أبياه : مشروعي لن يتوقف مع الخرطوم الوطني

كووورة

في الأسبوع الثاني من أبريل/نيسان الجاري، غادر أبياه المدير الفني السابق للخرطوم الوطني السودان لتدريب منتخب بلاده غانا بطلب وضغط من الجماهير في بلاده، وترك المدرب أثرًا كبيرًا خلال فترة 26 شهرًا قضاها بالسودان.

وحرص على إجراء الحوار الأخير مع أبياه الذي كشف تفاصيل جديدة عن فترة عمله بالخرطوم الوطني ومشروعه مع النادي، والكرة السودانية ومشكلاتها وعودته للمنتخب الغاني.

لماذا قبلت عرض تدريب الخرطوم الوطني بعد عودتك من مونديال البرازيل؟

حينما قبلت عرض العمل بالسودان، أثيرت الكثير من الاسئلة مثل: لماذا يعمل في السودان ؟ لماذا وكانت عروض عديدة أمامه، من بينها عرض من اليابان ورفضها ؟ ولماذا فضل تدريب الخرطوم الوطني وليس الهلال والمريخ أكبر ناديين بالسودان ؟

لكنني أقول إنني مدرب طموح. الأمر أحيانا لا يتعلق بالمال حين تجد فرصة العمل في أي مكان، بل يتعلق بإحداث الفارق من خلال تقديم شيء جديد للمجتمع، ذلك كان واحدًا من الأسباب التي بموجبها اخترت تدريب الخرطوم الوطني من بين خيارات أخرى كثيرة.

ما هو تقييمك للفترة التي قضيتها بالخرطوم الوطني ؟

أعتقد هناك الكثير من العمل أنجز وهناك نجاحات جيدة تحققت، فأنا جئت لتنفيذ مشروع وبناء فريق ولأجل تحقيق ذلك فأنت تحتاج إلى خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، فعلى المدى القصير قد لا يحقق الفريق النتائج وعلى المدى المتوسط والطويل يمكن ذلك، وذلك ما فعلته مع الخرطوم.

لقد حقق الخرطوم الوطني أعلى معدل نقاط في تاريخه بالممتاز في أول موسمين، وقد قمت بجلب عدد من اللاعبين الصغار من الفرق الرديفه بالنادي للفريق الأول وبلغ عددهم حوالي 21 لاعب بعضهم لعب على مستوى فنى عال.

الأسلوب الكروي لفريق الخرطوم الوطني أيضا تغير، ورغم أننا في الموسم الماضي لم نشارك قاريا فإنه يمكن القول أن مشروعي في الخرطوم بدأ يعمل بنجاح وينتج، خاصة وأن النجاح الأكبر والحقيقي كان في تغيير أسلوب اللعب.

وعلى المدى الطويل فإن اللاعبين الصغار الذين صعدتهم للفريق يستطيع الخرطوم أن يبني عليهم مستقبله لفترة 10-15 سنة وذلك هو بالضبط مشروعي.

وما هي الاستراتيجية التي بنيت عليها مشروعك مع الخرطوم الوطني ؟

أننا في الموسمين الأول والثاني ربما لا نحقق النتائج المطلوبة بل ذلك يمكن في السنتين الثالثة والرابعة وهذا ما يحدث الآن، وواحدة من الأشياء الجيدة والتي تعبر عن نجاح مشروعي أن عددًا من اللاعبين الصغار الذي صعدتهم للفريق تم اختيارهم للمنتخبات الوطنية المختلفة، مثل قلب الدفاع حمزة داوود والظهير الأيسر أحمد آدم.

ما هي النقطة التي توقف عندها مشروعك ؟

لم أكن أقصد أن يتوقف مشروعي مع الخرطوم الوطني في هذا الوقت، كان قصدى أن يرى الجميع نتائج عملي بوضوح خلال 3 أو 4 سنوات، لكنني للأسف توقفت في منتصف الطريق، ومع ذلك فإن أي مدرب يتولى تدريب الخرطوم سيكون من السهل جدا تتبع أثر مشروعي، لأنني ثبت الجوانب النفسية والذهنية والثقة في لاعبي الخرطوم.

ما هي النصيحة التي تقدمها لناديك السوداني السابق ؟

أنصح مسؤولي النادي والمشجعين وكل من له علاقة بالنادي بعدم بيع لاعبيهم، فقد بذلوا الكثير من الطاقة والجهد والوقت والمال للإستثمار في اللاعبين الصغار الصاعدين، ولذا بمجرد بيعهم يكونوا قد حطموا المشروع، مثل ما باعوا من قبل سمؤال ميرغني وعاطف خالد ومعاذ لأندية أخرى.

الشئ الآخر أن يعملوا على تطوير فرق الشباب والناشئين بمنحهم فرصة اللعب للفريق الأول، من خلال إتباع سياسة تصعيد لاعبين أو ثلاثة سنويا وذلك سيمنح المشروع الثقة ويجعل الفريق قوي في السنوات التالية.

ماذا تعني لك العودة لتدريب لمنتخب الغاني ؟

غانا هي موطني الذي جئت منه. أحيانًا من الصعب أن تقول لا حينما تحتاج إليك أمتك، لكن الأمر المهم جدا أن تذهب وتقدم أفضل ما عندك بافضل طريقة، وأن تعيد منتخب الأمة إلى حيث المكان الذي كان يقف فيه.

مهمتي لكن تكون سهلة مع المنتخب الغاني، ولم تكن في السابق كذلك، لكن الشئ المهم أيضا أن يقف الجميع من خلفنا، فنحن جميعا بحاجة إلى المساعدة، فنحن جميعا مدربون أفارقة ويجب أن نجد المساندة حتى نجد من يشيد بعملنا ويصرخ إعجابا :” يا الله هذا مدرب إفريقي”.

في الوقت الراهن لا أعرف كم عدد المدربين الذي قادوا المنتخبات الإفريقية إلى نهائيات كأس العالم، ولهذا السبب إذا كنا أفارقة ولا نجد من يدعمنا من الأفارقة فإن النتيجة أننا سنرجع عدة سنوات إلى الوراء، فإلى إين نحن ذاهبون؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..