مقالات سياسية

مأساة الحرب

نهى محمد الأمين أحمد

حزن يخيم على الجميع، كم هائل من الأسى، الإحباط واليأس، في لحظة انقلب الأمر رأسا على عقب.

خراب ودمار طال كل شئ، حياة الناس أصبحت على المحك، دمروا بلدا وأضاعوا وطنا، أراقوا الدماء فروت الأرض، كمية من الأذى والشر لا تخطر ولا ببال الشيطان نفسه، حقد وغبن وضغينة، وسعي لمسح بلد كان يسمى السودان من خارطة الكون، استهداف للمؤسسات الصحية والتعليمية، استهداف لنسف تاريخ هذا البلد، المتاحف ودار الوثائق، حرائق في مؤسسات القانون لمسح مستندات الجرائم والخروقات، حرق الجامعات، المستشفيات والصيدليات، نهب مسلح، تكسير وتحطيم الأجهزة الكهربائية والأثاثات في المحال، وفي البيوت.

الاعتداء بالضرب والاغتصاب على النساء تحت تهديد السلاح، أبشع الجرائم في تاريخ البشرية ترتكب.

غادر الكثيرون بيوتهم هربا من خطر الموت المحدق، خلت الدور من قاطنيها، تركوها للصوص وفروا في محاولة يائسة للحفاظ على حيواتهم،
تدمرت الخرطوم، اندكت أرضا، وتعالت أصوات النحيب، انهالت المصائب على الناس من كل صوب، بين من فقدوا أبناءهم، ومن فقدوا أطرافهم وحواسهم، ومن دمرت بيوتهم التي عمروها بشقاء السنين، ومن فقدوا أموالهم وكل ما يملكون في لحظة،
خوت الخرطوم على عروشها، خلت المدينة الصاخبة الآمنة التي كانت تضج بالحياة، خلت بأمدرمانها الجميلة وبحريها الحنينة، صارت عدما،
أصبح الحزن ديدن أهلها، يربط على قلوبهم بقبضة من حديد، تبدل الحال، أصبح الأمن خوفا، الطمأنينة رعبا وذعرا، السلام حربا، الغنى عوزا، الفرح حزنا والضحكات دموعا،

خيم اليأس والإحباط على كل الناس، من استطاع المغادرة، تضنيه الحسرة والأسى، ومن بقي أظله الخوف والرعب من الخطر،
الجميع يتألم، الكل مفجوع، وجرح الوطن الغائر يوجع الجميع،
أخرج الناس من ديارهم بدون حق، زعزع أمنهم، تشتتت بهم السبل، أوذوا، قهروا، قمعوا وظلموا، بدون جريرة، هكذا قرر بعض السفلة الخونة، تدمير وطن وشعب في سبيل تحقيق أهداف رخيصة ومكاسب غبية، أوردوا هذا البلد الهلاك.

كم من القبح، الفساد والضلال، وانعدام الوطنية،
وكل يوم ينكشف الستار عن الممارسات الفاسدة، في سبيل المناصب السلطة، استباحوا كل ثروات البلد، سلموها للدول العميلة لتثرى منها وتأخذ حق أبناء هذا البلد أبنائه الذين يعانون من الثالوث القاتل (الفقر والجهل والمرض)، في سبيل توفير الحماية لهم ليظلوا في الكراسي اللعينة، مكنوا هذه الدول من الذهب والثروات المعدنية، والصمغ العربي، ضحوا بكل شئ فقط من أجل سلطة أصلا إلى زول ان كان بالموت أو بالحياة، فليس هناك من خلد في السلطة،
حقيقة يصفعنا السؤال ألف مرة، من أين أتى هؤلاء؟

كيف لهم أن يتعايشوا مع أنفسهم بهذه البشاعة والوضاعة، بدءا من المخلوع الذي أهدى جبل عامر لقائد هذه المليشيا المرتزقة المتآمرة، في سبيل أن يحميه ويظل في المنصب، أما فكر هذا المأفون أنه لو استخدم عوائد جبل عامر من الذهب في تنمية هذا البلد والعمل على سد احتياجات أهله وضمان العيش الكريم لهم، لما كان في حوجة ليحميه مثل ذلك ال (حميدتي)، لماذا حرم أهلنا في دارفور من حقهم في هذه الثروة التي يملكونها بموقعهم الجغرافي، أما كان الأفضل أن يعمل على تنمية دارفور مستخدما ثرواتها، ويحل عقدة المركز والهامش المتجذرة بدلا من أن يسلط عليهم المليشيا قتلا واغتصابا وإبادة؟؟

تبا لهم وخسئوا!!!!

ها نحن جميعا كأمة، ندفع ثمن ترهات وقذارة هؤلاء السفلة حربا ودمارا وتشريدا من بيوتنا،
وليس لنا من ملجأ غير الله

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ،،،

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لفت نظري اسلوب هذه الكاتبة
    التي اطلت علينا من بين نيران الحرب
    من تحت ركام الوطن المتطاير
    تحدثنا بإسلوبها الشيق الجميل
    كلمات صادقة تأسر الروح
    تبعث الامل في القلوب
    تعيد السكينة الى نفوسنا المتعبه
    استمري ايتها الماجدة في الكتابة
    فان في ذلك عزاء لنا بان شمس الوطن لن تغيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..