«إيقاد»: لا مبادرة لحل أزمة السودان

أكدت الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيقاد) التي ترعى السلام في منطقة القرن الأفريقي، عدم رغبتها في التقدم بمبادرة موازية للمبادرات المطروحة لمعالجة الأزمة في السودان، وقصرت دورها على مساعدته للخروج منها فقط، ورفع تقارير بالوقائع على الأرض إلى قادة الهيئة في الاجتماع الذي سيعقد على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، التي ستعقد في أديس أبابا الأسبوع المقبل، من أجل اتخاذ القرارات المناسبة بشأن الأزمة السياسية، من دون التأثر بتعليق عضويته في الاتحاد الأفريقي.
وقال السكرتير التنفيذي لـ«إيقاد» ورقنة قبيهو، في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم أمس، في نهاية زيارته للسودان التي استمرت 3 أيام، إنه جاء إلى الخرطوم للتعرف على الحقائق على الأرض وتقديم تقارير عن الأوضاع إلى قادة دول الهيئة، على هامش اجتماع القمة الأفريقي المنوي عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأسبوع المقبل.
وأوضح قبيهو أن منظمته تعمل على مساعدة السودان لمواجهة الأزمة السياسية الحرجة التي يواجهها. وقال: «أعرف أن شعب السودان يعيش أوضاعاً حرجة، ونحن هنا لنكون معه في هذا الزمن الصعب، ولنساعده على مواجهة هذه التحديات، وهذا هو هدف زياتي اتساقاً مع دور الهيئة التي يعد السودان أحد مؤسسيها ويلعب دوراً قيادياً فيها، بل يترأس دورتها الحالية».
وإذ أكد قبيهو أن هيئته لا تعتزم تقديم مبادرة جديدة، تضاف إلى المبادرات الكثيرة المطروحة، قال: «نعرف أن السودانيين بمقدورهم معالجة التحديات التي تواجههم بالحكمة المعروفة عنهم، لكننا كمنظمة إقليمية، السودان عضو فيها، أتينا لمساعدة الجهود التي يبذلها شعبه». وأضاف: «نحن مقتنعون بأن جهود (إيقاد) يجب أن تقتصر على دعم شعب السودان في مواجهته للأزمة التي يعيشها… لا نريد بعثرة الجهود، لذلك لن نقدم مبادرة موازية أخرى، ولكن لكوننا قريبين من قلوب السودانيين، يجب أن يكون لنا دور بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والجهود الدولية الأخرى. ومن أجل ذلك أجرينا مشاورات مع المجتمع الدبلوماسي المعتمد في السودان، واتفقنا على عدم تقديم مبادرات متعددة متوازية».
وقال قبيهو إنه أجرى محادثات مع قادة الدول الأعضاء قبل زيارته للسودان، لافتاً إلى أن اجتماع قمة «إيقاد» على هامش القمة الأفريقية «سيقرر الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئة… بالتأكيد على (إيقاد) الوقوف مع السودان في الوقت الحرج الذي يعيشه».
وكان المسؤول البارز في «إيقاد» أجرى مباحثات ومشاورات مكثفة مع مختلف الفاعلين السياسيين في السودان والمجتمع المدني والمكون العسكري في مجلس السيادة، بما في ذلك رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، استمع خلالها إلى شرح مفصل لطبيعة التحديات التي تواجه البلاد.
وقال قبيهو إن الأطراف السودانية أبدت ارتياحها لجهود «إيقاد»، وأوضحت له أن هناك كثيراً من المبادرات. وتابع: «نحن عائدون لنقدم تقاريرنا لقادة الهيئة، ولسنا بصدد تقديم مبادرة جديدة».
وفي إشارة إلى الدعوة التي تقدم بها الرئيس الأوغندي يوري موسفيني لعقد قمة لـ«إيقاد» في مارس (آذار) المقبل، لبحث الأوضاع في السودان وإثيوبيا، أوضح قبيهو أن الوضع طارئ، وأنه سيقدم تقريره إلى الرئيس موسفيني وقادة «إيقاد» الآخرين ليقرروا الخطوة التالية. وقال: «لا أريد الحديث عن تواقيت لكن الرئيس موسفيني عرض استضافة هذا الاجتماع».
وأكد قبيهو أن رئاسة السودان لـ«إيقاد» لن تتأثر باستقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي كان يترأس الهيئة، وقال: «رئاسة (إيقاد) تمنح للبلد، وليس لشخص، واعتماداً على ذلك سيستمر السودان رئيساً للهيئة لأنها لا تتدخل في نزاعات البلدان الداخلية».
وأوضح أن عضوية السودان في المنظمة لن تتأثر بتعليق عضويته في الاتحاد الأفريقي، لأن اتفاقية «إيقاد» لا تتضمن تعليق عضوية البلدان الأعضاء، وقال: «وضع الاتحاد الأفريقي مختلف، أما في (إيقاد) فالسودان له حق كامل في المشاركة في أي اجتماع من اجتماعاتها، وسيشارك مع قادتها لاتخاذ الخطوة التالية».
الشرق الأوسط