آخر عنقود الرحم السوداني..!

ورقة لعب قديمة مدسوسة سحبها خلسة الأستاذ / حسين خوجلي من كم عباءته ورمى بها فوق كومة أوراقه التي يقذفها كل ليلة على طاولة قمار مهمته في تسويق كفالة الإنقاذ للحريات والتغني بديمقراطيتها التي لا شبيه لها في عالم اليوم !
قال وهو يتلمظ طعم الخبرالقنبلة وينظر من تحت نظارته ، أن مجلس شورى المؤتمر الوطني سيقرر قريباً ترشيح الرئيس البشير ً لولاية رئاسية آخرى ، إذ ليس كما جاء في السياق ما يمنع الرجل من الترشح !
طبعاً الدستور ليس مهما ولا موجوداً وإن كان يحدد عدد دورات الرئيس أو تناساه أصحاب الخبر ومروجوه !
قال حسين ، أهل المؤتمر الوطني الوطني لعلهم مكرهين على إجازة ذلك الترشيح ، لأن حزبهم ، قادر فقط على خلق مستويات محدودة القدرات من القيادات على درجة مدير شركة أو رئيس بنك !
ولكنهم كسائر أحزاب السودان التي عجزت عن إيجاد صادق آخر لحزب الأمة أو ترابي بديل للشعبي أو عبد الخالق جديد للشيوعي او حتى خليفة بعد الميرغني أو من يعقب سنهوري البعث !
كذلك فجماعة المؤتمر الحاكم لن يجدوا بينهم رجلا فيه كاريزما ولديه خبرة و قدرات البشيرالقيادية الفذة الذي لن ينجب السودان مثيلاً له ، لذا فإنني أسني ترشيحه كما قال حسين في هدوء ،ثم قفز الى شأنٍ آخر من جدول أعماله في برنامجه المقرر كدرس ثابت على تلاميذ قناته الخاصة من المشاهدين !
ولعل ذلك الكلام العابر وإن كان منقولاً عن الصحف يكشف دون مواربة عن طبيعة تلك الرافعة العالية التي يجلس عليها حسين وهو يلقّن الناس عبراً في الأخلاق والوطنية والتجرد والأمانة ورفض الفساد والتفسخ الإجتماعي ويوزع الإتهامات تارة بتحديد مصادرالخلل في مرافق الحكم و آخرى بالتلميح غير الصريح ،كدبابيس لتخفيف الإحتقان الذي بدأ يقض مضجع النظام منذ هبة سبتمبر ، فأخذ يعد لها الترياقات المخدرة التي تتغلغل في مسامات الشارع وتعطي مفعولاً ناعماً على شاكلة إنتهاج مبدأ الحوار الوطني على غير الذي دأبت على توخيه مجموعة الصقور التي خرجت عن دفة القيادة الأمنية للنظام وحملها الرئيس البشير ضمنا فشل تفادي تلك الإنتفاضة التي إعترف هو شخصيا بنجاح قمعه لها باستخدام الخطة (ب ) !
ففي بداية برنامج مع حسين خوجلي منذ ثلاثة أو أربعة أشهر ظن الناس أن تلك الرافعة التي تسند حسين الى تعليه صوته الذي خفت طويلاً هي من لدّن الفريق بكري حسن صالح النائب الأول الذي كاد وقتها وفي حداثة توليه المنصب الرفيع أن يجعل منه صاحب قناة أمدرمان الخليفة الراشد الأول والأمثل لرسول الإنقاذ الذي عاد لتمجيده بالأمس باعتباره من عقمت ظهور رجال السودان وعقرت حوائه عن ولادة من هو مثله وإنه دون وجود مرشح منافس له قد بات آخر عنقود الرجال المحترمين الخارجين من رحم هذه الأمة !
ولعل تلك واحدة من مهام حسين وأمثاله من صحفيي التقية الذين يبثون التحبيط والتثبيط في نفوس الأمة السودانية من خلال القول ، إننا شعب إنتهى مطاف حكمه عند الملة السياسية الإسلاموية المسنودة من طوائف مستسلمة لواقع الحال أو معارضة عاجزة عن التغيير، وهذه الجزئية الأخيرة حقيقة تاريخية لا مراء حولها أو فيها ، بيد أنها لا تعني بالقطع أبداً أن هذا الوطن خُلق لتستعبده تلك الفئة الموتورة الفاسدة الإقصائية الى ما لانهاية ، أو أن ابنائه الذين علموا الشعوب الثورات غير قادرين على التغيير ولو تأخر ذلك لظروفٍ خلقها هؤلاء المفسدون جراء تغييبهم لعقول البسطاء بمزاعم الحكم باسم الله ًوكذبة التمسك بشرعه وصولاً الى التمكين المتغول على كل مفاصل حياتنا التي أحالوها شقاءاً لعله الان في طريقه ليقلب ظهر مجنه عليهم !
وهاهي كوارث فسادهم تترى تساقطاً على رؤوس ولاتهم بدءاً من فضيحة مواسير الفاشر وسرقة مليارات مكتب والي الخرطوم وخراب ولاية الجزيرة التي ليس لها والي ، وسقوط أقنعة قادة تنظيمهم وكذا خناقات المؤلفة قلوبهم نفاقاً المتمثلين في وزيري العدل السابق والحالي وتلوث سمعة عدالة قضاء النظام الى درجة بسط روائح فسادهم في تسويات شركة القطن المخجلة على طاولة برلمان الغفلة الذي لاحيلة له ولاحل له ولاربط !
