لا داعي لأداء القسم

لا داعي لأداء القسم

احمد المصفى ابراهيم
[email protected]

ما عاد يلفت النظر منظر دستوري أو أي مسؤول وهو يؤدي القسم أمام رئيس الجمهورية ورئيس القضاء. وحتى الذين يؤدون القسم صاروا من كثرة تأديتهم له أمراً عادياً لا يرتجف له قلب ولا يد وكأنه يضع يده على كراس مدرسة.
ما هي صيغة القسم؟ وما النيّة من القسم؟ أن يكون مخلصاً ومتفانياً وصادقاً وأميناً ولا يقدِّم خاصاً على عاماً أليس هذا مجمل المعنى؟ أروني رجلاً أبرّ بهذا القسم! أو امرأة مش صار عندهن نسبة الربع في كل شيء، وكمان جابت ليها شابات! « قيل إن سعادة المشير سوار الدهب تمنّع كثيرًا في أن يحل محل نميري متمسكاً بقسمه، ولم يفعل ما فعل إلا بعد فتوى مقنعة من العلماء. اللهم احفظ المشير عبد الرحمن سوار الدهب ولا أزيد».
طيب سؤال آخر، لماذا يقسم الدستوري كلمّا عُيّن؟ هل ينتهي القسم بمدة عمله في كل مرة؟من الدستوريين من أقسم عشرات المرات لماذا هذا الرهق إما أن يكون أبرَّ بالقسم الأول ولا حاجة لتحليفه مرة ثانية وثالثة، أو لم يبر وصار الأمر عنده مجرد وضع يد على ورق كورق الكتشينة. بالمناسبة الحكاية دي اختفت أم مازال هناك من يمارسون لعب الورق الممل الذي لا يدل إلا على رخص الوقت؟ إن بلغ هذه المرحلة سيحلف على المصحف والإنجيل وكل كتب الدنيا بقلب متبلد « أنا هنا يا د.سعد أحمد سعد لا أساوي بين المصحف والإنجيل ولكن من تخن جلده سيحلف ولا يبالي على ماذا حلف».
أرى أن القسم مرة واحدة يكفي اللهم إلا إذا كان في النص «أقسم بالله العظيم أن أعمل في وزارة كذا بما يرضي الله وأن لا أخون أمانة في هذه الوزارة» لو كان بهذه الصيغة إما أن تعدل الصيغة لتصبح ولكل أمر عام أتولاه لاحقاً أو يعفى من الحلف لاحقاً حيث إنه أقسم قسماً عاماً يكون ملزماً له في هذا الموقع وفي كل حياته حتى بعد الخروج من المنصب.
لكن رأيي أن تترك هذه العادة عادة تحليف الدستوريين فكل الشواهد تقول إن كثيرين استهانوا بهذا الحلف أو نسوه عندما انغمسوا في شهوات الحكم، والشواهد لا تحصى ولا تعد، بدون أمثلة أحسن ليس خوفاً من المضروب بهم كمثال ولكن خوف من الله الذي يسأل « مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» «18» ق.
كثرة الحلف بكتاب الله أو كثرة وضع اليد على المصحف تورث الاستهانة به وربما تصل مرحلة الاستهتار وكذا يفعل معتادو الإجرام في المحاكم لا يبالون من حلف ولا يعصمهم القسم عن قول الكذب ولا يردعهم عن مكروه.
أتمنى أن يجد حظه من الدراسة.

