
مع اقتراب نهاية فترة قيادة العسكر للمجلس السيادي حسب الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية بدات التحركات لاثبات ضرورة استمرار العسكر في سدة الحكم اولا بتشجيع السيولة الامنية وارتفاع نسبة السرقة والاعتداء بصورة من الواضح بان هناك من يغزيها ويحميها بصور مختلفة بالاضافة الي تحريك الاحتجاجات في العديد من مناطق البلاد وابرزها مايحدث بشرق البلاد والذي اعترف ابرز قادته (ترك ) المعروف بولاءه للنظام السابق بطريقة غير مباشرة بتشجيعهم للعسكر للعودة لاستلام الحكومة حين رفض التفاوض الا مع الجانب العسكري الامر الذي نعتبره (تفويض) مباشر منه لاتسليمهم السلطة..
وقد حذرنا من خلال هذا العمود في بدايات التفاوض بين العسكر والمدنيين بأن الجانب العسكري (الضعيف) في تلك الفترة بعد أحداث فض اعتصام القيادة العامة يلعب بعامل الزمن وانه لن يتخلى عن الحكم بعد انتهاء فترته المحددة ولكنه صدم بتلاحم قوي الثورة وإصرار الشعب السوداني علي عدم عودة النظام الشمولي العسكري فأخذ طريق التهديد بالسيولة الأمنية وعدم استقرار الوطن في حال ابتعاده او بالأصح أبعاده..
الانقلاب الذي أعلن عنه صباح الثلاثاء بطريقة درامية جزء من مخطط الإرهاب الذي يمارس بصوره غير مباشرة ضد الشعب والمكون المدني رغم علم كل العالم بأن الشعب السوداني لن يرتضي ابدا عودة العسكر للحكم مرة اخري مهما كان الثمن فقد كانت الفترة الكيزانبة العسكرية الدكتاتورية البغيضة آخر فصول الانقلابات العسكرية بالسودان..
نكرر ماظللنا نردده بأن مهمة العسكر الذين مستقطع رواتبهم من قوتنا هي حماية الوطن من الإعتداء الخارجي والحفاظ على إرادة الشعب اختياراته الديمقراطية لا الجلوس على سدة الحكم وهذا الانقلاب ماكان سينجح ولجان المقاومة مازالت موجودة..
ورغم ذلك وتحقيقا للمصداقية والشفافية فاننا مازلنا ننتظر من الحكومة بشقيها ان تعقد مؤتمرا صحفيا توضح من خلاله أسماء المنفذين والجهة السياسية التي دفعتهم للقيام به وعلاقته بالاضرابات التي تشهدها البلاد في هذه الفترة وتقديم كافة المشاركين فيه الي محاكمة علنية وعادلة وانزال اقصي العقوبات عليهم حتي لايفكر اخرين في التلاعب بقدرات ثورة ديسمبر العظيمة وتحقيق كافة مطالب الثورة بمحاكمة رموز النظام السابق بصورة عاجلة فقد أعادت فكرة امكانية حدوث محاولة انقلابية جذوة الثورة مرة اخري وان التساهل في تحقيق مطالبها هو الذي فتح شهية المتربصين بها في العودة إلى الدكتاتورية مرة اخري..
ونعلنها داوية بأن الثورة مازالت مستمرة