في إيران: بيع كليتك لتجهز ابنتك!

ارتفاع تكاليف التجهيزات والمهور يصرف الشباب عن الزواج، وارتفاع التضخم والبطالة يدفع الشباب إلى اقامة علاقات ما قبل الزواج.
طهران ? يعاني الإيرانيون من ارتفاع تكاليف الزواج وهو ما صعد من تفاقم الازمات الاجتماعية، وتسبب في حدوث خلل بين الطبقات المختلفة، إذ يدفع الفقر ومعاناة الشباب في مرحلة ما قبل الزواج، الكثير من العائلات الايرانية، المعروفة بتقديسها للحياة الاسرية، إلى حافة أزمة اجتماعية وسكانية هائلة.
ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا قالت فيه ان الإيرانيين يلجؤون إلى أغلال الديون والمرابين للخروج من ضائقتهم المالية، حيث مازال لدى غالبية الإيرانيين اللجوء إلى بيع كلية أو الغرق في الديون مشكلة أقل وطأة من “عار” عدم القدرة على تجهيز بناتهم.
وباعتباره أحد المجتمعات المعروفة بالروابط الاسرية القوية، يعد المجتمع الايراني من بين المجتمعات المعروفة باعتزازها بالمهور الكبيرة، وهو ما أدى إليه تطور “الاستهلاكية” في ايران، وانعكس على المهور التي تكون عادة مبالغ في قيمتها.
تفاقمت مشكلة “جهاز” الزواج في ايران، إلى ان وصل معدل الانفاق من قبل العائلة الواحدة لتجهيز العروس إلى ما بين 400 مليون إلى مليار ريال (16 ألف دولار ? 40 ألف دولار)، في مجتمع يصل فيه متوسط دخل الفرد شهريا إلى 500 دولار فقط. وكلما ارتفع دخل الاسرة، كلما زادت نفقات جهاز العروس، التي وصلت في بعض الأحيان إلى 5 مليار ريال إيراني للعروس الواحدة.
مشكلة “جهاز العروس” في ايران تعود إلى ايمان الابنة بأن الجهاز الثمين هو انعكاس لمدى الحب الذي تحظى به في قلبي والديها، حتى لو لم تكن ستستفيد من كل مكونات هذا الجهاز.
في المقابل يكون الآباء والوالدات على استعداد لفعل أي شيء لإثبات هذا الحب لأبنتهما، حتى لو اضطرا إلى بيع أعضاء من أجسادهما.
يقول أحد الاشخاص لصحيفة ايرانية “لقد كافحنا انا وزوجتي طوال عام كامل حتى نتمكن من تجميع المبلغ المطلوب لزواج ابنتنا، وحتى الان لم نتمكن من الوصول إلى ثلث هذا المبلغ. لم يعد أحد يسمح الان ببيع أجهزة المنزل بنظام الأقساط. اعتقد انه سيكون علي عرض احدى كليتي للبيع، حتى اتمكن من تزويج بناتي الاثنتين المتبقيتين”.
ومع تزايد نفقات الزواج يوما بعد الاخر، بات العروسان مجبرين على تحمل جزء كبير من النفقات التي لم يعد الأبوين على استعداد للنهوض بها.
لكن العروسين سيبحثان، في ظل معدلات التضخم المتزايدة، وارتفاع ايجار الوحدات السكنية، بالإضافة إلى زيادة معدلات البطالة، عن عرض في متناول اليد لشراء مستلزمات الجهاز، وسيقل تركيز اهتمامهما بالسلع المستوردة من خارج إيران.
إدارة أحمدي نجاد لم تساعد الأزواج كثيرا في تحقيق ذلك، فالصناعة الايرانية انحدرت بنسبة 80 بالمئة، وباتت معظم السلع المرتبطة بالزواج مستوردة في أغلبها من الخارج، وهو ما يعني قفزة كبيرة في الاسعار كذلك.
ارتفاع تكاليف الزواج، التي يمثل “الجهاز” واحد فقط من جوانبها، أدى إلى عزوف واضح بين الشباب عن فكرة الزواج بأكملها. وفي دراسة نشرها عام 2009 مركز أبحاث متخصص في دراسة الأمراض الاجتماعية واعراضها، يتبع جامعة “شهيد بهشتي” في طهران، تبين ان الارتفاع المذهل في تكاليف الزواج بإيران أدى إلى عزوف 70 بالمئة من الشباب عن فكرة الزواج بشكل عام.
وأوضحت الدراسة كذلك أن نسبة المعاشرة بين غير المتزوجين في ايران باتت متزايدة بشكل مطرد، رغم القيود الاجتماعية التي تفرضها طبيعة النظام الديني الحاكم، والتي تمنع اقامة أي علاقات من هذا النوع قبل الزواج.
ويرى البعض أن تكاليف المهور المصاحبة للزواج هي السبب الحقيقي الذي يقف وراء المشكلات العاطفية العميقة التي يعاني منها أغلب الشباب الإيراني.
وقال طبيب من طهران أن الضغط والإحساس بالمنافسة المرتبطين بتكاليف الجهاز باتت أقرب إلى الأمراض النفسية، وأوضح أن تلك الامراض تتلخص في “الهاجس الدائم للتميز والرغبة في الإحساس بأفضلية عن البقية” لدى كثير من الشباب.
ميدل ايست أونلاين
ما فهمت اي حاجه شابكنا جهاز جهاز ياتو جهاز ده بي 40000$