تعليق واحد

  1. بعد أن وصل البشير إلى الحكم بإنقلاب عسكري كان عليه أن يحكم قبضته على السلطة، لذا ، لجأ إلى الغطاء الإسلامي وسلم جميع المناصب الحساسة في الدولة لضباط إسلاميين شماليين، وفي الأماكن التي لم يستطع ذلك قام بإحاطة المسئولين الإسلاميين غير الشماليين بشخصيات شمالية كالمساعدين أو السائقين والحراس لمعرفة جميع تحركاتهم وحتى خصوصياتهم وهكذا تحول النظام إلى نظام جهوي عسكري بامتياز .
    ولكي يضمن ولاء الضباط والإداريين والتنفيذيين من موظفي الدولة فتح لهم باب نهب المال العام على مصراعيه ، فكان ذلك سلاح ذو حدين بيد الرئيس ، ضمان ولاؤهم المطلق للنظام بسبب الأرباح التي تصلهم عن هذا الطريق ، وعند الحاجة حبل حول أعناقهم بحيث إذا أراد الرئيس التخلص من أحدهم فتح له ملف نهب المال العام و الفساد.
    انتشار الفساد المبرح في المؤسسات المدنية والعسكرية وسوء استخدام السلطة على يد عناصر الأمن والشرطة وأولاد المسؤلين وأقاربهم ، والاستهتار بكرامة المواطن وحقوقه بحيث أصبح مستحيل على المواطن تسيير معاملة أو الحصول على حق مشروع دون واسطة أو دفع رشوة ، يضاف إلى ذلك صولة وجولة المخابرات في الشوارع والحياة العامة واستخفافها بكرامة المواطنين وحقوقهم ، كل ذلك خلق نقمة دفينة ومتراكمة عند الشعب السوداني موجهة ضد الجهوية الشمالية، و الشماليون يعوون ذلك تمام الوعي .
    وبما أن الشماليين أقلية يمثلون 16% تقريباً من سكان السودان و100% من السلطة الحقيقية . إذاً ، خروج السلطة من يدها ولو لنظام مدني دستوري وديموقراطي يعني كارثة حقيقية وتصفية حساب عسير بالنسبة لغالبيتهم وخاصة على ساحة الفساد المالي. وهذا يعني بالنسبة للنظام وللجهوية الشمالية ككل مسألة حياة أو موت ، وهذا يعني بالعربي الفصيح أنه أي تحرك لتغيير النظام سيقمع بالحديد والنار وبدون أي اعتبارات إنسانية أو قانونية حتى ولو كلف فناء الشعب عن بكرة أبيه .

  2. وبعدين معاك رئيس القضاء يشثغل شنو
    بعدين رئيس القضاء يقسم امام اى حد قانونى ولا بطنش
    خلو الراجل يحلل راتبو وبدلاتو الفى قسماتو

  3. يا ود المصطفى

    أداء القسم صار عادة..بل قل برتوكولاً…لأن الذين يقومون بذلك لايتذكرون قوله تعالى:

    {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }الواقعة76

    فإن كان أولئك لايفقهون وجب عليهم قراءة هذه الآيات من سورة البلد:

    {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ(1)وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ(2)وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ(3)لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ(4)أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ(5)يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا(6)أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ(7)}.

    فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ

  4. يالمعلق الاسمو safe : ياخ الشماليين ليسوا واحد لتتحجدث بهذه الطريقة المحبطة وتتمثل ما تحاول حركات درافور التنصل منه حيث كانت بدايتها ضد الحكومة تتحدث عن أبناء النيل الأوسط والنخبة النيلية وقبائل الشايقية والجعليين والدناقلة والنوبيين فلم تترك لأبناء تلك القبائل من المعارضين لنظام الجبهة غير الوقوف موقف سلبي منها بدلاً عن دعمها وهي الآن بحمد الله كما اارى تحاول بجدية التخلص من هذه الوصمة التي أقعدتها وقوت النظام والآن أنت تردد نفس الترهات فالنظام الحاك هو مزيج من افراد متأسليمن ومعهم مجموعات انتهازية سموا نفسهم المؤتمر الوطني ومن المستحسن توجيه السهام لهم بهذا المسمى لكي لا تتكرر الوقفة السلبية للعديد من المعارضين بسبة لاناقة لهم فيها ولا جمل.. فهمت ولا أجيب ليك فهامة..

  5. قال الشمالين 16%من سكان السودان ياخ عارض واكره البشير وماكل الشمالين كيزان وهم الاغلبية تذا حكم البشير او بى شخص ولاتغير التاريخ وعارض لكن احفظ لجميع حقوقهم ومكانتهم والسودان للجميع دون انتماء لعنصرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..