قبل مجيء التتار(1-2)

الاخطاء التاريخية تنجم دوما عندما نعجز عن مجابهة النفس بالحقائق

ف.نيتشة
لازال الحديث عن جمهورية العاصمة المثلثة ذو شجون….وطبعا بعد ما مشى الانجليز خلفوا ذرية ضعفاء..كل ما جاءت فئة لعنت الأخرى..وفي ظل الفساد المزمن وعبر كل ما يعرف بالحكومات الوطنية انخفض الخط البياني للدولة السودانية..وبدا مشوار الزحف من الهوامش في الاتجاهات الأربعة نحو الخرطوم..وأضحى ربع الشعب السوداني يتكدس فيها ناس الغرب في ام درمان في الغالب وناس الجنوب في الخرطوم وناس الشمال في بحري..وطبعا مع حركة الثراء الطفيلي والمدعوم من النفط تلك الايام..ظهرت الاورام السرطانية التي تسمى أحياء فاخرة..بينما العاصمة نفسها تفتقر لكل مقومات المدينة الحديثة من صرف صحي وطرق حديثة وكهربا ءودور سينما ومسارح ومنتزهات ..ومع مستجدين النعمة عبر العصور ظهرت طبقات هلامية تهتم بالقشور والمظاهر..و حياة الغرائز المبتذلة والباهتة غير المنتجة في أفراحهم وأتراحهم ..ان الذي كدس اهلنا من كل انحاء السودان في الخرطوم التي غادرها أهلها الأصليين إلى العالم الحر..هو
1-حروب دون كيشوت الغبية في الجنوب والغرب والشرق..ضد شعوب السودان الأصلية وبدل ان يعتز أهل المركز من البربون القدامى والجدد بشعوب السودان الأصلية والتي تشكل العمق و التمدد الحضاري للسودان القديم”كوش”-الجنوبيين- والنوبة- والفور-والفنج- والبجة-والمحس وبدل ان يقدم لهم المركز التجلة والاحترام والاعتزاز ويقوم بتنمية جبارة في مناطقهم..أضحى المركز يرسل لهم الحمم بالطائرات والموت الرخيص وحتى بواسطة المرتزقة من خارج الحدود .فسقطوا أخلاقيا وفقدوا احترامهم عند العرب الذين يتمسحون بهم والأفريقيين على حد السواء ..

2-الجفاف والتصحر في الشمال والغرب
3-انعدام الخدمات من تعليم وصحة وامن
4-انعدام الطرق المعبدة والسكة حديد والكهرباء
5-في الشرق انعدام مياه الشرب النقية وتوطين الرعاة

6-الفساد الأخلاقي والمالي والإداري وعلاقات الإنتاج الطفيلية..وبروز طبقة سميكة من الطفيليين غير المنتجين مع تدهور طبقة الانتلجنسيا السودانية وهجرتها للخارج دون عودة….

******
ومع ذلك يحتفلون بالاستقلال دون حياء كل عام بعلم القومجية العرب..مع العلم ان الحياء شعبة من شعب الإيمان….
في الحقيقة ما يعرف بثورة الإنقاذ ليست هي السبب المباشر في موت السودان السريري..بل كل تراكمات الفشل التي يجسدها وعي جمهورية العاصمة المثلثة. الممتد من الاستقلال الذي لا ليته كان..وديل فقط لقوها “عايرة وادوها سوط”…وبعدين الناس أحسن تسمي الأشياء بمسمياتها..ايدولجية الاخوان المسلمين هي التي أفرزت هذا النظام,وان الطائفية السياسية وتحديدا حزب الامة كان الحاضن لها(الجبهة الوطنية ) وان كل من انتمي لها منذ جبهة الميثاق ومن كل انحاء السودان..مسؤل مسؤلية مباشرة عن كل ما حدث للشعب السوداني …والازمة ازمة اوضاع وليس اشخاص كما ينعب البوم في هذا المنبر..افلست كل المشاريع السياسية لساسة السودان القديم..ويرفضون مشروع السودان الجديد..الذي تعبر عنه اتفاقية نيفاشا..للخروج من النفق المظلم..مع الاسف ان آخر الوجوه القبيحة للسودان القديم هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم..وأداءه الاعرج المستمر حتي هذه اللحظة..ومع ذلك نجد هناك من يشوش على الساحة السياسية ويخلق اكثر من عدو على مبدأ خالف تذكر وحقي سميح وحق الناس ليه شتيح ..ولم نرى اي بعد وطني لاي ممارسة سياسية في السودان الا في النادر والنادر جدا.. مات ملاييين السودانيين من اجل صراع السلطة الكئيب وليس حروب حقيقية ضد عدو خارجي مبين …لان السياسة علم والاقتصاد علم والإدارة علم في كل العالم الا في السودان..فسنظل نراوح مكاننا..ولن ينتهي الامر لنسمع خبر متى يعلنون وفاة الشمال…بل متى يعلنون وفاة السودان…والحديث ذو شجون

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عادل محمود الامين انت زول اكثر من امين لكن ارجوك ايضا ان تستوعب انه لاتوجد خريطة شعوبية للمعاناة والالام والنضال في السودان كما ذهبت بعض الجهات والناس في السودان شركاء في الالام وفي المظالم والاحزان ونحن بجوار النيل ولكننا عطشي وارضنا خصبة ولكننا جوعي ولاتوجد جماعة او قبيلة معينة تمتاز علي الاخري علي الصعيد الشعبي ولك في شرق وشمال وغرب السودان النموذج والدليل بل حتي علي بعد كيلومترات قليلة من الخرطوم والذين دمروا السودان وسرقوا ثرواته هم من كل اقاليم السودان والذين دافعوا ويلازالوا يدافعون عن السودان كذلك والذين انتصروا للسودان في كل مجال والذين حققوا انجاز في اي مجال وحتي في الكرة والفنون هم كل اهل السودان, وماعدا ذلك فيدخل في دائرة الهروب من الواقع والابتزاز في بعض الاحيان وغدا سيكون هناك سودان للحقوق الدستورية المتساوية ولسيادة القانون وليس سواها ولن يكون هناك مجال للفهلوة وسيكون هناك سودان للسودانيين ولامجال فيه للشعوبية المنتنة التي تفرق الناس , تحياتي وفائق الود والتقدير لك كبير الرجعيين عادل محمود.

  2. نعم يا اخي محمد فضل
    الازمة بين المركز والهامش
    بين الدولة المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية
    والدولة المدنية الفدرالية الديمقراطية
    بين نيفاشا واعداء نيفاشا
    بين السودان القديم والسودان الجديد
    هكذا يكون الفرز
    في اسوا سنوات نميري اكتفى بمحاربة من ينزعونه السلطة فقط في زمن المؤتمر الوطني الحرب ضد كل الشعب في المركز والهامش وهذا يشبه تماما تجليات سقوط الاخوان المسلمين في مصر في مرحلة ما بعد رابعة العدوية
    ولكن في مصر الفرز تم-برؤية تمرد-التي اخرجت 34 مليون مصري
    ونحن في السودان التشويش مستمر-والمجاملات والنفاق يدفع ثمنه الناس ولم تاتي رؤية حقيقية حتى الان..
    وشكرا على زيارتك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..