مقالات سياسية

 لماذا كذب البرهان على بنسودا وقال: “نثق في أجهزتنا العدلية لتحقيق العدالة”؟!

 ١-
 منذ ان استلم الفريق أول/ عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان في يوم الجمعة ١٢/ ابريل الحكم من سابقه الجنرال/ احمد عوض بن عوف  عام ٢٠١٩، واصبح بعدها بقدرة قادر رئيس البلاد، ونحن في السودان نشهد كل يوم عجائب وغرائب من تصرفاته التي ما كان يجب ان تصدر من جنرال عنده الضبط والربط العسكري، كان يجب ان يكون صاحب “كاريزما” وشخصية حازمة، وحزم في حسم الامور والقضايا، ولكن مع الاسف الشديد فوجئنا بالبرهان بعد يومين من استلامه الحكم بتعيين الفريق/ محمد حمدان دقلو “حميدتي” الي المجلس العسكري الانتقالي، بل وقام البرهان في عملية غريبة اذهلت كل الضباط  بالمؤسسات العسكرية، بترقية “حميدتي” الي رتبة فريق أول متخطيآ بذلك عن عمد المئات من اخرين يستحقون هذه الترقية!!، وهكذا لاول مرة في تاريخ العسكري العالمي نجد سابقة جديدة تساوي فيها رتبة ضابط هو “حميدتي” الذي لم يدخل اصلآ الكلية الحربية برتبة البرهان رئيس البلاد!!
 ٢-
 بعدها توالت مئات من غرائب تصرفات البرهان التي دلت علي انه فاشل في العمل السياسي والعسكري، ويبدو ان البرهان قد شعر بالفعل انه لا يقوي علي حمل التركة الثقيلة التي ورثها عن النظام السابق، ولا يستطيع حل المعضلات والمشاكل الكثيرة التي وقعت علي عاتقه، فقام بلا خجل بتسليم مكانه كرئيس للبلاد للفريق أول/ حميدتي، واكتفي هو بالديكور الخلفي.
 ٣-
 كل مهام البرهان منذ ابريل ٢٠١٩ حتي اليوم- اي خلال (٧٦٣) يومآ- تمثلت في تصريحات متناقضة ، ولقاءات تمت مع مسؤولين اجانب، الذين لمسوا خلال هذه المقابلات (الفشنك) عدم جدية مجلس السيادة في حل ازمات البلاد!!، وان “حميدتي” الذي يرأس المجلس العسكري هو شخصية غير مقبولة عند السودان بشكل كامل، بحكم ان “حميدتي” كان في السابق واحد من الذين ارتكبوا مئات المجازر في دارفور.
 ٤-
 لم يكن علي الاطلاق ان جاءت محققة المحكمة الجنائية الدولية/ فاتو بنسودا، الي السودان للمرة الثانية وهي ممتلئة بالغيظ الشديد والغضب العارم من البرهان الذي لم يحقق اي انجاز في تطبيق العدالة، وكان البرهان قد وعدها في الزيارة الاولي بتحقيق اكبر قدرمن العدالة والعمل علي استتاب الامن في كل ارجاء البلاد.
 ٥-
 كانت بنسودة هذه المرة حازمة مع البرهان المتلاعب بالفاظ والوعود، وضعت بنسودة شروطها في تسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية بدون ابطاء او تاخير، وشددت على أهمية البدء بتسليم وزير الدولة بالداخلية الأسبق أحمد محمد هارون قبل يوليو (تموز) المقبل، لارتباط قضيته بقضية علي عبد الرحمن «كوشيب» الذي تجري محاكمته حالياً، وقطعت باستمرار ملاحقة المحكمة للجناة، وقالت: «مَن ارتكبوا الجرائم لن يفلتوا من العقاب، طال الزمن أم قصر»، مشيرةً إلى أنها تلقت معلومات خلال زيارتها بأن الجرائم «لا تزال تُرتكب»، وأضافت: «على الذين يرتكبون الجرائم أن يعرفوا أن هناك تحقيقاً، ومهما طال الزمن ويئس البعض من تحقيق العدالة، ولو ظن المجرمون أنهم سيفلتون من العقاب، فعليهم التفكير مرة أخرى».
 ٦-
 من غرائب ما وقع في هذه الزيارة التي قامت بها بنسودة للسودان، ان البرهان اكد للزائرة، ثقته في الأجهزة العدلية السودانية وقُدرتها على إحقاق الحق ورد المظالم والحقوق للضحايا والمظلومين وعلى التعاون التام بين الأجهزة العدلية والقضائية في السودان لإقامة العدالة ومحاسبة المطلوبين وفق أنظمة المحكمة الجنائية الدولية!!!!!!!
 ٧-
 هذه الكذبة التي صرح بها البرهان كان يمكن ان تنطلي علي اي شخص اخر الا بنسودة، الشخصية الدولية التي تعرف الكثير المثير الخطر عن حال العدالة في زمن البشير والبرهان، وبالطبع لم تضحك بنسودة علي تصريح البرهان والادعاء ان الأجهزة العدلية السودانية قادرة علي تطبيق العدالة، في الوقت الذي رفض فيها البرهان تنفيذ حكم الاعدام في قتلة المعلم/ احمد خير، وعمل علي حمايتهم من تنفيذ حكم الاعدام فيهم لانهم “رفقاء سلاح”!!
 ٨-
 اكبر عمل مشين قام بها البرهان، يوم تدخل بصورة سافرة وبالقوة، وحول تهم البشير من جنائية خطيرة اقل ما فيها من عقوبة هي السجن المؤبد الي تهم فساد وغسيل اموال!!
 ٩-
 جاءت الاخيرة بالامس الاربعاء ٢/ يونيو الحالي، ان تجمع المهنيين قد دعا للمشاركة في ذكرى فض الاعتصام ويطالب بعزل العسكريين بالسيادي، هذا النداء لم ياتي من فراغ، فكل شيء في البلاد وصل الي حد الخراب بسبب مجلس السيادة الذي لم يحقق اي انجاز حقيقي خلال الشهور (٢٥) شهر الماضية، وشهدت البلاد نحو (٤٥) مجزرة طالت ارواح فافت ال (٦٠) الف قتيل!!
 ١٠-
 نصيحة اقدمها لبرهان ومن معه في المجلس، استقيلوا بكرامتكم، وقوموا بتعيين اخرين بدل عندكم..”كفي”، او كما قلناها من قبل لعمر البشير “كفاية”.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..