دارفور تعيش العهد السناري

اعتذر لقرائي الكرام لغياب مقالي الاسبوعي يوم الاثنين الماضي، وذلك لأني كنت بعيدا في ولاية شرق دارفور (الضعين) للمشاركة في ورشة ثقافة بناء السلام والتعايش السلمي والتي اقامتها منظمة التماس للتنمية بالتعاون مع ايكوم العالمية، لقد قامت الورشة بعد لأي يوم 2013/2/2م، وانتهت يوم 2013/2/4م، قدمت في الورشة ثلاث اوراق، الاولى كانت ورقتي عن السلام وتأصيل كل ذلك وربطه بثقافة السلام في الاسلام وعرجت على تاريخ هذه المنطقة (ولاية شرق دارفور) المشترك بين مكونات الولاية سواء بين الحواكير او الشرائح التي صنعت تلك الوحدة التي جلبت السلام ردحا من الزمن، وقارنت ذلك مع الحاضر وتحدياته سواء في النزاعات المحلية او نزاعات الجوار، للميل 14 بين دولة جنوب السودان وحكومة السودان او ما يحب ان يسميه البعض (جوار الدينكا مع الرزيقات)، وكانت الورقة الثانية هي الادارة الاهلية في الولاية المسؤوليات والتحديات قدمها مستشار الوالي الاستاذ صديق عبدالنبي مسؤول ملف الادارة الاهلية، تحدث فيها عن الحاجة للتنظيم المحلي او تنظيم المجتمعات، واكد انها ظاهرة تاريخية ارتبطت بظهور الاسرة والتي امتدت لقبيلة وقبائل حتى اصبحت امة وأمماً.. وتحدثت الورقة عن مكونات الولاية وهي عبارة عن خمس قبائل وهي: الرزيقات، البرقد بادارتيها كجر ودالي والمعاليا والبيقو، ولقد طرحت الورقة سؤالا مهما كيف يتعامل مع هذا الخليط الاداري وفي كل ادارة عدة قبائل، ولكي يعطي كاتب الورقة السؤال اهميته تحدث عن القبائل الرعوية والاخرى الزراعية مع ازدياد المساحة الزراعية وضيق المراعي مع ازدياد الانعام أيضاً بكافة انواعها، ثم تطرقت الورقة الى منطقة سماحة وانفصال جنوب السودان وعدم حسم الحدود بين الدولتين والآثار المترتبة على ذلك، ثم تحدثت الورقة عن التحديات التي تواجه الادارة الاهلية في الولاية وحدها في تقوية النسيج الاجتماعي، الابتعاد عن ادخال القبائل في الماعون السياسي لأنه من شأنه ان يكون حكومة قبائل واشارت الورقة الى تطوير علاقات حسن الجوار، واشارت ايضا الى حماية البيئة بما في ذلك النباتية والغابية والحيوانية وهذه كانت من اولويات رجال الادارة الاهلية في العهود السابقة. وتحدثت عن تحديات حفظ الامن وتنظيم الزراعة والمراحيل وموارد المياه ومنع زرائب (الهوى)، واختتمت الورقة باشارات ذكية الي الترهل الذي اصاب الادارة الاهلية ذلك من خلال التوسع الكبير في هيكل الادارة الاهلية مع ضعف المرتبات الشهرية التي لا تسد الرمق، اما الورقة الثالثة فكانت بعنوان التنمية الاقتصادية والموارد البشرية والصناعية، وفي المبحث الثاني والثالث تحدثت الورقة عن صلاحية المناخ الاقتصادي والاجتماعي وارتفاع معدل التكوين الرأسمالي والتقدم المستمر في فنون الانتاج مع الحفاظ علي البيئة، وايضا في الختام سألت الورقة سؤالا مهما ما هو المؤشر الحقيقي لنجاح عملية التنمية الاقتصادية وللاجابة عن هذا السؤال …
قال الباحث يمكن ان نقول ان عملية التنمية تقاس بالتخفيف من حدة الفقر اعتمادا على الآتي:
/ 1 حدوث زيادة مستمرة في الدخل القومي الحقيقي (النمو الاقتصادي) .
/ 2 توفير الحاجات الاساسية للافراد من مأكل ومشرب ومسكن وغيرها.
/3 تحرير الانسان من الفقر والجهل.
