
اترى ذلك الكبرى الذى يربط بين ضفتى النهر
انا لا أرى غير السراب .
وكيف يوافق المجلس على السراب؟ .
وبالطبع الفرق قد لا يكون في القدرات العلمية او الذهنية لكنه في الاستعداد الروحى والعقلى للاثراء عن طريق الفساد. والرجل الفاسد من شاكلة ذلك الرجل الذى ذكر في الفقرة السابقة قد يكون من المحاسيب, او ذوى القربى, وهو يتحصل على معاملة تفضيلية بسبب تحيز احد أصحاب النفوذ. وهنالك حالات لا يكون فيها التحيز لذوى القربى فقط. وفى كل الأحوال يقدم كل طرف خدمة للاخر ويحصل الطرفين على منافع مادية او معنوية او الاثنين معا. وهنالك المحاباة وهى اخطر من المحسوبية لان الأطراف تكون على استعداد للتخلي عن اى وازع اخلاقى او دينى او اجتماعى او غيره.
ان التحيز او المحاباة تعد نوعا اصيلا من أنواع الفساد بل اكثرها ضررا وهى عادة تبدأ بالطرف الضعيف الذى يريد تحقيق مصلحة لا يستحقها عن طريق استغلال طرف لاخر. وفى حياتنا اليومية نصادف الكثير من أصحاب النفوذ الذين لا يجدون طريقة لاستغلال سلطاتهم استغلالا سيئا الا عن طريق استخدام الفاسدين الذين لديهم استعدادا كاملا لفعل كل ما يطلب منهم من اجل إرضاء رؤساءهم. وفى السودان هنالك الكثير من الموظفين الصغارالذين استطاعوا الترقى الى الدرجات الوظيفية العليا عن طريق ممارسة السمسرة السياسية. وامثال هؤلاء يدركون ان المسؤول المعين لا يستطيع ان يمارس الفساد المالى والادارى بنفسه فينوبون عنه ويحصلون بالمقابل على انصبتهم من الصفقات.
ان المحاباة هي حجر الزاوية في عمليات الفساد وهى تحدث بعد الحصول على الثقة المتبادلة. وفى البداية يكون الشخص الضعيف اكثر انقيادا وتقبلا لطاعة الأوامر , فتجده يتطوع للوشاية بزملاءه او التجسس عليهم او التهكم بهم من اجل إرضاء رئيسه. وفى مرحلة لاحقة يجد نفسه ينفذ مهاما فى غاية القذارة مثل محاولة تشوية صورة زملاءه والقيام بكل عمل يرمى الى تحسين صورته عند المسؤولين الكبار.
ان بؤر الفساد التي يلج فيها أصحاب الحظوة الفاسدين لمنتنة جدا, منها الرشوة والتهريب والابتزاز واستلام المال المسروق وغيرها. وقد اوردت منظمة الشفافية الدولية في تقرير نشر على موقعها هذا العام حقائق صادمة منها ان أموال الرشاوى وصلت الى مليار وثلاثة ارباع المليار دولار في العام, اى ما يعادل ميزاينة كندا. وزادت المنظمة بالذكر ان شركة ايرباص دفعت ثلاثة وثلاثة اخماس بليون استرلينى كغرامة لادانتها في قضية رشوة. اما في نيجريا فان فساد المسؤولين يبلغ 670 مليون دولار سنويا. والعامل المشترك في معظم اعمال الفساد هذه هي المحاباة التي تؤدى الى استغلال النفوذ.
ان المحاباة تبدا بعمل صغير مثل اثبات الذات او ضمان الاستمرار في الوظيفة ثم تتطور الى علاقة يستفيد منها كلا الطرفين من مال الفساد. وفى حالة الطرف الضعيف فانه يعوض عن ضعفه الداخلى بالاستعداد للقيام بأكثر الاعمال وحشية وقذارة من اجل إرضاء مرؤوسيه.
فعلا مهاجر
منطق غريب يا سهير
نحل اللجنة التي
1- طاردت الحرامية بل وكشفت اسرار
ما كان أحد يعرفها..
فمن كان يصدق أن هناك سوق
مملوك لشخص واحد..
أو أن هناك فردا واحدا يملك ملايين الأمتار
من الأراضي
لو كانت هذه اللجنة مفسدة أما كان أسهل
لها الرشوة و السكوت عن هذا القساد؟؟؟
2- أمسكت القتلة الذين أوشكوا
أن يسفكوا دماء الأبرياء في 30 يونيو
ماذا كان يضرها لو تركت الفلول يقتلونهم
ما دامت هي من أهل الفساد؟؟؟؟
3-هي الجهة المدنية الوحيدة التي
يهابها العسكر!!!!
نحل اللجنة و نعطي الفرصة للحرامية
للفرار بما عندهم علما بانهم كانوا
أناس “مقطعين” وتشكو بيوتهم من
“قلة الفئران” وفجأة أصبحوا أغنياء!!
هذه نكتة:
حضر شخص “مفلوق” لفتح بلاغ
عتد الشرطة و طللب منهم سرعة التحرك للقبض علي الجاني
ومنعه من الهرب فقيل له أنتظر…أنت أول ورينا سويت شنو
لحدي ما فلقوك كده!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تصدقي يا سهير لو كان أعضاء لجنة التمكين
يباعون أو يشترون أو يتبعوا شهوات
بطونهم لما عاني أحد منهم أطلاقا!!!
فالسودان ممتلئ بالوصوليين والنفعيين
و الفاسدين والأرزقية أكلي السحت
الذين يتم أسكاتهم بأبخس الأسعار
دراهم معدودة!!!!
علي العكس تماما ..
أعضاء لجنة أزالة التمكين
غير قابلين للبيع
و غير قابلين للارهاب ايضا ولذلك
ضج جميع النفعيين منهم!!!
كان المفكرون عام 1985م يقولون أن
ثورة الشعب السوداني ثورة ناقصة
لأنها قبلت بين ظهرانيها أعدائها!!
و أن الثورة القادمة سيكون أول شئ
فيها هو عزل أعداء الثورة وأعداء
الحرية و الديمقراطية!!
و هذا ما رأيناه من أول يوم للثورة
كل يوم يسقط القناع عن عدو جديد!!!
سهير تكسر”الثلج” للبرهان و ترفض مصافحة
المقاتل الصنديد وجدي!!!
آفات الثورة السودانية كثيرة
و لكن الصحفيين أبرزها ..
ما أشبههم بالناموس أو الذباب
الذي يزعجك باستمرار ليل نهار
ولا بكف عن الوخزو الطنين وهو ليس له
أي فائدة تذكر خلاف الأزعاج!!
وهؤلاء الصحفيون مثل “نبات عش الغراب”
لا يعرف لهم تعليم و لا ذمة و لا أخلاق
ويكفي أن صاحب عامود في صحيفة
يحاكم بجريمة القنل العمد ضد المتظاهرين!!
آفة أخري للثورة هي “النساء”!..
ربما يوجد في السودان نساء علي درجة عالية من الكفاءات
ولكن النوع الذي ظهر للثورة هو “الكفوات”
“عديمات الكفاءة”…حيث كل عمل يعملنه هو كارثة
تحل علي الوطن!!!..
ابتداء من عضوات مجلس السيادة اللائي
أطلقن سراح أخطر المجرمين بحجة الكورونا
و غبر ذلك كثير!!!!!!!!!!!!!!!!
أحيانا الأمثال السودانية تكون قاسية
و لكن ربما تعبر عن الواقع
وهو مايقودنا الي كتابات سهير عبد الرحيم
“المرة كان بقت فاس ما ب تكسر الراس”!!!!