
دعوني أمرُّ
سأمضي سريعاً كطيفٍ ، كضوءٍ
ولن اكسر الظلَ اوعدكمْ
ولن يتعثر هذا الهواء بثوبي فيزعجكم
ولن استثير الغبارَ ولنْ.
دعونی أمر، سأمضي خفيفاً
ولن تجدوا فی الحقيبة إلا القميص الذی قُدَّ من دُبُرٍ
وجوازِ سفرْ
وعطرٍ لفاطمةٍ، وهواءِ الوطنْ
كنتُ قددته مثل زادٍ،
وحيّدته من فسادٍ،
وجعلتُ له في المجال وَكنْ!
كأني بحدسٍ سأنأی بعيداً طويلاً طويلاً، ويمضي الزمنْ .
دعوني أمر مرور الكرام اذا ما سمحتمْ،
ولا تُلبسوا القيد كفّي،
ولا تحبسوني وهذا القلمْ!
فالغناء الذي كنت خبأته في الحقيبة غالي الثمن.
والحنين الذي يتمطی كقطٍ أليفٍ،
حنينٌ ، فلا تفزعوه رجاءً إذاً !
سأمضي سريعاً، دعوا مخرجاً آمناً
كی أمرَّ بهذا المطار اذا ما استطعتُ إليه سبيلاً،
او البحر إما تركتم لنا البحر رهواً،
فطوعاً سنمضي بلا وصمةٍ او تهمْ !
فلست سوی شاعرٍ خانه حدسه فرأی ما رأی فی الدِّمنْ،
بلاداً وخلقاً،
وآنس ناراً سراباً، وظنْ…
دعوني أمر فما في جِرابي سوی الحلم والشعر،
قنبلة الوَجْد والزمن المستحيل الذي قد يجيئ
وقد لا يجيئ!
سلامٌ لكم ايها الحارسون المطارات،
من يطلقون وساوسهم في الوجوه وامتعة الراحلين،
سلامٌ لكمْ،
أعرف ان الكلاب التي تمسكون تلابيبها،
تعرف الشعر أكثر منكم !
وتعرف ان الغناء سلامْ
وأني المُغني، وما من حزامً سأنسفه في المكان!
ولا شيء عندي يثير اهتمام!
دعوني امر سلامٌ علیَّ سلام لكم ،
ودعوني أمر وشكراً لكمْ!
جدة الاول من اكتوبر 2025 م



