أزمة قرار

وسط زخم أخبار إحتفاء الحكومة بقرار رفع العقوبات يبرز خبر صادم ووصمة عار على جبين فرحة الخرطوم (الما تمتش) الخرطوم التي تفتأ تبشر بتحول مرتقب إثر القرار تغض الطرف عن أطفالٍ عجزوا عن تناول وجبة الإفطار بمدارسهم عقب عطلة إمتدت إلى مدى اسبوعين لا للمشاركة بل نزولاً على رغبة كاشا وإلحاحه في إقامة الدورة المدرسية بولاية دارت عليها دورة الفساد وأحالتها الى قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار وهي تواجه نقص في الأنفس والأموال وكثير من خوفٍ يتهددها جراء النزوح المستمر لإخوة الجنوب فراراً من النزاعات الدائرة بدولتهم الوليدة وهم في أمس الحاجة للعون الإنساني الذي يحول دون وصوله خلافات ما بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وحكومة السودان الشمالي وبينهما تتدهور صحة النازحين بمعسكرات لا تملك لهم من الخدمات الضرورية شيئا مذكورا ..بلاد من هذي ودولة من هي؟ كاشا الذي إستقطع من ميزانية الولاية ـ (كاشاً)كفيل بحلحلة جميع إشكالاتها القائمة يضن على وفود الدورة المدرسية بدقيقٍ الولاية الذي مضى إلى مخازن معلومة ومع ذلك يدفع باليفع الصغار إلى مضمار التباري عدواً وهو جالس بالمنصة مبتسماً يشهد الطائر المذبوح يرقص ألماً. والخرطوم التي لا حديث لها سوي القرار الامريكي الحكيم والوديعة الأماراتية التي تتهدد الدولار وبعض من ثرثرات سياسية لا تمت للإقتصاد بصلة لا يضيرها أطفال جوعى بقلبها لا يجدون من القرار الامريكي ما يسكت صريخ البطون الخاوية, ودارفور خالية من التمرد ..إحدى اكاذيب الحوار يفضحها مطالبة مجموعة مسلحة لأسرة طالبين إختطفتهما منذ السابع من الشهر الجاري بمدينة كتم بدارفور دفع مبلغ (70)الف جنيه مقابل إطلاق سراحهما, بينما الخرطوم سارحة مع تداعيات القرار الامريكي تماماً كما تسرح الأزمات وترتع ويستبد الفساد بالبلاد والعباد. حبل الأكاذيب قصير ودوماً يرتد إلى أصحابه ويفضح مزاعمهم, وما القرار الامريكي سوى كاشف للمزيد من مزايدات الخرطوم وتبريراتها وهي بعد لم تجد للعقوبات شماعة بديلة تعلق عليها خيباتها وأول الزيف لهاث العباد يوميا وراء الرغيف وإنتظارهم الطويل ما بين الطاولات التي كاد يحرقها طول المكوث ببطن الفرن وصبرهم المديد بغية العودة بما يقيم صلب الصغار الزغب, ولو أطلت أزمة الخبز هذي بأيٍ من بلدان العالم لإستقال وزير المالية والتجارة وولاة الولايات المأزومة بل لتنحت الحكومة عن حكم عجزت تماماً عن توفير قوت شعبها دعك عن أمن فالتٍ بدارفور بل بقلب عاصمة البلاد التي يقلق مضاجع سكانها عصابات النيقرز..فمتى يستقيل هؤلاء؟ بل (من أين اتى هؤلاء؟)والسؤال الموضوعي هل هؤلاء كائنات بقلوب تنبض ومشاعر وألباب؟ وتالله لو ان مواطن اية دولة تم إختطافه كما هو ماثل بكتم اليوم لنفضت حكومته كل ما بيدها وتحركت تجاه الأزمة المصيرية لإغاثة وتحرير مواطنها الكريم, بينما (طناش الخرطوم عن ما هو ماثل بكتم يقول بتصنيفها للشعب بغير المواطنين تدعمه تصريحات منسوبيها ـ (نِحنا الجبنا ليكم الكهرباء والصابونة والكبريتة ونِحنا ونِحنا الشرف البازخ ونِحنا الساس ونحنا الرأس ,ونِحنا الأغنينا الناس وسلسلة مستفزة من النحنحة والمحن والإحن, بصراحة هل هذه الكائنات بشر؟ ولعل هذا النظام قد توهم بان رواية اسباب رفع العقوبات قد انطلت على هذا الشعب المعلم ؟ ولعلهم يتوهمون دفنهم لما حسبوه سرا بينما قد ذاع وعم القرى والحضر قيمة القرار والدفع العاجل من من اموال الشعب والتطبيع مع العدو واشياء اخرى تمشي بين مجالس الخرطوم ونسة وشمارات والحقيقة الغائبة عن النظام هي لن ترضى عنكم اليهود ولاالنصارى ما دمتم صاغرين..
[email][email protected][/email]