أهم الأخبار والمقالات

حلول ” فولكر”.. بعد انسحاب العسكر

الخرطوم: هبة علي

في خضم الغموض الذي يكتنف مصير الحوار المدني المدني الذي أصبح أمرًا واقعًا بعد انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية الثلاثية برزت جهود أممية باستئناف رئيس البعثة الأممية بالسودان للنشاط دفعًا بالعملية السياسية ودعمًا للتحول الديمقراطي بالبلاد وذلك   بلقاء رئيس الجبهة الثورية وقياديين بارزين بحزب المؤتمر السوداني ، ما  يفرض تساؤلًا عن مدى استمرار فاعلية الآلية الثلاثية بعد انسحاب العسكر من العملية السياسية وكيف ستدير العملية؟

 

أمس التقى عضو مجلس السيادة الانتقالي د. الهادي إدريس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة “يونيتامس” في السودان السيد فولكر بيرتس.

وبحث اللقاء، استئناف العملية السياسية بالبلاد، وصولًا لمرحلة الانتقال الديمقراطي، وتشكيل المؤسسات، والرؤية المستقبلية لاستئناف الحوار بين كافة الأطراف، خاصة فى ظل التحركات الإيجابية التى تشهدها الساحة السياسية.

وأمن اللقاء، على أهمية مشاركة القوى السياسية في عملية الحوار، وتوحيد الجهود دعمًا له، والسعي لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية ،كما تطرق اللقاء إلى خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية.

وقبلها بيوم عقد بيرتس اجتماعًا مع رئيس حزب المؤتمر السوداني؛ عمر الدقير وعضو الحزب؛ خالد عمر يوسف، وقال فولكر في تغريدة : (اجتماع مفيد مع قادة حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير وخالد عمر، شجعتني المبادرات العديدة التي طرحت لاستعادة عملية التحول المدني الديمقراطي في السودان، وسأواصل دعمي لهذه الجهود).

لا تستطيع تقديم حل

الحوار المدني_المدني لم يحلل عقدة من المشهد السياسي بالبلاد بحسب مراقبين ، حيث يعتبرون قرار رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان بانسحابهم من العملية السياسية جعل  المشهد اكثر ضبابية سيما بعد رفض قوى الحرية والتغيير قرارات البرهان برمتها واستمرارها في التصعيد والمقاومة ضده.

المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم مضى في هذا الاتجاه بحديثه لـ(السوداني) مؤكدًا صعوبة مهمة عمل الآلية الثلاثية في ظل غياب العسكر لجهة أن  الإشكال بين المكون العسكري والحرية والتغيير المجلس المركزي.

وربط سلم معاودة نشاط الآلية لعملها عبر يونيتامس  باقتراب تشكيل حكومة مدنية بسبب أن الآلية أصبحت ضعيفة ولا تسطيع تقديم رؤية للحل.

الجيش لم ينسحب

ويرجح مهتمون عودة الحوار وبوجود العسكريين سيما بعد موقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الرافض للخطاب، فيما يرى آخرون أن الوساطة السعودية الأمريكية سحبت البساط من تحت قدمي الآلية وأعادت تشكيل المشهد بإرجاعه إلى ما كان عليه ولكن بشكل جديد، إلا أن المحلل السياسي د. وائل أبوك يرى نقيض ذلك ويصف مصير الحوار بالمجهول رغم هذه اللقاءات التي تمت.

وأوضح أبوك بحديثه لـ(السوداني) أن الجيش لم ينسحب من الحياة السياسية بدليل تعيينه لخمس شخصيات عسكرية بوزارة الخارجية مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ليس من صميم عمل الجيش. وقطع أبوك بعدم قبول الشارع بالقوى التي كانت داعمة للانقلاب بما فيها الحركات المسلحة بأن تكون جزءًا من الفترة الانتقالية.

وذكر: لو تعرض السياسيون لضغوط خارجية للقبول بالحوار فسيظل رفض الشارع أكبر لهذه المناورة ولن يكون هنالك حوار مدني مدني بالشكل الذي يريده العسكريون.

ووصف أبوك مستقبل الحوار المدني المدني بالمجهول بعد ظهور مشكلة النيل الأزرق ومحاولات التحشيد لقبائل معينة لأجل العبث بالانتخابات القادمة، منوهًا إلى أن الخطابات العنصرية التي أطلقها حميدتي في دارفور والبرهان في نهر النيل جميعها تحت التحشيد القبلي التي ستحيل معها قيام حوار مدني مدني. وتابع: العسكريون يريدون الحوار المدني مدني أن يسير بالطريقة التي يريدونها عبر البواقين والمصلحجية من الأحزاب التي شاركت النظام السابق وجعل قوى الحرية والتغيير ضعيفة وسطهم والاستيساد بالرأي، الأمر الذي فطنت له الحرية والتغيير ورفضت بموجبه الحوار مع الانقلابيين.

