أين تذهب هذا المساء.. ياحضرة النائب المعترض..؟.

لكل زمان طمعه ولون حياته ومعطيات مجتمعاته..وطريقة تفكير أهله وتفاوت مفاهيمهم.. فما كنا نعتبره نخوة ورجولة وشهامة في عصرٍ ما .. هو في نظر شباب اليوم عباطة أو عوارة أو ربما تخلف.. !
كان الرجل الى عهدٍ ليس بالبعيد ينهض من كرسيه في الحافلة ما أن تدخل اليها أنثي ولو كانت في سن بناته..! الآن رأيت بأم عيني الشباب يدفعون السيدات بعيداً عن أبواب المركبات ساعة التزاحم ولو كنّ في أعمار أمهاتهم !
كنا نفتح صفحة الجرائد صباحاً والتي تنشر إعلاناً يومياً .. بعنوان أين تذهب هذا المساء ، فتجد فيه أسماء الأفلام العربية والهندية والأمريكية والإنجليزية والإيطالية التي تعرضها دور السينما المنتشرة من الخرطوم جنوب والعرضة غرباً وحتى الصافية شمالا..أما سينما النيل الأزرق فكانت ملتقى صفوة المجتمع وطلاب جامعة الخرطوم وهي التي تعرض أحدث الأفلام بتوقيت متوافق مع أكبر دور العرض في العالم !
الحدائق لم تكن كثيرة ..ولكنها علي قلتها كانت عامرة بالزوار خاصة حديقة الحيوان و منتزه القرشي وبلدية بحري و عبود ..ولم يكن يمر يوم جمعة إلا وأقيم سوق خيري يرتادة الناس على كل مستويات طبقاتهم !
الآن الترفيه لم يعد سهلاً في ظل الظروف المعيشية الضاغطة حيث لا يستطيع كثير من الناس أن يقيموا أودهم بأكثر مما يسمى مجازاً بالوجبة الواحدة !
الحدائق المفتوحة على إتجاهات الشوارع وسقف السماء هي ملاذ من تتوفر له وسيلة للوصول اليها من الأسر والشباب .. !
ولكن ماذا نقول في العقليات المتحجرة التي تحسد ذات الصلعة على شعر بنت أختها كما يقول المثل!
فبعد أن ضايقوا المجتمع كثيراً بالتسور والقفز فوق ما يستر الناس بما ينافي تعاليم الإسلام الذي ينهى عن التلصص والتجسس ، هاهم يتحدثون عما أسموه الفساد في هواء الحدائق الطلق وأمام أعين أولياء الأمور الذين هم أحرص الناس على القيم الإجتماعية مثل حرصهم على أبنائهم وبناتهم ، لذا فإنهم يرافقونهم لقضاء هنيهات من التنفيس خارج البيوت التي تكاد تنفجر من إحتقان الهموم المعيشية اليومية ومتطلبات التعليم والصحة والخدمات التي رفعت الحكومة عنها يدها الخرقاء حيال الصرف البذخي وبدلات الدستوريين والتسلح للحروب الداخلية و التباهي البرتكولي ، بينما يصفق لها النواب باكف الخيبة .. غاضين الطرف عن مهامهم الأساسية التي أنتخبوا من أجلها ، وهم فالحون فقط في رفع الأصابع للإعتراض على عدم ختان الإناث.. أو إثارة نقاط النظام حول منظر الحدائق المكتظة بلحظات الفرح المتباعدة ..وهذا هو فقط ما يؤذي نظرهم القاصر الذي لا يرى من العوج القادل في طرقات الحكم الجائر الإ هذه المظاهر وسقوط الطرح عن رؤوس البنات ..!
ومن هنا يا حضرة النائب المعترض جهلاً على فسحة الضائقين منكم .. السيد إدريس علي مصطفى.. نقول لك أين تذهب هذا المساء لترصد ما أسميته فساداً ، حتى نحشد لك منه أعداداً لابد أنها ستخرج ذات مساءٍ لتقلب كل كراسي نيابة الغفلة التي تجلسون عليها ، فوق رؤوسكم ونوافيخ قادتكم الذين نفرونا عن المكوث في المنازل الخانقة، فجئتم أنتم تطاردوننا خارج البيوت ، يا أزاحكم الله عن كل مكان..اللهم آمين !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياحليل ايام كانت تقام المعارض فى حدائق الخرطوم ويرتادها الناس من مختلف الطبقات . وحليل ايام غنت عائشة الفلاتية : غنى ياطيور غنى معرض الزهور غنى !! فهل رأيت قريبا شيئا كهذا ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..