الهروب الصامت

تعجب الاستاذ طلحه جبريل من السوداني الذي القت القبض عليه سلطات الصخره بجبل طارق لمحاوله تسلله الغير شرعي الي اوروبا .الذي ادهش استاذنا طلحه ان مواطننا السوداني القي القبض عليه وليس في معيته شخص يجيد العربيه او الانجليزيه الامر الذي يوكد ان رحله مواطننا كانت صامته اعتمدت علي لغه الاشاره واغلب الظن اقتصرت علي الاحتياجات الاساسيه وخلت من الانس والشجن الذي يرافق حكايات الطريق بصحبه الماجد. وفي قول الماغوط:
“كم أنت طويل ايها الطريق من غير شجرة او ذكرى”
والبحر صحراء أخرى لاشجر ولاماء فيها سوي الملح والضياع،والذي يركب مثل هذا الطريق تجزم بانه بدون ذكري والمقصود ذكري حسنه بطبيعه الحال.
مثل السودان الخصب المتسع الغني بالاراضي الجيده الموارد المائيه اكبر طارد لابنائه، ويمثل استاذنا طلحه جبريل قصه من تلك القصص المولمه،فهو خرج لمشوار قصير ( اكمال الدراسه الجامعيه) الا ان هذا المشوار امتد بفعل تعقيدات السياسه وتقاطع المواقف الي عقود طويله.
السوداني العالق عند الصخره فضل ركوب الطريق مع اناس لايعرف لغتهم بدلا من الذين خبر لغتهم جيدا وهم يامرونه في وطنه (بلحس كوعه) واي شقاء بالغربه هو دون ذلك بالتاكيد.
السودان منذ عقود طويله لم يصبح وطن كل السودانيين واستاثر بعض ابنائه بخيراته ووظفوا خطابات سياسيه مختلفه لجعل سيطرتهم امر الهي او ضروره وطنيه اومتطلبات مرحله لان البلاد تقف عند منعطف قد يعصف بها، ولكن الذي يعرفه كل بسيط ان هذه الخطابات تنتهي بالسيطره علي السلطه وموارد البلاد، والسلطه في دول العالم الثالث ام الموارد متي وضعت رجلك عندها فهمت المثل السوداني (سلطه للساق ولا مال للخناق) وهو مثل مجاهر بالفساد.
وفي قول بن الرومي
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ
مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرته
عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا
والمارب التي قضاها الرجال هنالك في السودان تتناقص حتي تنعدم،فالتعليم الجيد غير موجود واذا وجد فهو حكر علي فئه محدده ،العلاج مشكوك فيه، في مشافي الحكومه او المشافي المليونيه،في وطنك يوجد دستور يقول بامكانك التظاهر السلمي لصالح اي قضيه ولكن لايمكنك ان تخرج في تظاهره سلميه الا اذا اردت ان تهتف بحياه الحكومه وانجازاتها الكبيره التي جعلت السودان جنه ترغب كل قوي الاستكبار العالمي في النيل منها.
قبل ايام قليله كنت في وداع اخي الاصغر للسفر في زياره قصيره واحتجنا لتصوير ورقه لبعض الاجراءات وصادفنا اصحاب محل التصوير يرغبون في تناول الغداء فترجيناهم بخدمتنا لاننا تاخرنا علي زمن المطار فما كان من صاحب مركز الخدمات والا وان قال(انشاء الله تاني ماراجعين البلد دي) الجمتني العباره التي كانت الي عهد قريب ربنا يجيبكم بالسلامه ،عباره صاحب مركز الخدمات جعلتني اشعر بان السودان عباره عن وطن موقت وجميع سكانه يرغبون في السفر لسبب اولاخر.
في عصر دوله المشروع الحضاري وليس اي فتره اخري هرب الناس من جنه دوله العدل الاسلاميه الي جحيم الصهيونيه الحاقده وفي سبيل رحلتهم تلك دفعوا كل مايملكون وساروا ليالي طويله بمخاطر جمه اقلها قناصه حرس الحدود ولكن بعضهم فضل الموت علي العوده الي السودان الذي تقول التقارير الرسميه ان كل شي فيه جيد، لكن الذين يهربون مفضلين الموت علي البقاء في هذه الاوضاع الجيده لاريب انهم مندسين يريدون تشويه سمعه السودان واستهداف تجربته الفريده في الحكم والعدل.
