سيدها لابسها والكلب حارسها

بشفافية
«سيدها لابسها والكلب حارسها»
حيدر المكاشفي
هي أم جنق بتعطيش الجيم، وإن تشأ تستبدل قافها بكاف فلك ما شئت، وأم جنق -لا مؤاخذة- حذاء أشبه بـ «شبط الصندل» مع الفارق ، مصنوع من جلد الماعز أو البقر خالصاً لا يخالطه شيء تكاد تشتم فيه رائحة اللحم النيء والمؤكد أنها لهذا السبب قيل فيها «أم جنق سيدها لابسها والكلب حارسها»، ينتعلها الرعاة في غرب البلاد وربما أجزاء أخرى متفرقة منها عرفت «أم جنق»، وهي غير «تموت تخلي» وفي رواية أخرى «الشقيانة» تلك المصنوعة بالكامل من إطارات السيارات التالفة وهي أقل مقاماً من «أم جنق» إذ غالباً ما يرتديها الاجراء بينما يرتدي أصحاب «المال» أم جنق، والمال عند البقارة ومربيي الماشية التقليديين ليس هو أوراق البنكنوت التي تودع في البنوك وإنما هو ما تملك من أبقار وأنعام أخرى، فاذا قال لك البقاري أن فلان ذاك يملك مالاً كثيراً فذلك يعني أنه يملك عشرات «المراحات» من الابقار وكذا «دبوكة» من الجمال ومئات الرؤوس من الماعز والضأن، وأم جنق أخف وزناً وأقيم مكانةً وأوجه منظراً من تموت تخلي والتي على ثقلها تكون أكثر ثقالة في الاجواء الساخنة، إرتديتها مرة لبعض يوم فسلخت قدمي اليمنى وفسخت اليسرى فليس كل قدم تصلح معها، فمن إعتادوا عليها أهل شدائد يضربون في الفلوات ويخوضون الاوحال وليسوا مثلنا أفندية مكاتب، فما نقطعه نحن على متون العربات الخاصة أو المواصلات العامة يقطعونه «دقش» بأرجل غبشاء وما اكرمها من أرجل وأيدي وسواعد عاملة ومنتجة…
ولابسو أم جنق وتموت تخلي من الرعاة لا يعرفون الحواجز والفواصل والموانع وبالضرورة لا يعرفون الانفصال ولا يعترفون به، الناس عندهم شركاء في ثلاثة الماء والنار والكلأ وأينما يكن هذا الثالوث فهو لهم ولغيرهم بلا حدي وحدّك وحقي وحقك، ولا ادري ماذا سيفعل دعاة الانفصال مع رعاة الماشية من هذا الطرف أو ذاك ومن هذه الناحية أو تلك، فالانفصال يا سادات الانفصال سيفرز من المشاكل والتعقيدات أكثر مما يطرح من حلول، يحسبه الانفصاليون ماء حتى إذا ما بلغوه وجدوه سراب بقيعة، ظمأهم لتكوين دولة جديدة ذات إستقلالية وسيادة لن يطفئه مجرد الحصول عليها، لقد بدا لي داعية الانفصال مثل منتعل أم جنق، صاحبها سعيد بحذائه الجديد بينما هناك كلب يتربص به ينتظر بفارغ الصبر اللحظة المناسبة للانقضاض عليه وإختطافه، فرائحة اللحم تغري بالتربص، وهناك ألف كلب يترصد الانفصال ويتربص به للانقضاض على الدولة الوليدة ساعة إعلانها، دولة ليس لها ما يغطي لحمها، عارية من أي غطاء في عالم من الوحوش، من خلفها وعن يمينها ومن وراء البحار، فما أغرى جسدها وما أسهل وأحلى نهشه، سيقولون دعونا وشأننا دعونا نختنق إن إختنقنا ونموت إن متنا «مش شغلكم»، لا هو «شغلنا ونص وخمسة» بأمر حقائق وعناصر الديموغرافيا والجغرافيا والاقتصاد وهي لمن لا يعلم حقائق وعناصر عديدة وغالبة وكلها مما لا يرجح خيار الوحدة فحسب بل وتجعل من الانفصال أمراً غير عملي وخيار غير حكيم، فالانفصال لن ينتهي في الغالب إلى سلام متوهم أو إستقرار مظنون بل بالعكس ربما أدى وهذا هو الارجح إلى توسيع رقعة ومدى النزاع والنزوح ونقله إلى مناطق جديدة، وبأجندة جديدة، ولكن ما دام الانفصال ليس حلاً بكل المعطيات والشواهد والدلالات، فان الوحدة كذلك لن تكون حلاً مقبولاً ما لم تتم وفقاً لمعطيات جديدة وباستراتيجية جديدة تُبنى على ركائز العدل والمساواة والمواطنة وتقوم على قدم الحرية وساق الديمقراطية مستلهمة من معطيات عصرية منصفة، وأن نقتسم الوطن خير ألف مرة من أن نقسِّمه أو كما قال أحد القادة الجنوبيين من ذوي الحكمة والرأي السديد…
الصحافة
This the best topic i read
Thanks for the good words;) ;) ;) ;) ;)
المطلوب وقفة قوية من الجميع لإصلاح ما أفسده الشركاء وذي ما قال أحد الموسيقيين في سهرة تلفزيونية: مخاطبا المسئولين في هذا الشأن الصناعي الناجح هو من يقيس ويقيس ألف مرة قبل القطع لأنو لو قطع القطعة المقطوعة ما بترجع ذي ما كانت أول ونتمنى من المسئولين التفكير بروية قبل القطع والفصل