واصلوا عصيانكم حتى يسقط الهمبول

محمد موسى جبارة

يُخطئ من يظن أن هذا النظام يرتكز على ساقين
هو نظام اعوج أعرج لم ينعدل منذ مجيئه للسلطة
لم ينتبه لعوجه أحد لذا تركناه يمرح فينا كما يشتهي قادته
لم نقابله بما يستحق من المواجهة الحقة حتى جاءنا بحمدتي ومن تبعه من الرعاع واراذل البشر.
تلك البلدة الجميلة يتحكم فيها الغوغاء بكل ما يحملونه من جهل وصلف…
ويعتقد قادة النظام أن الشعب السوداني فئران تجارب لذا لم يتورعوا في تجريب كل شيء فيه…
يعتبرونه شعب خانع لذا يتمادون في زيادة اسعار الضروريات يوما بعد يوم، لا لإصلاح ميزان المدفوعات او تخفيض الدين العام، بل ليكتنز قادته المال مما يدفعه الشعب من ضرائب مباشرة وغير مباشرة.
وبعد أن تم تغييب كل عائدات البترول التي تُقدر في حدها الأدنى بسبعين مليار دولار، وبعد أن تم بيع الأراضي والمشاريع وكل ما يمكن أن يباع لمستثمرين أجانب لن يفيدوا البلد او الشعب بشيء، وبعد أن تم تجيير 75 في المائة من موازنة الدولة في الحروب العبثية وأمن أفراد النظام وحمايته، ها هم الآن يحكمون على الشعب السوداني بالموت البطيء.
وليته كان موتا رحيما كالذي يحدث للذين سئموا عذابات حياتهم، بل هو موت تلتلة وحشرجة روح جراء الجوع والمسغبة والمرض والقهر والذل والهوان…
هؤلاء الناس ليسوا اسوياء حتى ننتظر منهم خيراً، بل علينا أن نكف عن نسبتهم للإسلام…
هم اشد كفراً من الأعراب الذين جاء ذكرهم في القرآن…
لذا فهم على استعداد لفعل كل شيء لحماية مصالحهم…
لم يكنزوا الذهب والفضة ويشيدوا القصور لكي يتركوها ويذهبوا…
وبسبب ضيق افقهم ونزقهم وجهلهم بالتاريخ يعتقدون بأن ما آل إليهم من جاه وسلطان لن يزول طالما أن هناك جهاز أمن وقوات ابوطيرة واحتياطي مركزي وحمدتي وجنجويد، ونسوا أنه كان قبلهم أيضا عبود ونميري وشاوسيسكو وبينوشيه وماركوس وزين العابدين ومبارك، وكلهم خلعتهم شعوب
عُزل…
ولجهلهم ظنوا أن حواء السودانية قد عقرت من عقب الانتفاضة ولم تلد إلا فاجرا كفارا ينتمي للمؤتمر الوطني أو لأحزاب ام فكو التي تجرد قادتها من كل ما يستر عورتهم.
لذا نقول لهم كما قال أطباء السودان الاشاوس قبل أسابيع خلت: إن لدينا القوة والخيار لخلعكم، ليس بالبندقية التي ظلت تحارب على أطراف الوطن، بل بإرادة الشعب العارمة العارية إلا بإيمانها بعدالة قضيتها…
لن يخرج لكم الشعب في الشوارع لتخيفونه بالموت كما قال رئيسكم مؤخراً بعد اعترافه بمقتل المئات في سبتمبر 2013، ولن يواجه البندقية بأغصان الشجر كما فعل في السابق…
هذه المرة سيبقى الكل في منزله لن يذهب أحد للعمل ولن يخرج أحد للشارع إلا بعد انتهاء وقت الدوام…
سيخلق قواه البديلة من خلال تراكم وتيرة النضال لديه ولن يحتاج لتنظيم مسبق بقدر حاجته لجهة تنبثق لتنظيم العصيان المدني، تتولى توجيه الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتدرأ عنهم تضليل السلطة التي ستستغل كل خبرتها واداوتها في التضليل وبث الأكاذيب لإفشال العصيان وستخيف الناس وتهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.
هذا الجهة لا تحتاج لتفويض او توجيه من أحد وستكسب مصداقيتها من خلال نجاحها،
فكثرة الناس والآراء تفسد دقة الأداء…
ولا داعي للاستعجال والتصرف بردود الأفعال، فقد صبرنا على هذا النظام سبعة وعشرين عاماً فلنصبر عليه سبعة وعشرين يوما كافية للتعبئة المنظمة…
ولنبدأ برفع وعي الجماهير بضرورة ونجاعة وفعالية العصيان المدني…
