لهذا نحتفل معهم

كلام الناس
* درجنا بعفوية على الاحتفال مع إخواننا المسيحيين بأعياد الميلاد، بل كانت الحكومة تعطي للمسيحيين الكاثوليك ـ قبل انفصال جنوب السودان – عطلة لمدة ثلاثة أيام في مثل هذه الأيام، وعطلة للمسيحيين الأرثوذكس في السابع من يناير.
* كان للمسيحيين الأرثوذكس وجود بائن في عطبرة وعلى الأخص في مصلحة السكك الحديدية وفي بيوت (القيقر)، كنا نتعايش معهم في سلام، نحتفل معهم بمناسباتهم وأعيادهم ويحتفلون معنا بمناسباتنا وأعيادنا قبل أن تظهر هذه التيارات التكفيرية التي بدأت تهدد السلام الاجتماعي حتى وسط المسلمين أنفسهم.
* نقول هذا بمناسبة هذه الحملة الغريبة التي إنتشرت في هذه الأيام، حيث تعلق الملصقات التي تحرم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، ويخصص بعض أئمة المساجد خطبة الجمعة لينددوا بالاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وبعضهم يكفر من يقوم بذلك .. الأمر الذي قد يثير الفتنة، ويحرض على العنف، وحادثة مقتل الدبلوماسي الأمريكي قرانفيل في احتفال سابق برأس السنة الميلادية ليست بعيدة عن الأذهان.
* مثل هذه الدعوات التحريضية تشوه صورة الإسلام الدين الخاتم الذي جاء للبشرية جمعاء ليخرجها من الظلمات إلى النور ويكمل رسالة السماء الداعية للسلام والخير والصدق والحب وحسن التعامل مع الآخرين بالعدل واحترام حقوقهم.
* لسنا في حاجة إلى تأكيد سماحة الإسلام التي تجسدها آيات القرآن الكريم القائلة: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” وتلك التي ربطت بين الإيمان بالله والإيمان بملائكته وكتبه ورسله، دون تفريق بينهم.. مع كامل التسليم بالرسالة المحمدية الخاتمة للرسالات السماوية.
* لهذا نتفق مع ما جاء في خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار رئيس المنتدى العالمي للوسطيةـ السودان، بمسجد الهجرة بود نوباوي أمس الأول وهو يؤكد أهمية تعامل المسلمين مع غيرهم بالحسنى وأن يحترموا حرية معاملاتهم وفق معتقداتهم.
* بل أقام الشيخ أبو الحجة على تهنئة المسيحيين بعيد ميلاد المسيح، موضحاً أن يوم مولده كان آية من آيات الله، حيث ولد وفق مشيئته جلّ جلاله بدون أب، وتكلم في المهد صبياً، وصحبت ولادته آيات ومعجزات.. دون أن يعني ذلك تبرير التجاوزات الإشراكية التي استنكرها وأنكرها المسيح عليه السلام في محكم التنزيل.
* إن الإسلام ينتشر في كل ربوع العالم وفي دول أغلبيتها من المسيحيين، بقوة الحق والخير وحسن المعاملة، وليس من مصلحة الإسلام والمسلمين بذر بذور “الكراهية” ضد الآخر، البعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام والمسلمين.
نورالدين مدني
[email][email protected][/email]
لماذا لا يجوز الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام :-
يخبرونا انه ولد فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر ولكنه لم يولد فى هذا اليوم, هذا التأريخ 25/ديسمبر تاريخ ميلاد إِلَٰهَ الشمس عند الوثنيين, اتدرون ما هذا اليوم؟ عندما يقترب الشتاء فى شهر ديسمبر يصبح الجو بارد اكثر فأكثر, وكان الانسان البدائى يشعر بتزايد البروده يوما بعد يوم, وكان يرى الشمس فى الافق تتحرك من الشرق للغرب وتبعد اكثر واكثر, فكان يفسر هذا الامر على انه الشيطان يأكل الشمس, ويبدأون وقتها فى قرع الطبول وتلاوة الصلوات لعل الشمس لا تحجب, لانها لو حجبت لكانت نهاية الخير, ثم يمر الرابع والعشرين من شهر ديسمبر, ثم يأتى الخامس والعشرين فيرون ان الشمس قد عادت اليهم, يعنى ان الشمس قد انتصرت والشر لم يحجبها, وعادت مره اخرى, لذا فهذا هو يوم ميلاد إِلَٰهَ الشمس, لان الشمس قد عادت اليهم مرة اخرى, كانوا يحتفلون بالكريسماس اى عيد الميلاد ليس ميلاد عيسى المسيح, ولكنه ميلاد إِلَٰهَ الشمس, مثل (بال, وحورس, وابوللو, ومترا) كل هؤلاء يُعبدون على انهم آلهة الشمس فى منطقة البحر المتوسط, وكان الخامس والعشرين من ديسمبر هو يوم ميلادهم, وعندما بدأ الناس يتحولون للنصرانيه فى عهد قسطنطين, فقد اقروا ان يوم ميلاد الشمس هو يوم ميلاد” ابن الله “كما يقول النصارى (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا), لذا فهو ليس يوم ميلاد المسيح عليه السلام, ويخبرنا القرآن الكريم بكل وضوح انه عند ميلاد المسيح عليه السلام أمرالله والدته مريم عليها السلام بهز الجزع (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) مريم) اى ان الرطب قد نضجت, فبمجرد ان تهز الجزع يتساقط الرطب, لذا فقد كان ميلاده عليه السلام فى منتصف الصيف وليس منتصف الشتاء.
