أدركوا سودابوست من الضياع !!

@ في هذا الزمن الانقاذي أصبح التدهور و الانهيار شيمة الاداء الاقتصادي و صار الفساد هو السلطة القابضة الحقيقية علي الاداء العام و ابتلي الله الشعب السوداني بمساوئ التمكين الذي أفرز أسوأ الكوادر و العاملين بمرافق الدولة التي انهارت بمجرد تطبيق مجزرة الصالح العام التي أودت بخيرة الكوادر و الخبرات التي جعلت من الخدمة المدنية السودانية مثالا يحتذي في القارة . في هذا العهد الانقاذي أصبح من النادر جدا الاشادة بإحدي منجزات هذه الحكومة التي يخنقها الفساد و يتربص بها المفسدون الذين لا هم لهم غير مصالحهم ونجد أن الحكومة مدت لهم التسامح مداً مشجعة التجاوزات و المخالفات و الافساد بعدم المحاسبة و ابتداع شتي الاساليب للخروج بفقه الضرورة و التحلل واصبح ابراء الذمة حبرا علي ورق و اقرارا لا يعمل ولا يعتد به.
@ يقول المثل الصيني ( وسط الخرائب تنبت أجمل الأزهار) ، في وسط هذه الخرائب الانقاذية التي تشهد إنهيار وراء انهيار وكل يوم توافينا أخبار الفساد بحوادث لا تصدق ولا تعقل و للاسف الشديد ، تحرص الحكومة علي انهيار مرافقها و خصخصتها و بيعها بأبخس الاثمان مثل ما حدث لمشروع الجزيرة الذي تحاول الحكومة خداع الشعب بأنها ستعيده (عبثا) الي سيرته الاولي و نفس الحال ينطبق علي السكة حديد التي دمرتها الانقاذ لتعيدها الآن سيرة (فاسدة ) تخدم مصالح افراد من النافذين وعلي هكذا دواليك ، كل المرافق التي تم تدميرها و خصخصتها و بيعها تشرع الحكومة الآن في أبتداع اساليب خداع و احتيال للاستيلاء علي أموال التمويل و البنوك لإعادة بعض المشاريع مسخا مشوها ليبدأ من جديد إعادة تدمير الاقتصاد القومي الذي يمر بأسوأ مراحله و ترتب علي ذلك ازمة غلاء فاحش لكل السلع و الخدمات ولا يلوح في الافق أي مخرج و السودان موعود بإن يعلن دولة فاشلة خاصة و أن انهيار العملة المحلية تفسح المجال لأن يصبح الدولار وسيلة للتداول الرسمي في الاسواق بديلا للعملة الوطنية المنهارة .
@ في هذا الوضع الاقتصادي المتدهور لابد من الاشادة بالمرافق التي تحقق نجاحا علي صعيد الاداء الإقتصادي الكلي و التي تعتبر إحدى الاشراقات التي تستحق الاشادة و تسليط الضوء عليها حتي لا تظن الحكومة و منسوبيها أن الاعلام يسلط الضوء علي السلبيات فقط و الحق يقال أنه و من خلال تقارير الأداء السنوية خاصة تقرير المراجع العام ، نتناول تقريره الاخير في ما يختص بمراجعته شركات الجهاز الاستثماري المسئول عن توظيف إستقطاعات المعاشيين في استثمارات تضمن لها ارباح تمنعها من التآكل بفعل التضخم السنوي المتصاعد الذي أصبح سمة الاداء الاقتصادي الراهن . من خلال تقرير المراجعة أتضح هنالك أن 16 شركة تسجل خسائر مليارية تضع اموال المعاشيين عرضة للتلاشي و المماطلة عند الصرف وتناول التقرير إهدار لمبالغ مليارية في مشاريع خاسرة بلغت إحداها 800 مليون جنيه في شراء أعمدة خرسانية غير الاموال الضخمة التي تذهب مكافآت و حوافز و منصرفات غير منتجة لا تحقق أي ارباح . من الشركات التي خرجت من دائرة الخسارة حسب تقرير المراجع تأتي شركة سودابوست (البوستة) في طليعة الشركات الناجحة ، التابعة للجهاز الاستثماري و التي يكفي فقط أنها حققت ربحية خلال 3 أعوام تجاوزت 100 مليار جنية الي جانب توفيرها اسطول نقل من كل المركبات بما فيها طائرة و مكاتب علي نطاق السودان و توظيف عدد من الخريجين علاوة علي اللحاق بالعالم المتحضر الذي يعتبر الخدمة البريدية من ضروريات العولمة و تشهد بوستة السودان عصرا جديدا من التطور بعد أن اصبحت شركة سودابوست احدي شركات الجهاز الاستثماري .
@ الاخبار المؤسفة التي تناولتها صحف الأسبوع الماضي أن هنالك بعض الجهات في الدولة لا تعمل وان عملت لا تفارق متلازمة الفشل و يضيرها جدا أن يعمل و ينجح الآخرون و بما أن الفساد المالي و الاداري أصبح السلطة القابضة و المسيطرة فإن هنالك استهداف لا تخطئه العين للمؤسسات و الشركات الناجحة و من أولها شركة سودابوست التي تعتبر فخر الجهاز الاستثماري و أحدي إشراقاته فقد تم تضييق الخناق علي مديرها العام الذي اخرجها من الظلمات الي نورها الساطع الآن بنجاحات لا يختلف حولها اثنان ، كل نافذ مسنود بسلطة ما قابضة يستطع بجرة قلم الاستيلاء علي يرنو اليه و يطمح فيه بشتي الاساليب التي إجبرت المدير العام لسودابوست الذي يعتمد فقط علي مؤهله و خبراته و تعليمه العالي و نظافة يده في تحقيق النجاح الي تقديم استقالته حفاظا علي كرامته و مؤهله و نجاحاته ليبدأ عهد جديد من التدهور بهجمة شرسة علي العاملين بسودابوست للاستغناء عن وظائفهم تحت حجة الترهل علما بأنهم حققوا كل هذا النجاحات وهذا اول غيث فشل الادارة القادمة التي ستخرج الشركة من سوق الاستثمارات الناجحة و التعاقدات المربحة بسبب أن العين علي ما تحقق من نجاحات كانت نتيجة الخبرة و المؤهل و التخصص وليس الجربندية و الصفوفية و الخبرات المتواضعة في زمن اصبحت الادارة علم وليست رتبة او نفوذ وللاسف أن قمة المسئولين في الحكومة يشهدون علي أن سودابوست انجح شركات الجهاز الاستثماري تضيع من ايدينا بسبب الجشع و التسلط و الفساد ولا أحد يتحرك ، إنها اموال المعاشيين أيها السادة .
[email protected]
سودابوست افشل مؤسسة بريدية في العالم مقارنة مع هيئة البريد السودانيةالمؤدة التي كانت في مستوي ارقي هيئات البريد في العالم ولكن الكيزان انتهوا منها.
سودابوست افشل مؤسسة بريدية في العالم مقارنة مع هيئة البريد السودانيةالمؤدة التي كانت في مستوي ارقي هيئات البريد في العالم ولكن الكيزان انتهوا منها.