حكاية سوق: أم درمان.. سوق يقاوم تبدلات الزمان

أم درمان: أماني خميس

لأحياء وأسواق وطرق مدينة أم درمان حكايات وروايات يميزها عبق التاريخ فللمدينة خصوصيتها التاريخية من بين مدن العاصمة تنعكس على وجوه مواطنيها الذين يتعصبون لأشيائهم، ولسوق أم درمان نكهته المميزة وعبقه الخاص الذي يجعل كل مواطني العاصمة يجعلونه قبلتهم ويرتادونه من كل فج عميق، إلا أن لسوق أم درمان حكايته الخاصة التي ارتبطت بالمواطن (عبدالوهاب مكي إبراهيم) الذي نشأ وترعرع في مدينة أم درمان ويقول إنه فتح عينيه على السوق الذي تأسس قبل سنوات من مولده، ويروي مكي لـ(أرزاق) حكاية السوق بأنه كان يسمى بالسوق القديم ويتوسط شارع كرري الذي يعتبر أقدم شارع في السودان ويقع في ناصية مشهورة بشارع العدني، وأوضح أن بداية إنشاء السوق كانت من خلال الدكاكين القديمة الواقعة في ناصية ناصر العدني وكانت هنالك مطاعم مشهورة تحتل موقعها شمال المحلات التي أنشئت حديثا وقتها ومنها مطعم ود عرمان ومطعم أم سعيد بينما تم تخصيص مكان للنسوة تم سقفه بالزنك وتخصيص محل معين لكل امرأة لبيع المدققات والتوابل وكانت شيختهن امرأة تدعى فرحونا محمد سعيد.. ويسرد مكي أنه بعد زنك النسوان كانت هناك مجمعات صغيرة من الزنك لصانعي الأحذية (النقلتية) بجانب قسم الشرطة وكان سوق النسوان المشهور، وإلى الآن لا تزال آثار سوقهن باقية وكانت مجموعة كبيرة منهن تبعن (الروب، الشرموط، الكول، المرس، السمن، والدقيق) وأشهرهن بت الريف والسرة عبدالعزيز رضوان وكان هنالك دكان شيخ منير بالقرب من سوق النسوان متخصص في بيع الزيوت بالإضافة إلى دكان مرحوم ميرغني (ناطوس) وهو تاجر سلاح مرخص وكان يعرض السلاح مثله ومثل أي سلعة أخرى.

ومن الشوارع المشهورة في سوق أم درمان شارع الشوام الذي يقع بالناحية الشرقية ويحد جزءا منه بالناحية الشرقية دكان مشهور للأقمشة والملايات الجاهزة بجانب مبنى البلدية التي تجاور مجمع للترزية ويشتهر هذا الشارع بوجود الهنود، أما الزقاق قبل شارع كرري فيوجد فيه الخراطون ويتجه من الشمال إلى الجنوب حتى الشارع الغربي الذي يشتهر بالعاج والأبنوس إلى أن يصل لسوق التمارة والصنايعية والذي يقع أمامه شارع الصاغة ويأتي من بعدة سوق صغير وتقع الملجة في منتصف السوق وهي عبارة عن مساحة كبيرة يتجمع فيها عدد كبير من التجار، أما الآن فتحولت لساحة للأعياد وبها العاب الأطفال وكان يوجد بالقرب منها مطعم مصطفى صبير وهو مطعم مشهور في الشارع الثاني ويأتي بعد ذلك شارع المحطة الوسطى والأسكلا ومن تم شارع القطار ويسمى بذلك لأن القطار كان يحمل البضاعة لمجموعة كبيرة من التجار وكان هناك محطة للطرماي الذي يأتي من المحطة الوسطى إلى سينما القديس بالأسكلا ويجتمع فيه مجموعة من التجار ويوجد محل الطوخي وهو محل مشهور ببيع لعب الأطفال ويقع أمام الجامع الكبير..

ومن المعالم البارزه في السوق عطارة التيمان التي تقع في الناحية الغربية بالشارع الذي يؤدي إلى البوستة حيث يقع سوق كبير للصاغة وينزل في شارع الحدادين..

وأكد مكي أن مساحة أم درمان كانت في ذلك المكان ضيقة شديد ولكن بعد التوسع العمراني أصبحت كبيرة وأصبح موقع السوق مميزا ويحتل المرتبة الأولى بين أسواق ولاية الخرطوم
اليوم التالي