الحزن النبيل

تأملت الوجوه القريبة.. وجدتها جميعا مكسوة بحزن شفيف، بعضه مخبوء في العيون.. وبعضه يطفو على سطح الملامح فيحيلها إلى شيخوخة مبكرة تفقدها حيويتها ونضارتها وإقبالها على الحياة.. وقد تكون أسباب ذلك الحزن منطقية.. رغم اختلافها وتباينها في ما بيننا.. ولكننا نتحدث عن الحزن من حيث المبدأ.. فليتنا نتواثق جميعا على ألا نحزن.. فالشاهد أنه شعور مقيت ومنهي عنه في كل الشرائع والأعراف.
قال ابن القيم رحمه الله:
لم يأت (الحزن) في القرآن إلا منهيا عنه كما في قوله تعالى: (ولا تهنو ولا تحزنوا).. أو منفيا كقوله: (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)..!
وسر ذلك أن الحزن لا مصلحة فيه للقلب، وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه ويسلمه لليأس والسخط.
وقد استعاذ منه النبي صل الله عليه وسلم حيث قال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن).
لذا يقول ابن القيم: الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم ويضر الإرادة، ولا شي أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن..!
لذلك افرحوا واستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا بما عند الله وتوكلوا عليه وستجدون السعادة والرضا في كل حال.. فالشاهد أن السعادة المطلقة تبدأ من الداخل.. ومن رغبتنا الأكيده فيها.
ويمضى الإمام بن القيم فيقول:
“ﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻘﻠﻚ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺅﻡ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺣﺒﺎﻃﻬﻢ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻳﻮﻣﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺲ!” ? “ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻚ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ الله ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ؛ ﻓﺜﻖ ﺃﻥ الله ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻭﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺧﻴﺮ.
ربما تكون نائماً فتَقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك؛ من فقير أعنته؛ أو حزين أسعدته؛ أو عابر ابتسمت له؛ أو مكروب نفست عنه.. فلا تستهن بفعل الخير أبداً.
يقول أحد السلف:
إني أدعو الله في حاجة فإذا أعطاني إياها فرحتُ مرة وإذا لم يعطني إياها فرحتُ عشر مرات، لأن الأولى اختياري والثانية اختيار الله..
ويقول ابن سعدي رحمه الله:
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والغم والحزن..
** فكن صاحب قلب يتنفس الرضا والقناعة قدر استطاعتك.. ولا تسلم نفسك لأحزانك.. ولا تبثها فى محيطك.. اجتهد كي تسعد غيرك وتستمتع بسعادتهم.. وتذكر أن الحياة أقصر من أن ننفقها في حزن مقيت يقتات من دمنا.
تلويح:
أحزاني تكذب يا قلبي.. ما عدت أصدق أحزاني
اليوم التالي
تسلم يا استاذنا ابشنب
و الله دا كلام ممتاز و المضمون أكبر من عنوان المقال. ربنا يعينك…
كلمات توزن بماء الذهب، جميلة و رائعة لو استشعرنا معانيها و طبقناها فى حياتنا لأضاءت لنا طريقنا.
للراحل مصطفى سيد أحمد.
راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
الغبطة … فكره
رقم القصيدة : 377 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ
لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ
كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتحِ قطرَهْ
أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ
وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ
فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ
وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ
وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ
ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ
قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ
لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ
حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ
فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ
فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ
وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ
كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ
فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ
* * *
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ
إنَّهُ العيدُ ? وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ
لك التحيه أستاذه مقال فى قمة الروعه ويدع فى النفس إنشراح منذ قراءته فهو يبعث على التفاؤل والنظر إلى القادم بكل فرحه وحب وجمال فلك التحيه على هذا الكلام الرائع المفعم بالأمل
يعطيكى الله الصحة والعافبة د. داليا، وكعادتك رائعة