/4 احداث تغييرات هيكلية في بنيات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
/5 التحسن المستمر في توزيع الدخل القومي لصالح الطبقة العاملة واخيرا توفير فرص العمل لأنه يعتبر حجر الزاوية في العملية التنموية… لقد كان عدد المشاركين في هذه الورشة حوالي مائتي شخص راعينا في ذلك بالتعاون مع معتمدي المحليات ان تكون معظم شرائح المجتمع مشتركة في هذه الورشة وكانت الوصفات كالتالي: التنوع الفكري، مشاركة المرأة والشباب واتحادات المزارعين والرعاة والادارة الأهلية والطلاب، اضف الى ذلك النشاط والابداع. وبحق فان الاختيار كان موفقا للغاية اذ ان المشاركة كانت فاعلة والآراء كانت جريئة وحرة وهادفة. لم يعترض احد ابدا على رأي لم يعجبه.. وكانت الفرص مفتوحة لم تحدد بدقائق محدودة ولكن كان رؤساء الجلسات يشيرون دائما الى وجوب الاختصار والدخول في الافكار مباشرة لاعطاء مزيد من الفرص. استمرت الورشة ليومين كاملين كانت معظم المساهمات اضافات حقيقية للاوراق وان هناك توصيات عديدة اضيفت لتوصيات الاوراق. وللامانة فان هناك تقريبا ثلاث نقاط اثيرت من خلال الاوراق الثلاث :
/1 ان الادارة الأهلية ضُربت في مقتل، القاتل هو المركز الذي حل الادارات من دون بديل راشد وهو السبب الاساسي لتصدع كل البنيان الاجتماعي في دارفور وانها عندما اعيدت وجدت ان الحياة قد تغيرت من حولها، وان السباق انطلق ولم تستطع اللحاق وحتى وان حاولت بعض الحكومات تطبيق قانون سرعة اللحاق.
/2 الدهشة في اقحام القبائل في حسم الخلافات الحدودية لا سيما خلاف زرقة ام حديدة بين ولايتي شرق دارفور وشمال كردفان، كيف يسمح النظام لنفسه ان يجعله خلاف قبائل ، ما هي علاقة القبائل بمثل هذه الخلافات الحدودية، وكأن قنبلة موقوتة يراد لها ان تنفجر قبليا في يوم من الايام .
/3 الصراع الحدودي مع دولة جنوب السودان، لقد تحدث فيه المشاركون كثيرا مع تأكيد الجميع ان حدود دارفور تقع علي بعد 14 ميلا جنوب بحر العرب، الا ان هذا الصراع تحسمه الحكومات وليست القبائل.. لقد ركز المتحدثون كثيرا على هذه النقطة.
اما التنمية وانعدامها والخدمات وضرورتها فلم تخلُ من لسان احد، وتساءل البعض عن طريق النهود الضعين ومطار الضعين وتحدث البعض عن ارتفاع السلع، طلب مني احد الاخوة دخول السوق والسؤال عن السلع..
لقد كانت ورشة ناجحة بكل المقاييس ، قمة النجاح تمثل في دعم وحضور كافة شرائح المجتمع السياسية والاجتماعية وحضور عضوية المحليات، وعلى رأس ذلك الاخ الوالي بالانابة المهندس عبدالمجيد الزائر ومستشاريه ووزرائه ومعتمديه للجلسة الافتتاحية، كما لبى دعوتنا السادة مدير جهاز الامن وقائد الفرقة ومدير الشرطة وناظر عموم الرزيقات وناظر عموم البرقد ورئيس الجهاز التشريعي وعدد من المسؤولين كان لحضورهم الجلسة الافتتاحية وقع في نفوسنا نحن منظمي الورشة، ولقد ادار رؤساء الجلسات الثلاث وهم: الاستاذ علي آدم محمد استاذ الاجيال، ومولانا أحمد المصطفى المستشار القانوني للمجلس الولائي، والاستاذ أحمد الدود مدير ديوان الحكم المحلي، لقد اداروا الجلسات بحنكة وحكمة وخفة دم خاصة مولانا أحمد المصطفى والذي تخللت مقاطعته واستدراكاته وتوجيهاته دعابات ونكات ومقاطع شعرية، بلغة اهل دارفور (المتُعمدة) الحلوة حتى ان المشاركين صفقوا له كثيرا عندما القى قصيدة نمطية انشدها عندما كان طالبا في الجامعة. وبالمثل شهدت الجلسة الختامية نفس سيناريو الجلسة الافتتاحية، الذي كان غائبا فقط السيد الوالي بالانابة لأنه كان في استقبال رئيس اليونميد الجديد ولكن اناب عنه مستشاره الاستاذ صديق عبدالنبي ومعتمد الضعين العميد محمد زين ابراهيم الشريف محمد زين الذي اثلج صدور الجميع عندما قال لقد وقعنا مع اليونميد عقد توسعة مطار الضعين وتشييد شارع المطار حتى السوق. انتهت الورشة بسلام وتنفس الجميع الصعداء لأن البعض او القليل جدا من الناس كان يتوقع ان تذهب الي غير ذلك السبيل وعلى كل الحمد لله على السلامة والنجاح والشكر للجميع الذين ساهموا في انجاحها خاصة الاخوة في الجهاز الحكومي والامني والمشاركين.
