الجيش السوداني يتجاهل مبادرة حسن نية من الدعم السريع ويرفض استلام المئات من أسراه

اتهمت قوات الدعم السريع قيادة الجيش السوداني برفض استلام المئات من أسرى أفراد الجيش ومنتسبي القوات النظامية الأخرى المحتجزين لديها، وهو ما نفاه الجيش لاحقا.
وقالت قوات الدعم في بيان عبر منصة إكس “ندين بأشد العبارات ونتأسف على ما آلت إليه الأمور داخل قواتنا المسلحة للحد الذي ترفض فيه قيادتها استلام 537 أسيراً من أفرادها، ومنتسبي القوات النظامية الأخرى بطرفنا كبادرة حسن نوايا تزامناً مع حلول شهر رمضان الكريم”.
وأضافت أن قيادتها خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر “من أجل استكمال إجراءات إطلاق سراح الأسرى ومن ثم تسليمهم للقوات المسلحة وفقا لما هو متعارف عليه وفق أحكام القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية”.
وأكد البيان أن اللجنة “وافقت مبدئيا على بدء الإجراءات المتبعة بهذا الشأن وتواصلت مع القوات المسلحة لتكملة إجراءات التسليم والتسلم، إلا أن قيادة القوات المسلحة رفضت استلام الضباط وضباط الصف والجنود”.
وأوضح البيان أن “هذه التصرفات التي تنتهجها القوات المسلحة برفض استلام أسراها، يؤكد أن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ومساعديه لا يهتمون بأمر الجنود والضباط بقدر اهتمامهم بتمكين نظامهم البائد من أجل الاستمرار في سلطة الأمر الواقع”.
إعلان الدعم السريع عن رفض الجيش استلام المئات من أسراه يشكل إحراجا لقيادته، ويظهر لامبالاة بمصير منتسبيه
ويرى مراقبون أن امتناع قيادة الجيش السوداني عن القبول بمبادرة حسن النية للدعم السريع ليس بالأمر الغريب، حيث سبق وأن رفضت القيادة مبادرات عدة للتسوية، وأيضا للتعاون في إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة جراء الحرب.
ويقول المراقبون إن إعلان الدعم السريع عن رفض الجيش استلام المئات من أسراه يشكل إحراجا كبيرا لقيادته، ويظهر عدم اهتمام ولامبالاة بمصير منتسبيه، وهو ما دفعه على ما يبدو لنفي الأمر.
وقال الجيش في بيان إنه لم يتلق أيّ اتصالات أو خطابات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتعلق بهذا الشأن.
وذكر الجيش في بيانه أن ما أعلنته قوات الدعم السريع “محض أكاذيب لن تنطلي على شعبنا الذي يعاني بشكل مستمر من انتهاكات هذه الميليشيا التي برهنت على أنها مجرد أداة لتنفيذ مشروع غير أخلاقي قام واستمر على الكذب وتزييف الحقائق وتدمير مقدرات البلاد”.
ويرى متابعون للمشهد السوداني أن محاولات الدعم السريع مد جسور تواصل مع الجيش، أظهرتها في موقف ضعف، وأنها مستعدة لتقديم تنازلات، على الرغم من كونها المسيطر على مناطق واسعة من السودان.
ويشير المتابعون إلى أن الجيش اعتبر مبادرات الدعم السريع نقطة ضعف وهو ما أدى إلى تشدده أكثر، حتى أنه رفض قرارا صدر في مجلس الأمن يقضي بوقف العدائيات خلال شهر رمضان.
ميدانيا تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من المحاور في الخرطوم وعدد من المدن، حيث تدور اشتباكات متواصلة بين الطرفين بولاية غرب كردفان.
ويحاول الجيش التقدم في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم بعد أن تمكن من فك الحصار الذي كانت تفرضه على سلاح المهندسين جنوب المدينة منذ بدء القتال في منتصف أبريل 2023.
العرب