قبل معركة ابوكرشولا … اما آن لهذا الخطاب ان يتغير ؟

كان محمد احمد يسير في وقت متاخر من الليل يحاول ان يصل إلى معسكر الجيش السوداني الواقع على قمة التل الترابي عندما واجهته العاصفة . كان الظلام دامساً كالحبر الاسود فانهمر المطر وكان سداً من السماء قد انفجر زمجر الرعد وسط غابات الجنوب الوعرة ? في ظل هذه الظروف القاتمة قتامة مستقبل البلاد التي يدافع من عن ارضها اختفى محمد احمد وقد سجل فيما بعد من المفقودين في دفاتر احدى الكتائب التي ينتمي إليها وكان ذلك وضعاً طبيعياً ? الا ان عقلية الخداع والزيف لدى النخبة السياسية الحاكمة لم تدع حدثاً مثل هذا يمر مروراً طبيعياً دون ان تنسج حوله عشرات القصص والاساطير والخرافات التي تبدا من تلك احاسيس الخارقة التي كانت تنتابه عن الاستشهاد وانه راى في المنام نفسه يسبح في انهار الجنة وقد عبر الصراط المستقيم كالبرق الخاطف واكثر من ذلك في رحلة الغفران التي كان يرويها لاهله قبل يغادر إلى ارض الجنوب ولا تنتهي برائحة المسك التى تفوح من دمه يوم استشهاده وذلك النور الذي مازال يشع من قبره وعشرات الفوازير التي تفنن الخطيب في حبكها وهو يتحدث بلسان الحاضر لتلك الاحداث وسط اصوات تكبير وتهليل ملاءت صيوان العزاء الذي تحول إلى مناسبة عرس فخيم مكتمل التفاصيل للشهيد مع حوريته في جنات الفردوس ولا مقام احسن حالاً من ذلك فاختفى النواح والعويل وعلت الزغاريت المكان .

لم تمضي بعد ذلك اياماً قليلة الا وقد عاد محمد احمد بشحمه ولحمه ولم يصب جسده بشوكة . بهذا الخطاب المخدر وهذه الشعارات الخاوية كانت الانقاذ تشحن شباب الوطن وتقودهم بها إلى المحرقة والى قتل ابناء جلدتهم في توظيف مشين لشرع الله . فكانت النتيجة ان ضاعت الارض التي ماتوا من اجلها وضاع السلام الذي ضاعت من اجله الارض وقد دفعت البلاد مهراً قاسياً ومازالت تدفع المزيد نتيجة للسياسات العرجاء وضيق الافق لدى النخبة الحاكمة مما ادى إلى اعادة انتاج االازمة بوجه جديد وبصورة اكثر بشاعة كنوع من التطور الطبيعي للازمات في الوقت الذي كان يجب فيه على النخبة الحاكمة ان تبحث في جزور المشكلة وتحدد اسبابها لايجاد حل جزري وشامل لها يضمن الحفاظ على ما تبقى من الوطن الا انها بدات في محاولات خجولة لايهام الناس بمؤامرة كونية تحاك ضد البلاد تستهدف اسلام السودان وعروبته ووحدة اراضية فرفعت الشعارات التعبوية على هذا الاساس الا ان احداً لم يستجيب بعد ان ادرك الجميع زيف هذه الشعارات وعاشوا نتائجها واقعاً ملموساً حتى قال احدهم واظنه العقيد عبد الرحمن المهدي مبرراً هذا الوضع (ان سبب عزوف الشباب عن الالتحاق بالقوات المسلحة هو عملهم في اماكن الذهب) .

وليت الأمر انتهى عند الشباب فحتى القوات المسلحة المنوط بها الامر ليست في احسن حالاتها بعد ان وجدت نفسها مرغمة على القتال تدفع ثمن اخطاء النخبة السياسية الحاكمة التي لم يبقى لها هدف ترغب في تحقيقه سوى البقاء في السلطة مهما كلف ذلك من ثمن حتى وان كان الثمن خلق مزيد من الازمات بغرض صرف الانظار عن الواقع الداخلي المرير الذي يعيشه الشعب والتردي العام في نواحي الحياة وتصوير الازمات الداخلية على انها امراً ثانوياً لكسب تايد سياسي من الآخرين تحت فرية توحيد الصف الداخلي عن طريق خطاب اعلامي يدقدق المشاعر والاحاسيس حتى وان كان ذلك على اساس عنصري إذا تعزر الخطاب الديني في بعض الحالات .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هاهاهاها هذا الشيخ هو سليمان طه والمفقود كان من منطقة الخرطوم الصحافة غرب
    وسبحان الله من الكذب
    ولكن هذا هو اسلوب حكومة السودان لدفع الشباب الي الحروب