هل يصدق الحكام حديثهم حول ان كل الامور بخير ام انها احاديث لعامه الشعب الذي فضل الهروب صامتا من سماع تلك الاحاديث التي لاتصدق
محمد الفكي سليمان
مقال موجع وممتلئ بالحسرة
تباً للذين سرقوا الوطن وشتتوا ابناؤه في المهاجر، ينشدون لقمة الخبز عند الاخرين
القمح مر في حقول الخرين والماء مالح
الغيم فولاذ وهذا النجم جارح
يا فكه نحن الحمدلله اتخارجن ونسال ا لله ان يزدنا منها اعني الغربةوبندعو لمن خلفنا بان ينعم الله عليهم بالخروج وانت حارس شنو ما تتفكفك ولى السنتر ما بتفات
الظلم ظلمات، والبلد بقي ناسات- ناس بالسنكي وحر الزنكي وناس بنزينا مالئ التنكي!!!
ما فتئ سراب الحلم، هو المغنطيس الجاذب للمهاجرين، وبعضا من اللاجئين، ويوجه سهم بوصلته نحو اوروبا، عبر عدة طرق، سعيا لبريقها، وصيتها، غير هيابين، بحريقها، فتهافت البشر من كل صوب وحدب، تهافت الفراش، علي الفناء، مصطليا بالنار، غير هياب الهلاك، او محترس الموت، فمنهم من احتضر، ومنهم من اختصر، ومنهم من إنتحر، ومنهم من مازال منتظر، ومابدلوا تبديلا…. من المأتي، آتون من كل فج عميق، ليعيشوا رغدا، استنادا لروايات اسطوريه، من وحي الخيال الواسع، ومن الحلم الامنيه، ليسقطها الواقع كذبا صراح، ونكابرا، تجملا، وخوفا، وخجلا، من الاحتقار، والظلم الوقف مازال!! والانكسار، والشماته، تجد اللاجئ، يعاني شظفا، وقلقا, خوفا وطمعا، مما يجعله، سائل مقيم، وزبون دائم لجمعيات الخير والرحمه، وما أكثرها في بلاد الغرب الكافره !!!؟ ومتلقي منتظم لصدقات المعونات الاجتماعيه، التي تقتطعها الدوله من دافع الضرائب، والمنتج، يكملها المحسنون المانحون، دون منا ولا اذى، وفقا لنظام اجتماعي، محكم يامنك من الخوف ويقيك شر الجوع، ويأويك سكنا، لائقا بانسانيتك، التي أهدرت في بلدك الاصيل، المفارقه المضحكه المبكيه، معا وشر البليه ما يضحك،!! تجد مفصومي التدين الشكلاني، أو المضروب, وبمظاهره المعروفه، همهمه، ولحيه، جلابيه قصيره، وملفحه واحيانا، مسبحه، ومداومه شوفونيه، علي صلاة مظهريه، ذات وشم، عند البعض في غرة الوجه، وتجد بعضهم، وهم يتبارون في إكتشاف، جمعيات الهبات والصدقات الكافره !! من الصليب الاحمر، الي الكاريتاس، ولا يعملون ليري الله عملهم، ورسوله والمؤمنين، بل يقولون، بكل سماجه وغباء، كغباء انقاذنا المزعوم، بعدنا عن الدين والتأصيل هو سبب بلاءنا، في بلادنا، والمشكله ابتلاءات،!! لا الظلم وتطفيف الكيل، ونقصان الميزان … اللهم أدم هذه النعمه، واحفظها من الزوال، ومكن المانحين في الارض، والعادلون، مكرمي مخلوقك الانسان الذي جعلته من المكرمين، إنهم المفلحون، وقد دفع الله، الناس بعضهم ببعض، فذهبنا لملوك ورؤساء لا يظلم عندهم احد، بديمقراطيتهم، وحريتهم، وعدالتهم السمحه، واحترام حقوق الانسان، وصيانة كرامته، إتقينا شر حكوماتنا اشرها وهي اي حكوماتنا تسأل منحهم، وعطاياهم، وهباتهم، وعفوهم، ومؤتمراتهم الاقتصاديه، وفضلهم، حتي لم يبقي في وجهها مزعة لحم، ثم تحرق سفاراتهم،!! نصرة لنبيهم ثم يتبرعون بأرضها وعمارها،؟؟؟ دون حياء وتفتري، الكذب علماء السوء، الذين يستشفون في مستشفايتهم، لاقل عله، تصوروا لو كانت دعوات تنابلة السلطان هؤلاء مستجابه، او كانوا صادقين، وهم يدعون بزلزتهم وجعل كيدهم في نحرهم، هؤلاء الكفره الفجره، كما يقولون، ليسودوا مقسمين الدنيا، لدار حرب، وسلام، ليضطهدوا، من يشاركوهم الدين الاسلامي نفسه، ويظلمون، ثم يخطبون ودهم، حتي لعلاج ركبهم، كأنهم نجوم الاولمبياد? وهو ما يحدث الان ويشاهد، عيان في بلاد السودان، لذا اصبح الخارج مولود ولباقي مفقود مفقود ياولدي…. شريعة؟ شريعة؟ ولا نموت الاسلام قبل القوت؟؟؟؟ ونسيوا وانساهم الله (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)