الاخ الكريم الاحتفال معهم هو الاعتراف بالباطل المعتقد من قبلهم وهنا فرق مابين معاملتهم بالحسني وهو مادعي له الاسلام وهو الاصل كمادعي الاسلام والرسول صلي الله عليه وسلم عدم الاحتفال معهم لانهم علي باطل .
ليس لي علم بهذه الملصقات ولكنني شاهدت على إحدى الفضائيات الدينية شيخاً سودانياً شاباً (يحرم) تهنئة الأخوة المسيحيين بأعيادهم بناءاً على مبدأ (الولاء والبراء)، وراح يعدد الأسانيد التي تدعم التحريم، ووصل في الأخير أن التهنئة والمشاركة (حرام). الشيخ يلبس قماش صنعه مسيحي، ويجمل معصمه بساعة صنعها مسيحي، ويركب عربة صنعها مسيحي، ويحمل موبايل صنعه مسيحي. المنطق يقول: (حرمة الجزء تحرم الكل، وحرمة الكل تسلتزم حرمة الجزء)، أي أن (ما أسكر كثيره فقليله حرام). يجب دوماً أن نعرف أن المعاملات مع النصارى والمسحييين مباحة، والتهنئة نوع من أنواع المعاملات. هذه القنوات بحاجة إلى وقفة متأنية، وإلى مراجعة تراخيصها ومن يقفون ورائها ومن يمولونها وما الهدف منها أصلاً. يطيب هنا أن أهنئ الأخوة المسحييين في مشارق الأرض ومغاربها بأعياد الميلاد ورأس السنة وخصوصاً أهلنا أقباط السودان الذين لم نر منهم إلا الخير ومكارم الأخلاق. أغلقوا هذه القنوات الدخيلة على المجتمع السوداني.
بل أكثر من ذلك ..سنحتفل معهم ونهنئيهم ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم..شآ من شأ وأبي من أبي..ديننا الحنيف في الكتاب والسنة أمرنا بذلك..أنا شخصيا مسلم أعتز باسلامي كما أعتز بانني متزوج بامرأة مسيحية لاكثر من ربع قرن ولدي منها أربعة من الأبناء..هولاء المسيحيون اخوة لنا فيالانسانية والحضارة..وفضلهم علينا في الحياة كتير..اكلنا ومشربنا وتعليمنا وادوآنا وسيارتنا الفاخرة وأجهزة الحسوب والهواتف الذكية..والاسلحة التي يتقاتل بها المسلمون بعضهم البعض..كلها بفضلهم..لماذا نحاربهم ونقاطعهم..من أمرنا بذلك..من أين هؤلاء الظلاميين التكفيريين..لقد أسأوا للاسلام والمسلمين قبل أن يسيئو لإخواننا المسيحيين.لله المحبة وللدنيا السلام..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم _رحمه الله_ في كتابه ( أحكام أهل الذمة ) ، حيث قال : ” وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن تُهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كـُـفْرٍ،ٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه ” . انتهى كلامه _رحمه الله_ .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضا به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله _تعالى_ لا يرضى بذلك ، كما قال _تعالى_: ” إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ” (الزمر:7).
وقال _تعالى_ :”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ” ( المائدة – 3).
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا،
وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله _تعالى_ ؛ لأنها إما أعياد مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداًً _صلى الله عليه وسلم_ إلى جميع الخلق، وقال فيه:” وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران:85).
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها؛ لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ : “مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم”،أخرجه أبوداود بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر _رضي الله عنه_.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء” انتهى كلامه _رحمه الله_ .
ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم، سواء فَعَلَه مُجاملةً أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم،والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم. إنه قوي عزيز، انتهى كلامه رحمه الله، وأسكنه فسيح جنّاته .