علينا اقناعهم بأن أي نظام تأتي به حركتهم الثورية لن يكون أسوأ من هذا النظام الذي لم تعرف البشرية أسوأ منه وذلك حتى لا يتساءل الناس عن البديل، وهو سؤال مشروع، لكنه ليس مجدي في الوقت الراهن، خصوصا وقد درجت أجهزة النظام على تخويف الناس من عودة الأحزاب السياسية التي تسببت في سوء إدارة البلاد سابقا…
لن تقوموا بفعلكم هذا من اجل القيادات التي كانت سببا في مجيء هذا النظام بسوء إدارتها وعبثها بالديمقراطية، وعدم قدرتها من ثم على بناء معارضة فعالة طيلة سنوات الإنقاذ الحالكة…
أنتم تفعلون ذلك من اجل انفسكم ومن اجل مستقبلكم ومن اجل ابنائكم بل من اجل وطنكم الذي استباحه الرعاع…
لذا اطرحوا سؤال البديل جانبا…
فليكن ابليس بديلا، فهو على الأقل قد عرف الله، ومن يحكمون السودان لا يعرفون الله ولا يخافون وعيده وإلا لما فعلوا بهذا الشعب الطيب ما فعلوه…
بل ربما تولى ابليس اقناع أخيه الشيطان الأكبر برفع الحظر عن السودان، وإعفاء ديون السودان الخارجية وتمكينه من الاستفادة من أسواق المال العالمية والتقنية التي يحتاجها للنمو الاقتصادي وتسهيل دخوله لمنظمة التجارة العالمية…
علينا قبل كل ذلك تدريب الناس على العمل الجماعي في غياب مؤسسات المجتمع المدني والنقابات المهنية التي كان لها دور كبير في الانتفاضات السابقة…
أدوات العصيان المدني يجب أن تختلف عن الأدوات التي استُعملت في أكتوبر وابريل، ذلك لأن أجهزة النظام تدربت على تفكيكها وقمعها…
هذه المرة علينا أن نبدأ بتحديد ساعة بعينها يقوم فيها الشعب بعمل جماعي من داخل المنازل…
فليكن ذلك العمل، على سبيل المثال، قرع الأدوات المنزلية في كل منزل وحي ومدينة في ساعة بعينها يتم تحديدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي…
سيكون لتلك الأصوات دوي الصاعقة حينما ينتظم العمل، ويستطيع أن يقوم بذلك كل فرد في البيت بمن فيهم الأطفال والعاجزون عن الحركة…
هذه المعلومة من السهل إيصالها وإدارتها عبر الفيسبوك والواتساب وغيرها من الوسائل التي ليس للسلطة سيطرة عليها…
سيعجز أمن النظام من وقفها لأنه ليست لديه القوة الكافية لدخول كل منزل والقبض على أهله ولن يستطيع اعتقال كل الناس، لذا سيكون ذلك أول تمرين على اتقان العمل الجماعي…
نلجأ لذلك لعدم وجود نقابات مصادمة كما حدث في الماضي، ونلجأ لذلك لعدم ثقة المواطنين في مواقف بعض الأحزاب السياسية التي خذلت الجماهير في أكثر من مشروع انتفاضة كان آخرها في سبتمبر 2013.
هذا النظام لن تسقطه البندقية فقد بذل كل جهده وماله ووقته لمنازلتها، ومن الرباط ما يخيف به الناس.
فإن كان للحركات المسلحة دور، فليكن تحييد سلاح النظام واستباقه في تأمين مخابئ السلاح التي أصبحت معلومة للجميع…
ليس للنظام خيار سوى الانتحار او الموت بايديكم، لقد فقد كل مقومات بقائه وكل مقدراته على المناورة وشراء الوقت…
لذا خططوا لانتفاضتكم بدقة، فقد نضجت الأزمة الثورية ولن تخسروا شيئا سوى أغلالكم

تعليق واحد

  1. لا فض فوك هو هذا الراي السديد الذي يجب ان يفهمه الجميع والعمل بكل تجرد لخلع هذا النظام الخائب البائس البغيض الذي تنضب المفردات في وصفه سوءه وسوآته.
    فلتمضي مسيرة العصيان إلى أن يزولوا بإذان الله

  2. لا فض فوك هو هذا الراي السديد الذي يجب ان يفهمه الجميع والعمل بكل تجرد لخلع هذا النظام الخائب البائس البغيض الذي تنضب المفردات في وصفه سوءه وسوآته.
    فلتمضي مسيرة العصيان إلى أن يزولوا بإذان الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..