لقد وجدت متسعا ان ادخل السوق تلبية لطلب احد الاخوة والسؤال عن السلع وربط كل ذلك بأهداف الورشة، لقد وجدت العجب العجاب، امسكوا (إضنينكم) غاز انبوبة الطعام سعة 12كيلوجرام 80 ج، جوال السكر 310ج، جالون الجاز 20ج، كيلو الموز 8ج، دستة البرتقال 30ج، والرواتب هي الرواتب ووجدت احد الخفراء في القطاع الخاص راتبه الشهري 250ج . الآن نزلوا اصابعكم من (إضنينكم) واسمعوا هذا السؤال هل نحن في سودان واحد؟ وهاكم القصة التالية بعد انتهاء الورشة كان لابد لنا من الذهاب الى نيالا لأن مطار الضعين الصغير (الترابي) الذي كانت تسير فيه طائرات صغيرة مبروكة وباركة دوما امامنا ومباركة ايضا لم يحصل فيها اي خلل لسنين عديدة اوقفت لكثرة سقوط امثالها واصبحت الضعين كالجزع مقطوع من اصله بلا شارع اسفلت يربط بالمركز ولا طائرة تهبط ولو في الاسبوع مرة.. كم من مرضى ماتوا لعدم سرعة الوصول للمستشفيات، كم صاحب غرض هام ضاع وتسربت الآمال بين يدي صاحبه لعدم توفر سبل السفر، اما القطار فأسألوا القطار عندما كان هناك قطار!! اسبوع بالتمام والكمال بين المركز والضعين هذا اذا توفر القطار بذات نفسه، لقد تحركنا شخصي الضعيف ودكتور شارف جقر والاستاذ محمد برشم مهندسو الورشة يوم الاربعاء 2013/2/6م الساعة 11 صباحا وحدث ان توحلت العربة بعد ساعة من التحرك في قوز المناقو الذي تكثر فيه حوادث النهب المسلح وهو طريق الحركات المسلحة في رحلة الشتاء والصيف. لكم ان تصدقوا اننا مكثنا 4 ساعات محاولين اخراج هذه العربة (بفلو) المرغوبة للنهابين ولقد لقبها البعض بالخواجات (جفلوا) ومرة اخرى يسمونها الخواجات (دقسوا)، وهي تايوتا ذات دفع رباعي سريعة ومتينة ، ولا تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل وانما تجري الغزالة جفلت، اما لماذا توحلت فان الصبي الذي كان يقودها جديد على هذا الطريق الذي يتقنه المهرة من السائقين، وعندما يئسنا قررنا ان نتحرك انا والاستاذ برشم لنسعف الاطفال الثلاثة الذين معنا والمرأتين.. وان يبقى د. شارف وبقية الركاب وصاحب العربة، وبالفعل تحركنا مشيا على الاقدام مسافة ساعة تقريبا حتى وصلنا قرية صغيرة تقع في الجنوب لقرية صليعة كبرى مناطق اهلنا البرقد في تلك المنطقة. لقد رحب بنا اهل القرية ايما ترحيب واعدوا لنا كارو حصان مع ماء وعندما تحركنا تجاه مجموعتنا اذا بنا نرى العربة تسير وكأنها تطير في الهواء رغم محاولتنا اللحاق لكننا لم نستطع.. فقد انقذتها من الوحل عربة من الاحتياطي المركزي في صليعة.. اصبحنا نحن في مشكلة كيف نصل لعربتنا والشمس شارفت علي المغيب.. فجاء رتل من الشاحنات تابع لشركة النفيدي، لقد ركبنا والاخ برشم احدى الشاحنات ولكن للأسف كانت هناك اعطال كثيرة لإحدى الشاحنات فكان الطوف يتأخر كثيرا واخيرا نزلنا ومشينا على الاقدام .. فوجدنا طفلة ذات 14 عاما تقود كارو حمار فطلبنا منها ان توصلنا بحمارها سوق صليعة فوافقت، الا ان الحمار كان بطيئا.. الطفلة عائشة فسألتها هل انتي في المدرسة قالت تركت المدرسة من الصف السابع العام الماضي، وقلت لها بانزعاج لماذا تركتي المدرسة.. فردت لي ردا افحمني ورسالة لصاحب نظرية الطبع المركوز البروف حمور، فبدل ان تقول لي نحن مساكين وما عندي مصاريف المدرسة . اكتفت بالرد ابوي مرحوم واللبيب بالاشارة يفهم . سأضمر مشاعري في تلك اللحظة ولن ابوح بها لكم ولا لأي شخص آخر، على العموم وصلنا لعربتنا وجماعتنا الذين كانوا ينتظروننا بقلق واشفاق وانزعاج. تحركنا من صليعة في اتجاه نيالا قبيل المغيب مباشرة والصمت يلف الجميع لأن تحرك العربات في مثل هذه المناطق قبل المغيب يعرضها لتحديات الطريق من نهب مسلح وعربات الحركات التي تقطع الطرق في كل مكان.. لقد وصلنا خور طعان ليلا واذا بالشرطة تحذر السائق بوجوب المبيت هنا لأن المعلومات الواردة ان الحركات المسلحة تحركت اليوم من منطقة مرلا جنوب خور طعان ومتحركة في طريق نيالا الضعين، وبعد مشاورات سريعة مع الركاب قرر الجميع التوكل على الله ثم المضي قدما في طريقنا.. لأننا طرحنا سؤالا واحدا هل اذا بتنا ستتحرك الشرطة غدا في حمايتنا ام تتركنا في سبيلنا؟ وعلى العموم واصلنا المسير ليلا والرعب يتقاذف الجميع من كل جانب، طريق محفوف بالمخاطر، لقد انقطع سيل العربات.
