مُرافعات رمَضانيَّة ..!ا

هناك فرق

مُرافعات رمَضانيَّة ..!

منى أبو زيد

كل العبادات مقدار ثوابها مكشوف إلاّ الصوم .. وجميعها له أبواب مواربة يتسلل منها الرياء إلاّ الإمساك عن الطعام في السر قبل العلن .. فبينما يَطَّلع الناس على أداء بعضهم لبقية الشعائر يبقى الصوم سر العبد وربه ..! وبينما يقوم جمع الحسنات على صرف المال فيما فيه رضا الله .. ينهض الصوم على مبدأ كسر النفس .. ونقص البدن بتعريضه للجوع والعطش ..! الصوم لا يدخله الرياء بفعل العبد .. وإن كان قد يدخله بالقول .. وقد يدخل في قبيل ذلك – في تقديري – إصرار بعض الصائمين على عدم إتيان رخصة الإفطار في نهار رمضان (لعذر السفر أو خلافه) .. على الرغم من المشقة والتعب الظاهر .. خوفًا من تبعات القضاء حينًا .. وخوفًا من ردود أفعال الناس أحيانًا ..! فـ الذي يخالط بقية الشعوب المسلمة، يدرك كم أنّ مسلمي السودان هم أكثر المسلمين زهدًا في رخصة الإفطار .. ليس من باب الغلو في الدين فحسب .. وإنما لأن الأكل والشرب عمدًا وجهرًا في نهار رمضان، (فعل) مرتبط في عقلنا الجمعي بـ (شيل الحال) .. الوصم بالجُبن .. ضعف العزيمة .. ضعف الإيمان .. وهمٌّ كبير ينتظر المُفطر قضاؤه في غير أيام رمضان .. وفي عز الحر ..! هذا ليس تحريضًا على التساهل في إتيان العزائم .. بل شبه مرافعة عن رخص الله التي يحب أن تؤتى .. مرافعة ضد الوقوع في شبهة الرياء بالإصرار على عدم إتيان الرخص ..! جمهور فقهاء المسلمين قالوا ببطلان صوم من يدخن في نهار رمضان لأن دخان السجائر من المفطرات المؤكدة التي تصل إلى جوف الصائم وتختلط بدمه وتُشبع لديه رغبة .. بينما الصوم في مجمله إمساك عن الشهوات ..! لكنّ بعض شيوخ الإسلام انحازوا إلى معاناة المدخنين على حساب المصلحة العامة، منهم إمام الشيعة سماحة الشيخ (السيستاني) الذي أجاز لمدمن التدخين أن يدخن ثلاث سيجارات في نهار رمضان .. ومنهم المفكر الإسلامي (جمال البنا) الذي حلل التدخين في نهار رمضان للمدمن خوفًا عليه من النفاق، أي خوفًا على صومه من الرياء ..! بينما المسلم العاقل الحاضر لـ “نهارات” رمضان في هذا البلد، يكاد يجزم بوجوب تحريم تدخين السجائر .. فـ إذا كان شرب الخمر حرام ومن كبائر الإثم، لأنه يلعب بالعقل .. فإن شرب السجائر ينبغي أن يُعد كذلك .. على الأقل جراء رهق الأعصاب واضطراب السلوك الذي يطرأ على مدمن السجائر المحروم منها في نهارات رمضان ..! صيام المدخن (حشف وسوء كيلة) .. لأنه يعني أن يتحول مدمن السجائر ? في ساعات العمل – إلى ثور في مستودع خزف .. أوليس هذا هو ما تثبته لك نهارات العمل الرمضانيَّة في مؤسسات خدمتنا المدنية .. كل عام ..؟!

التيار

تعليق واحد

  1. بصراحة انا متابع كتاباتك بس لحد الآن ما عارفك شايتة على وين؟؟؟
    ههههههه
    يا ربي انتي ذكية لحد بعيد؟؟؟؟
    واللا ……….. التانية صعبة شوية
    يفترض يكون عندك ايدلوجية
    واللا رايك شنو يا استاذة منى؟؟؟؟

  2. يا أخي عمر عابدين رمضان كريم ياخي بس جات عليها هي خليها تشوت في أي اتجاه عاوزاه وهي تستشهد بحديث رسولنا الكريم (ص):
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته ) رواه احمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان .

  3. بصراحة انا من المعجبين جدا بثقافة الأستاذة منى وعلو كعبها حتى على كثير من الرجال الصحفيين
    شايتة وين يا أخي العزيز مش مهم أهم حاجة إنها شايتة
    وتناقش قضايا حساسة ومهمة وانا من المعجبين بجريدة التيار لانها جمعت لنا الثلاثي الرائع ميرغني والبوني ومنى في صحيفة واحدة وصفحة واحدة كذلك
    وبرنامج الاستاذة في النيل الأزرق أكبر شاهد على انحيازها لقضايا الوطن:D

  4. مني رمضان كريم كنت احب انصحك عبر الاميل الخاص بك ولكن لاباس عبر الراكوبة والهواء الرطب يا اختي اراك منذ فترة تاتي بشطحات العلماء كالذي حلل الغناء ومن ثم شطحات جمال البنا تحليل السجائر في نهار رمضان علم بان الاول تراجع عن رايه في تحليل الغناء ولم توردي زالك في مقالتك با الله ما حاجة الامة الاسلامية للغناء والمسجد الاقصي في ايدي اليهود وهل الغناءو المجون و العري الموجود في الساحة حلال ولو افتي فيه اهل الفقه الاسلام دين الفطرة والفطرة السليمة لاتقبل المجاهر بالمعاصي اما السجائر فقد قال اهل فية ما لم يقله مالك في الخمر من الاضرار والاسلام حرم هلاك النفس انصحك باالابتعاد عن شطحات العلماء حتي لا يجتمع الشر كله في دينك لك مني كل الود بقدر ما قدمتي لقرائك من المقالات الرائعة ودمتي زخرا للوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..