كيف فلت السودان من ثورات الربيع العربى ؟!؟4

كيف فلت السودان من ثورات الربيع العربى ؟!؟
بقلم د.فائز إبراهيم سوميت
أمين عام حزب المستقلين القومى التلقائى
[email][email protected][/email] ” 4 ”
فيما سبق :
للسودان رب يحميه .
وفى عددنا هذا :
الدور الخفى لروسيا فى المشروع الصهيونى ? الأمريكى فى الشرق الأوسط .
أوضح فينامين بوبوف ? الما قريب أبنعوف ? سفير وزارة الخارجية المكلف بالعلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامى منذ ما قبل انتخابات روسيا الأخيرة : ” إن مشاركة روسيا فى الحوار ما بين الغرب والشرق الإسلامى فى العديد من الدول الإسلامية دليلا على الطابع الموضوعى و” المنصف ” و” العادل ” سواء للحوار بعينه أو ” للإتفاقات المحتملة ” ) ..
روسيا على طريق التحديث :
مما لاشك فيه أن لروسيا دور جديد فى منطقة الشرق الأوسط عملت له يحذر منذ سنوات ليست بالقصيرة , وحتى لانقع فى الخطأ أن روسيا لها إستراتيجيات لعبت لها منذ نظام الحزب الواحد , وهاذى روسبا تبدأ أو بالأحرى إنطلقت لجنى ثمار ما غرست , مستقلة الضعف المبثوث فى الواقع العربى وترهل حتى النخبة السياسية التى بنتها كترسانة سياسية مستقبلية , مما يؤكد أن روسيا تلعب على أوراق مغطأة وليست مكشوفة وهى أوراق النخبة التى تم تجنيبها منذ مطالع الإستقلال فى أفريقيا والوطن العربى رغم محاولات الكثير من الدول اللعب بأوراق المهمشين والفاقد السياسى , إلا أنها لم تكن بالقدر الذى خططت له روسيا منذ عقود طويلة , وهذا ما جعلها أن تلعب دورا جديدا فى المنطقة الشرقأوسطية . وللتوضبح أكثر أن روسيا تمسك بزمام المهمشين أو أولئك المستقلين إستقلالا هشا , لتقفز من فوق سياساتهم لمغازلة الإسلاميين .
إن بوتين ? الرئيس الروسى ? هو الحصان الأسود للمرحلة القادمة بعد أن حول الفلاسفة الروس الصراع الطبقى من داخل الصراع ما بين الرأسمالية والطبقات العمالية إلى الصراع ما بين دولة ودولة يعنى بصريح العبارة تحول من صراع طبقى إلى صراع دول , فوبتين هو بلا شك رجل أوروبا الروسي الهادى الملامح الذى قلما يبتسم حتى أمام الكاميرات الإعلامية الضخمة , يعلن فى هدوئه القوى : ( إن غاية روسيا ليست المواجهة مع أى جهة فى المنطقة ) ونحن كذلك نعلم تماما أن روسيا البوتينية ومن قبلها إتحاد السوفيتات هذا ليس هدفها منذ نهاية الحرب الباردة وسقوط دول الكميكون الفتية . بعد أن تحول الصراع الطبقى إلى صراع دول , على مماس صراع الحضارات كما لوح بذلك فوكاياما ” نهاية التاريخ وصراع الحضارات ” . فيا عمال أفريقيا ومتخميها إتحدوا .
كانت روسيا تلعب دور المهاجم الغير صريح وتتعامل بسياسات الظهير القشاش لتنظيف المنطقة أول بأول .. فكانت تلعب هذا الدور الحساس والخطير فى آن واحد شكليا فى أغلب سياساتها تجاه الشرق الأوسط .. وأصبحت بعد إنهيار الكتلة الشرقية أكثر خطورة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية راعية للتسوية العربية ? الإسرائيلية , بعد التنازلات العربية الكبيرة إبتداء من الخروج الكبير للقوات الفلسطينية فى الثمانينات وقبلها كامب ديفيد ? فأوجدت بهدؤ سياساتها فى الشرق الأوسط ثغرة بمناوراتها المتحفظة دون الولوج فى دور كبير حتى لايؤثر فى مكياجها السياسى فى المنطقة العربية على الرغم من أن روسيا لم تول إهتماما كبيرا فى السابق للنزاع العربى ? الإسرائيلى . وما كانت رعايتها للتسوية ” فلسطينية ? إسرائيلية ” فى مدريد إلا للحفاظ على مكانتها المزدوجة الدور على الساحة العربية , مع إلتزامها الصارم تجاه سياسات الإتحاد الأوروبى , كدولة متنفذة وليس كما تبدو فى واقع سياساتها الدولية فى الشرق الأوسط . والدليل الدامغ إلى أن روسيا كانت تلعب دورا مزدوجا فى المنطقة إعادتها لعلاقتها الدبلوماسية مع إسرائبل فى عام 1991 وكانت حاسمة ومفجعة بالنسبة لأغلب قيادات الدول العربية الحليفة لروسيا ونحن أيضا أصاينا الإحباط ليس لشئ إلا لأننا كنا نتابع التوازن الدولى , وخايفين الكبة . ولكن ادركنا أن روسيا حليف خطير للتغلغل الغربى تجاه السياسات الدولية حيث شهدت وبمباركة منها إنهيار القوى العربية فى المنطقة ? عدا قوة المال العربى ? التى أصبحت فى العراء الدولى , كذلك تصفية القضية الفلسطينية بأيدى الفلسطينيين أنفسهم , حينها تقدمت روسيا بالكرة ناحية الملعب العربى وأوصلت جزور العلاقة مع العدو الإسرائيلى التى كانت قد قطعتها فى ستينيات القرن التاسع عشر , إستغراقا فى الدور المزدوج لحظتها . حيث أخذت موازين السياسة الدولية تميل فى غير صالح الأمة العربية وأفريقيا سياسيا وعسكريا وثقافيا ودينيا بمطلع العام 2000 م , فأخذت روسيا وبالتدريج المريح تعيد توازنها الإقتصادى , وتتنفس الصعداء , من وعثاء نضالات المناضلين العرب والأفارقة , لكن هذه المرة بمنظور الرأسمال الغربى وليس عن طريق الإشتراكية العلمية التى أوجعت بها أدمغتنا طويلا فى فترة الستينات , الفترة الخصبة فى أفريقيا والوطن العربى , وأوهمت بل جرفت الكثير من القوى العربية والأفريقية إلى سوحها العجفاء حينها عن جادة النضال الفعلى فى الساحتين وهو مقاومة القوى المجنبة سياسيا التى يدفع بها الآن لتعتلى ” شكل الهوية ” وتطلع فى الكفر والكورة منفسة . الشغلانية دافورى يا جماعة ولا إستراتيجيات محبوكة بدقة متناهية ..
فى الحلقة الأخيرة : روسيا وحرب الخليج الأولى والمفاعلات العراقية