واستدرك قائلًا: الأفضل للحرية والتغيير أن تنضم للجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني وبقية القوى المقاومة للانقلاب.

تشاور وليس حوارًا

أما الخبير الاستراتيجي د. أمين المجذوب قال إن خطاب البرهان أحدث فراغًا، قاطعًا بأن الكرة الآن في ملعب القوى المدنية بسبب الاستجابة وتنفيذ بعض الشروط التي وضعتها القوى السياسية والثورية بإبعاد القوات المسلحة من المشهد السياسي.

وأوضح المجذوب بحديثه لـ(السوداني) أن انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية ليس خروجًا نهائيًا وإنما خروجًا تدريجيًا باعتبار أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو مجلس فني تنفيذي يضم القوات النظامية والقوات المدرجة معها في المجلس.

وأضاف: الآن هناك فرصة تاريخية لأن تلملم القوى السياسية  أطرافها وتبني موقف وطني بتشكيل حكومة بسرعة تسمح بحل مجلس السيادة وتكوين المجلس العسكري المقترح، ومن ثم تبحث القوى السياسية في كيفية إكمال التحول الديمقراطي وإقامة الحكومة المدنية، مشددًا على عدم وجود ما يعرف بالمواقف التكتيكية، وتابع: خطوة البرهان هي محاولة وجهد إنساني لحلحلة الأزمة الموجودة الآن في البلاد.

وأردف: القوى السياسية بما فيها حزب الأمة والحرية والتغيير والحزب الشيوعي ولجان المقاومة مدعوة الآن جميعها لمراجعة مواقفها والشروط التي وضعتها لأن التفاوض بينها الآن أصبح بين فريق واحد وسابقًا كان بين القوى السياسية والمكون العسكري، وهو ليس تفاوضًا بقدر ما هو تشاور وتنسيق حكومة من التكنوقراط.

السوداني

‫4 تعليقات

  1. الحوار والاالية وفولكر والمبادرات …… اصبحت كلها مفردات لا معني لها سوى اضاعة الوقت .الرؤية اصبحت واضحة ان مشكلة السودان تكمن في البرهان حيث اصبح شخص غير مرغوب فيه من قبل عامة الشعب اولا واخيرا وكل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني تعرف هذه الحقيقة وهي ايضا لاتثق فيه لما كان لهم من تجربة مريرة معه وعليه اي عمل لفولكر لا يتماشى مع هذه المعلومة يكون ايضا مضيعة لوقت فولكر والافضل له الانسحاب من المشهد والمغادرة فورا ونقل هذه المعلومة لمن كلفوه بهذه المهمة .

  2. انسحاب العسكر من المشهد بايجاد ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع يرمى اما الى اضعاف القوي المدنية والرهان الى استحالة تةافقها أو استباق تشكيل المجلس لقطع الطريق على التخل المدنى في شؤون العسكر وهل المجلس مشروط وجوده خلال فترة الانتقال ام يمتد بعد ذلك مواقع مستمر ..

    الحركات المسلحة تجد نفسها بلا ثدي تضرع منه بعد تصريح العسكر بفشلهم وتحاول اللحاق بالمشهد عبر تحالف خفى مع حميدتى لكن ذلك تحالف قصير اجله..

    القوى المدنية عليها اخذ المر الى جادة التوافق رغم تعنت الحزب الشيوعى الذي يراهن على لجان المقاومة التى تستمر في عطاء الثورة زخمها لكنها قد تكون اقرب الى التوافق مع الحرية والتغييير بعد اعلان الحرية والتغيير رغبتها في مد الجسور .

  3. باختصار شديد
    لارجوع للعسكر الا طاولة حوار عبثي
    على القوى المدنية الاتفاق على إطار دستوري لتكملة الفترة الانتقالية
    مصير الإعلان الدستوري لقحت المركزي هو الفشل اذا لم
    تتوافق حوله كافة القوى المدنية بلا شروط او قيد
    لامكان لأي اقصاء لأي فصيل سياسي
    واي محاولة من طرف لن تجد اي قبول ومصيره الفشل
    كاعلان قحت عام ٢٠٢١ الذي ولد ميتا
    اما مبادرة الطيب الجد التي شملت بصورة شاملةكافة مكونات الشعب السوداني
    أو اعلان قحت الدستوري احادي الجانب المعزول الذي مصيره الي الفشل مالم يعدل او تقبل به الغالبية العظمي
    الكثرة لن تحكمها اقلية شاذة معزولة فاشلة قادمة من مواخير أوروبا
    بإذن الله

    1. الكوز مخلوق عجيب وغريب وعينه قوية لدرجة الوقاحة وهو لا يستحي ابدا وكأنه لم يسمع بان الحياء شعبة من شعب الايمان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..