كذبة أبريل.. ثقافة سائدة تقود للإحباط.. شائعة كل عام

الخرطوم- أبو بكر محمد
تنطلق كل عام وفي شهر أبريل تحديداً كذبة تحوز دون منافس على اسم الشهر، رغم أن أبريل بريء من الكذبة التي شاعت فيه، والمتتبع لأبريل يجد أنه اشتهر بأكبر انتفاضة في تاريخ السودان. لكن الأكذوبة لم تتح له فرصة الاستمتاع بالانتصار الذي حُقق، فتحول أبريل من انتصار إلى أكذوبة لم تفارقه إلى يوم الدين، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: ما هي الغاية من هذه الكذبة، ولماذا شهر أبريل؟ ربما هناك هدف أو غاية يراد تحقيقها من وراء هذه الكذبة، لكنهم لم يحسبوا حساباً لما ستحدثه من تأثيرات سلبية على الناس.
شائعات مغرضة
هناك كذبات تبرأ منها أبريل مثل شائعة أبو القنفذ والمكواة أم ديك اللتين حاز مستفيدوها مبالغ طائلة من ورائهما، بعد أن أثارتا فوضى عارمة وسط المجتمع الذي ظل يبحث عنهما في كل مكان للحصول على مبالغ طائلة، الشائعات لم تبدأ بهما ولم تنته بأطباق روميو وجولييت وحتماً ستظهر الأخريات تباعاً، فقط ترقبوا.
حيطة وحذر
يرى صديق محمد علي (طالب) أن الشائعات لا تنتهي فقط علينا التعامل معها بوعي ودراية حتى لا نقع في براثنها اللعينة ونفقد الكثير لأننا بأية حال من الأحوال لن نكسب منها شيئا، وقال: “لابد من التعامل معها بحيطة وحذر، وعلى الذين خسروا أموالاً بسبب ذلك، تحمل النتيجة لأنهم ركضوا وراءها دون تفكير”.
شرائح متعلمة ولكن..
لفت عبدالله عثمان (طالب) إلى أن الكذب بات أمرا طبيعيا وتخطى شهر أبريل بدليل شائعات (المكوة أم ديك وأطباق روميو وجولييت) اللتين انتشرتا في أشهر مختلفة، وأرجع ذلك لانخفاض نسبة وعي المجتمع واللهث وراء الثراء بأقصر الطرق وأسهلها، وقال: “حتماً صانعو الشائعات والكذبات الشهيرة لا يقصدون الشرائح المتعلمة، وإنما يستهدفون الأقل حظاً في التعليم”، وتابع: لكننا ولسوء الحظ وجدنا أن المتعلمين أيضاً وقعوا ضحية لهذه الشائعات الكاذبة.
تأثيرات خطرة
يرى عبد الرحمن أحمد خريج علم نفس جامعة أم درمان الإسلامية، أن الكذبة برمتها أمر خطير ولابد من محاربتها، لما لها من تأثيرات بالغة الخطورة على الإنسان، وقال: “يمكن للكذبة أن تثير مشاعر الإحباط في النفس خاصة الذين رجوا فائدتها، بالإضافة إلى الاكتئاب وعدم الإحساس بالرضا في حال الفشل في تنفيذ المهمة”.
أحلام مؤقتة
من جهته أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم عبد الجبار الحاج أن هذه الكذبة التي تظهر كل عام لها تأثيرات سالبة على المجتمع سيما وأنها تدخل في عالم الأحلام والتطلعات الوهمية، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تحزنك أو تصيبك بمرض نفسي، لكنها باتت ثقافة سائدة ونحن ننتظر كذبة هذا العام وأتمنى أن تكون سعيدة.
ما بين الشك والاقتناع
اشار اختصاصي علم النفس الفاتح إبراهيم داود إلى تأثيرات الكذبة النفسية على الشخص، وقال موضحاً: “يبدي المتلقي للخبر عدم تصديقه للخبر بنسبة “99%”، لكن ما إن يشاع وينتشر حتى يساوره الشك ويبدأ في إقناع نفسه، وبهذه الطريقة تحدث له اضطرابات نفسية وربما يدخل في حالة من الاكتئاب في حال عدم حصوله على النتيجة المرجوة التي وضع فيها آمالا عراضا”، وتابع: “لأنني متبع للشائعات والكذبات بحكم عملي أجد أن الكذبات خرجت من نطاق أبريل حتى تُحبك الكذبة ولا يدعون مجالاً لفشلها عند اقترانها بأبريل، ونصح الفاتح بالابتعاد قدر الإمكان عن الشائعات التي تكون كذبة في كثير من الأحيان، والتأكد من صحتها قبل الوقوع في فخاخها الموجعة، حتى لا تزيد من الآمهم ألماً، نحن جميعاً نعيش ظروفاً وضغوطا صعبة لكن علينا تجنب الوقوع في مشكلات تزيد من همومنا همّا
اليوم التالي