عاهد عهداً نقضه، وكلما أبرم وعداً تنكر له.
لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، وأي عاقل لن يؤيد بعد اليوم أن تستمر الشراكة بين المدنيين والمكون العسكري التي أدت لإنقلاب البرهان وحميدتي. الأزمة كشفت الكثير من الزيف والكذب والمخادعة والخيانة والانتهازية في أبشع صورها من قبل قيادات عسكرية خانت العهود وتنكرت للوعود وباعت نفسها للشيطان. نشرت الإعلامية داليا الطاهر في صحفتها الرسمية في الفيسبوك فيديو لخطاب السيسي وخطاب البرهان في تبرير الإنقلاب. نفس العبارات مقتبسة بالكربون، لم تتغير فيها كلمة ولم يتغير فيها حرف. فمن الذي كتب بيان البرهان الانقلابي. للأسف بعض الناس يعتقدون أن المدردم كله ليمون، وفي الحقيقة الشعب السوداني ليس له مثيل في العالم. فهو ليس الشعب الذي تستخف به فيطيعك.
غداً يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، الشعب لا يريد البرهان في المشهد السياسي، ولا يريد شراكة مع اللجنة الأمنية ولا يريد مجلس سيادي، وإنما يريد رئيس دولة يتم التوافق عليه من أعضاء المجلس السيادي الذي حله البرهان، وعودة رئيس الوزراء حمدوك بكامل حكومته التي حلها البرهان، وإلغاء جميع القرارات التي اتخذها قائد الانقلاب العسكري، والقبض على قادة الانقلاب ومحاكمتهم.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..