سكتنا وكأن على رؤوسنا الطير الا من همهمات قرآنية من البعض وفي الطريق لاحظت منظرا ادهشني وزاد من حسرتي على الطفلة عائشة في صليعة. لاحظت عدد تسعة حمير تجر كوارو تحمل حطبا . ونساء يمشين على الارجل يقدن هذه الكوارو والله لمحت احداهن تحمل على ظهرها طفلا، قلت ما هذا؟ اجابني احد الركاب ان هؤلاء النساء يجلبن الحطب ويبيعنه في السوق.. واين الرجال؟ قال لي الرجال في مهام اخرى ولماذا بالليل هذا الحراك؟ قال لي خوفا من الضرائب وخوفا من مصلحة الغابات سيتعرضن للغرامة اذا وُجدن بالنهار، تحدثنا في عجالة عن مأساة المرأة في دارفور، قال احد الركاب وبعد هذه المهانة والتعب ربما تتعرض المرأة للضرب والسب والركل اذا لم تصنع الطعام او اذا طلبها الرجل لحاجته وتحججت بالتعب ..!! يا مآسي دارفور!!، لقد وصلنا نيالا بالتمام والكمال الساعة 11 ليلا بحفظ الله ورعايته.. مسافة 160 كلم يمكن ان تقطع على اسوأ تقدير في ساعتين، إذا كان الطريق مسفلتاً وفي الحالات العادية 5 ساعات بدون اسفلت، قطعناها في 12 ساعة، الادهى ان الارسال انقطع عنا وانقطعنا عنه. ودب القلق في اهلنا واصحابنا واصبحنا في غياب عن ابنائنا اكثر من خمس ساعات ولا اتصال يعني هذا اننا اختطفنا، لا مزيد، او ان حادثا أهلكنا جميعا. لكم ان تتخيلوا لم يحدث هذا في العهد السناري ولا العهد التركي ولا المهدوي ولا العهد الوطني الاول، في القرن الحادي والعشرين وبين عاصمتين لولايتين نيالا والضعين…! قال ولاية قال.. اكرر هل نحن في سودان واحد؟!
هل نحن في حتة واحدة؟! اذكر بنكتة السوداني الوحدوي ظل يكرر مصر والسودان حتة واحدة، وعندما زار مصر ونشله احد النشالين وترك جيبه كفؤاد أم موسى قال حتة واحدة؟!
والله ستين حتة .. ! وها انذا اكرر على رؤوس الاشهاد نحن لسنا في سودان واحد، نحن لسنا في سودان واحد، نحن لا زلنا نعيش في العهد السناري الذي قسم القبائل في مقاطعات دون ربطها بأي وسيلة حضارية للمواصلات وها نحن اليوم نعيش عهد المقاطعات دون مواصلات…!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. دائما ما تتحامل على الحركات المسلحة وتتهمها بامور وجرائم انت تدري جيدا ان مرتكبيها من الجنجويد والذين غالبيتهم ينتمون الى القبائل العربية التي ترأس انت احدى مجالس الشورى فيها , يا رجل ان الحقيقة لا يمكن ان تحجب , وان الحق لآت , ولن تصفو النفوس ما لم ينال المجررم عقابه , ويقع عليك انت وكل العاملين في الادارة الاهلية مسؤولية ان تنشروا الوعي بين الذين ما يزالون يأتمرون بأمر الظالم الذي يتوسد كرسيه الوثير هنا تاركا اهلنا يعانون الامرين ,,,,

  2. الدولة السنارية هي اعظم تاريخ للسودان الحديث وهي التي متنت لحمة القبائل السودانية مقارنتك غير منطقية وغير صحيحة وانا تدل علي جهلك بالعهد السناري الذي ترك للقبائل ادرة حكمها بنفسها وتبعيتها للمركز ضاربا اعلي درجات الديمقراطية مع تواصلها الوجداني والانساني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..