دولار بـ”ألف”.. هل نحى الانقلاب بالسودان للهاوية؟

قارب سعر الدولار في السوق الموازية العملات الأجنبية نحو 780 جنيها، مع تصاعد مخيف في الأسعار وحالة من التردي الاقتصادي غير المسبوق في تاريخ السودان.
ففي حين، استمر جدول التصعيد الثوري في التتريس بكل الشوارع في الخرطوم، لليوم الثاني تواليا، بدأت الأزمات التي فجرها الانقلاب وسياسة وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال في “صرع” العملة الوطنية بتحرير سعر الصرف رسمياً الشهر الماضي، دون برنامج واضح أو مقابلة العملية بخطة اقتصادية لكبح جماح السوق وضبط الأسعار.
في البنوك، وضعت عدة بنوك في الخرطوم، معدلات أسعار تبدأ من 652-635 جنيها مقابل الدولار.
في السوق الموازية للعملات الأجنبية أو ما بعرف بتجارة العملة وسط الخرطوم، تداول التجار والسماسرة الدولار بواقع 780-770 مقابل الجنيه، في أعلى سعر يصل اليه الدولار مقابل الجنيه منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي.
وعمد كثير من المتعاملين في الخارج مع التحويلات بإضافة فوائد لترغيب الكثير في التحويل.
وتوقفت تحويلات المغتربين بعد انقلاب 25 أكتوبر الماضي، بسبب التداعيات التي تسبب فيها ومنع جهات مصرفية عديدة التعامل مع السودان، بجانب إيقاف النسبة الأكبر من المغتربين تحويلاتهم بعد انقلاب البرهان.
وجذبت دعوات أثناء فترة الحكومة المدنية الانتقالية المقالة للمغتربين تحويلاتهم عبر البنوك لبناء احتياطي البلاد تحت مسمى حملة “حول قروشك بالبنك”.
والأربعاء، توالى تتريس الشوارع في العاصمة في اليوم الثاني للتتريس.
وتوقفت معظم الأعمال التجارية، بسبب التتريس، فيما تستمر الحكومة المكلفة ووزارة المالية، في فرض رسوم ضرائب جديدة مستمرة.
ويقول خبراء اقتصاديين إن الحالة العامة تنبئ بالانهيار في ظل توقف الدعم الدولي، وتوقف الإنتاج بسبب السياسات التحريرية وسياسات الحكومة المكلفة.
وتوقع الخبراء ان يصل سعر الدولار مقابل الجنيه إلى 1000 جنيه خلال الأسبوعين المقبلين.
وأوقفت مؤسسات دولية ،ومنظمات وبنوك التعامل مع السودان بعد انقلاب 25 أكتوبر الماضي.
الجنيه السوداني يواصل التراجع أمام العملات الأجنبية.

وواصلت قيمة الجنيه السوداني الانخفاض الكبير أمام العملات الاجنبية، لتفقد العملة المحلية الكثير من قيمتها خلال الفترة القليلة الماضية.
وأفاد متعاملون في سوق تجارة العملات الموازي لبي بي سي أن سعر صرف الجنيه تجاوز سبعمائة جنيه مقابل الدولار الأمريكي الواحد، مشيرين إن قيمة الجنيه ستواصل الانخفاض في ظل وجود طلب علي الدولار.
وكانت إدارة البنك المركزي السوداني قد قررت تعويم قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية وذلك في مسعى منها لوقف تدهور قيمة العملة الوطنية.
كما ألقت السلطات الأمنية القبض علي العشرات ممن وصفتهم بـ تجار العملات في السوق السوداء. وأعلنت أنها ستقدمهم لمحاكم خاصة.
ولم تنجح الخطوات في كبح جماح انهيار قيمة الجنيه والتي ظلت تسجل انخفاضات قياسية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وشهد قيمة الجنيه تحسنا نسبيا خلال عهد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لكنها بدأت بالانهيار عقب استيلاء الجيش على السلطة عبر انقلاب عسكري في اواخر أكتوبر تشرين الأول الماضي.

المصدر: بي بي سي+ الراكوبة