  2. كما قلنا كثيرا ان الخطاب لم يعد بتلك الجاذبية التي كان عليها ايام حرب الجنوب خاصة الجماعة قد طعنوا في خطابهم في وصف القتلى بأنهم ليسوا شهداء بل ماتوا “فطاس” وقد تفتحت عيون كثيرة على الحقيقة المرة ولكن الامر من الحقيقة نفسها ان هؤلاء الناس اعتمدوا على رهن حياة الاولاد بالجهاد في الحروب العبثية ومن لم يجاهد من اجلهم فلن يجد منهم فتات الخبز..الطالب ارتهنوا شهادته الثانوية فلا جامعة ولا شغل ولا هجرة خارج السودان اذا لم يذهب لجبهات القتال فاذا عاد سالما استلم الشهادة الدراسية واذا مات فتكفيه “الشهادة” لدخول الجنة والزواج من الحور العين وبنفس الطريقة فالاولاد من هم ليسوا على مقاعد الدراسة فهم في بند العطالة باحثون عن عمل او الهجرة لخارج السودان وكلها مربوطة بشهادة اداء الخدمة الالزامية فمن لم يؤدها لن ينل هذا ولا ذاك…….

    اما الجيش فهو قد اصبح مهنة من لا مهنة له وهو مجبور يحارب في خانة الجندي المجهول لأنه اصبح قوة من الدرجة الثانية قد سحب منه الدعم الاعلامي وسلط على الدفاع الشعبي باعتباره القوة المنظمة البديلة التابعة للنظام والغرض من تسليط الأعلام على الدفاع الشعي هو ارهاب الجيش متى ما فكر في انقلاب عسكري والايحاء له بأن الدفاع الشعبي جاهز للتصدى والمواجهة بصفته مليشيات حزبية تحمي النظام ……

    ليس هناك سبب واحد يدفع اولاد الناس للحرب من اجل النظام واركان النظام إلا المشتندات المرهونة والتي لن تفك إلا بعد اداء الخدمة العسكرية…….

  3. ( الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) نصر الله مع من استقام لا يحجبة الطابور الخامس يا نافع .. قلت أنى هذا قل هو من عند انفسكم … حسبت استيلاء الحكومة على أكثر من 17 مدينة من مدن الجنوب في شهر واحد في عام 92 .. ما الذي تغير الآن يا نافع .. لا شئ .. الرب هو نفس الرب .. بل انتم الذين تغيرتم … لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .. والله كنا نبحث عنهم في الكراكير .. نبحث عن الشهادة .. كان الكل الشباب والشيوخ يتدافعون الى الساحات .. ولكن لماذا انفض الناس .. لماذا كثر أهل الطمع وقل أهل الفزع .. ابسبب الطابور الخامس .. لا كلا .. لو كان المنافقون هم من يمنع النصر لما كان النصر حليف سيدنارسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكنها غنائم أحد … ولكنها العمارات والعربات الفارهة .. والارصدة بالعملات الاجنبية في البنوك الاجنبية .. كيف جمعت هذه الأموال … قد آن وقت الحساب .. والدور عليك يا المنطط عينيك … وكأني اسمع ان لا نصر الا باسترجاع الاموال المنهوبه والتصالح مع النفس والناس و التوبة الخالصة ولكني لا أعلم هل حانت الغرغرة أم لا … باي باي والى عهد جديد طال الانتظار

    من بعد ما عز المزار
    والليل سِها .. وملّت نجومو الإنتظار
    والشوق شِرِب حزن المواويل
    وإنجرح خاطر النهار
    *********
    وبقيت أعاين فى الوجوه
    وأسأل عليك وسط الزحام .. قُبـّال أتوه
    يمكن ألاقى البشبهك
    ما الليل براح
    023652351
    والشوق .. تعالى بيندهك
    *********
    شايلاهو وين النيل معاك
    عصفورة جنحاتا النجوم .. وأنا بى وراك
    بسأل عليكى مدن .. مدن
    وأعصر سلافة الليل .. حزن
    بسأل عليك فى المنفى .. فى مرفا السفن
    يمكن طيوفك أُخريات الليل تمر
    تملا البراحات ..
    لى الحزين طول العمر
    ********
    ما نحنا بينا الأمنيات والتضحيات
    بينا المعزات .. والعذابات فى الحياة
    بينا الهوى ..
    إخلاص على قلب إنكوى
    وكلام قديم
    قلناهو آخر الليل .. سوا
    إنو راح نتلاقى لو طال النوى
    لكن كلامنا الكان .. وكان
    سيتحقق وما حيشيلو الهوا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..