و هاهو حبل الفضائح يمتليء كل صباح بنشر غسيلهم الأوسخ في تاريخ الفساد ربما كله في الدنيا !
فالله يمهل ولا يهمل ..!
ورجال السودان ونسائه يا من تظنون بهم سوءاً لازال وسيظل فيهم من الفحولة والخصوبة ما يفحم من يشكون في ذلك .. وبطونه ولادةٌ..ولادةٌ ولادةٌ.. لو يعلم الذين انستهم غيبوبة التسلط الجاهل ، أن فينا الف أزهري قادم ومليون محجوب وزروق و أحمد خير ومئات المهيرات وغيرهم وغيرهن من أفذاذ العز النائم مؤقتاً ولكنهم حتماً عائدون مع صحوة خضرة مستقبل ضفاف وادينا ، بعد أفول غثاء السيل الطافح على وجه حياتنا..!
نعم سيأتون لامحالة ، و سيبقى ماينفع الناس ويذهب الزبد هباءاً في فضاءات الزمن الذي لو دام لغيرهؤلاء الواهمون بالخلود في الدنيا ومتيقنون غروراً وتعالٍ أنهم معتقون حتى من نار الآخرة !
لما حكمونا في غفلة من ذلك الزمن الدوار !
وردت كلمة ( اسني ) هكذا والصحيح ( أثني ) مع الإعتذار عن الخطا المطبعي.. غير المقصود..
ان بقيت للبشير ذرة من الوطنية و الحياء فليحل البرلمان و الحكومة و يسلم القيادة لنائبه بكري لتشكيل حكومة انتقالية بأجل معلوم من التكنوقراط غير المتحزبين تعمل علي كتابة الدستور و ينتهي اجلها بانتخابات برلمانية و رئاسية .. فيكفي ما شهدنا خلال ربع قرن من :
فصل الجنوب مع استمرار المناكفات بين الدولتين و بروز جبهات قتال جديدة .
+ تفشي الفساد و التعدي علي المال العام بدارفور و النيل الابيض و سنار و القضارف و الجزيرة الي ان وصل لمكتب والي الخرطوم .
+ فقد هيبة الجيش و تحويل مهامه لمليشيات المؤتمر الوطني و جهاز الامن و المرتزقة .. حتي بات المشير و وزير دفاعه يباهون بقوات الدعم السريع و عصابات الجنجويد .
+ سكوت البشير عن فساد اخوته و عدم نزاهة القضاء و تدجينه في قضايا حساسة مثل الاوقاف و سودانير و الاقطان الي جانب حبس نقيب الشرطة ابوزيد الذي اتاه بملفات فساد الشرطة فكان جزاؤه الرفت و السجن !!! الي جانب غضه الطرف عن وزراؤه العاملين بالاستثمار مثل المتعافي و كرتي و مصطفي اسماعيل و عبد الرحيم حسين و غيرهم .
+ و ها هو بوق المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي يعترف علي الملأ بفساد النظام و ممارسته النهب نهارآ جهارآ .. مع الاساءة للشعب الصابر بانه فاسد و لذلك سلط الله عليه لصوص الانقاذ متبجحآ بمقولة ( كيفما تكونوا يولي عليكم ) ..
تسلم اخوي برقاوي وربنا يديك العافية .
لا فُضَ فوك يا برقاوى ولكننا حتماً عائدون
أمتي صبرا فإنا لن نغيب .. لم يعد يطربنا ذاك النحيب
فالحبيب الحر يسعى للحبيب .. فجرنا يا أمتي صار قريب
آن أن نرجع ذا المجد السليب .. عائدون أمتي لا تيأسي
عائدون أمتي لا تيأسي
عائدون أمتي لا تيأسي
عائدون أمتي لا تيأسي
عائدون أمتي لا تيأسي
أسأل الله أن يعيدنا إلى ديننا وعزنا وفجرنا وشمسنا عودا حميدا
لم يخلق الله حتي اليوم شعبا عقيما . و لكن حسين ( جراب الفول ) خصي اللسان ، مسدود البصيرة ، ليس في مقدوره ادراك ذللك . ففي اجيالنا من من تغبرت ارجلهم باتربة الطرق و ممن تفصدت ايديهم بمسك معاول
البناء او ملود الحش في المزارع، في هؤلاء و هم يغدون و يروحون في اسمالهم البالية كالاشباح بفعل سرقة
اللقمة من افواههم التي يمارسها ( جراب الفول ) و اشباهه من ابالسة هذا الزمان الاغبر ، في هذه الاجيال
و من بينها حتما سيخرج العمالقة كما خرج قبل ذلك رجال السودان من لدن بعانخي الي الازهري و رفاقه .
لم يعقم رجال السودان حتي اليوم . و لم تعقم نساء السودان حتي الان . و لكن عقم فكر ( جراب الفول )
و اشباهه من مخصيي الفهم و الادراك . عديمي القيمة . سارقي سعادة و فرحة انسان السودان .