اضراب المعلمين.. “أعجبني”..!

يوسف الجلال

لا أجد أيَّما غضاضة في أن تعلن نقابة عمال التعليم العام، الإضراب عن أعمال الكنترول وتصحيح شهادة مرحلة الأساس على مستوى السودان. ببساطة لأن الظلم الذي يُمارس ضد المعلمين أضحى أكبر من أن يتم الصبر عليه أو احتماله، فما من مبرِّر لكي يخرج وزير الدولة بالمالية ليقول إن قطاع المعلمين لا يستحق أن يُمنح بند “طبيعة العمل”، بمزاعم أن القرار لا يشمل المعلمين.! مع أن مجلس الوزراء أقرّ هذا البند في ديسمبر من العام الماضي، بعد زيادة النسبة من (10%) إلى (35%).

وظني أن حرمان المعلمين من ذلك البند، إجحاف كبير، وظلم بائن، يستبطن في داخله ازدراء لقبيلة المعلمين، ويظهر عدم احترام لهم. ولعل ذلك ما جعل نقابة عمال التعليم العام تعلن أنها لن تزاول أعمالها في تصحيح شهادة مرحلة الأساس، احتجاجاً على قرار وزارة المالية التي تعبِّر تماماً عن النظرة الدونية التي تنظر بها الحكومة إلى المعلمين..!

نعم، فليس هناك توصيف أليق من أن يُقال إن الحكومة تتعامل باستعلائية مع المعلمين، فهي ? أي الحكومة – من مارست في حقهم أسوأ أنوع الظلم، بتأخر المرتبات لأشهر طويلة، وبحرمانهم من كثير من العلاوات والبدلات، بينما يتمرغ منسوبو المؤتمر الوطني في نعيم مال هذا البلد، من خلال المؤسسات العامة التي أضحت حكراً على منسوبي الحزب الحاكم، عبر مشروع التمكين، الذي جرف المواهب والكوادر الفاعلة، وأبقى على كثيرين من عاطلى الموهبة، ممن لا يملكون مؤهلاً سوى حنجرة تجيد النفاق والهتاف الأجوف، “لا لدنيا قد عملنا”. وهو الهتاف الذي ثبت أنه شعار كاذب بعدما تعالت البنايات التي يستظل بها أكثرية منسوبي الحزب الحاكم، وبعدما ظهرت آثار النعمة الدنيوية على من أوهمونا زمناً طويلاً، بأنهم جاءوا لربط الأرض بقيم السماء، قبل أن تتكشف الفجيعة ضحى الغد، وقبل أن نرى بأم أعيننا أنهم جاءوا لتمكين ذاتهم وأهلهم، ليس أكثر..!

أعود وأقول ما يُمارس في حق قبيلة المعملين أكبر من أن يُسكت عليه، ولذلك وجدت اللغة المصادمة التي تحدثت بها نقابة التعليم التعاطف من الكثيرين على اختلاف مواقفهم السياسية، وذلك لعدالة قضية المعلمين الذين سُلبت حقوقهم في رابعة النهار، وانتهكت مخصوصاتهم عياناً بياناً. بل إن عدالة قضية المعلمين جعلت النقابة تتخذ موقفها الداعي إلى الإضراب عن تصحيح شهادة الأساس، دون أن تتهيّب المترتبات يمكن أن تنبني على هذا الموقف المصادم الشجاع.

القناعة التي تتسيّد دواخل غالبية المعلمين، هي أنه ليس بمقدور السلطات أن تفعل بهم أكثر مما فعلته سابقاً وحالياً، بحيث حرمتهم من الحق المستحق، في الوقت الذي تبذل فيه ذات الحق إلى غالبية منسوبيها، ممن يصرفون حوافز عن كل عمل ينجزونه، سواء أن كان داخل أو خارج الدوام، كأكبر استنزاف للمال العام..!

ومعلوم أن النثريات والحوافز التي يتلقاها المستوزرون ومن استظل بظلالهم، تُرهق كاهل الموازنة العامة، بذات النسبة المخصصة للبند الأول، حتى أضحت الحوافز تسير جنباً إلى جنب مع المرتب.. فهل بعد هذا تُلام نقابة العمال إن هي أعلنت الإضراب..؟!

الصيحة

تعليق واحد

  1. أعلا راتب في دولة ماليزيا هو راتب المعلم لحاملي درجة البكالوريوس 3000 آلاف رنجيت ماليزي وهذا المبلغ يعتبر راتب أولى وأساسي وهذا المبلغ يعادل 10 ألف جنيه سوداني وهذه الدرجة الوظيفية في السودان هي الدرجة التاسعة وراتبها عندنا في السودان ألف ومأتين جنيه سوداني 1200 جنيه بالله شوف الفرق وحامل هذه الدرجة في ماليزيا يسمح له شراء السيارة من أفضل أنواع السيارات عن طريق البنوك بالتقسيط المريح لآجال طويلة تمتد لعشرات السنين وكذلك أقساط المنزل بمواصفات عالية أما حامل هذه الدرجة في السودان فلاتسئل عن بؤوسه وشقائه .

  2. أعلا راتب في دولة ماليزيا هو راتب المعلم لحاملي درجة البكالوريوس 3000 آلاف رنجيت ماليزي وهذا المبلغ يعتبر راتب أولى وأساسي وهذا المبلغ يعادل 10 ألف جنيه سوداني وهذه الدرجة الوظيفية في السودان هي الدرجة التاسعة وراتبها عندنا في السودان ألف ومأتين جنيه سوداني 1200 جنيه بالله شوف الفرق وحامل هذه الدرجة في ماليزيا يسمح له شراء السيارة من أفضل أنواع السيارات عن طريق البنوك بالتقسيط المريح لآجال طويلة تمتد لعشرات السنين وكذلك أقساط المنزل بمواصفات عالية أما حامل هذه الدرجة في السودان فلاتسئل عن بؤوسه وشقائه .

  3. هل صحيح ماتقوله هذه النقابة المعينة ام هذا من جعجعاتها دائما ؟؟؟ وهي لا تقوى على الثبات وهي لا تتحمل(قرصة الاذن)

  4. هل صحيح ماتقوله هذه النقابة المعينة ام هذا من جعجعاتها دائما ؟؟؟ وهي لا تقوى على الثبات وهي لا تتحمل(قرصة الاذن)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..