خلف الله يحييكم

حاطب ليل

خلف الله يحييكم

عبد اللطيف البوني
[email protected]

صديقي خلف الله ليس مثل خلف الله الذي عذبنا في الانتخابات لأنه رجل مكافح يسعى للرزق الحلال في اي مكان في الدنيا ، شيء زراعة في الحواشة ، وشيء جزارة ، وشيء اغتراب، وشيء عمل في المدينة. لايعرف السكون حتى في العمل يسعى للاعمال المنتجة اكثر من الخدمية ، فاذا زرع في احد المواسم يضع في الجدوى ما تأكله البهائم وما يلتقطه الطير ومايأخذه المساكين . حكى لي خلف الله انه في الموسم الماضي زرع فداني طماطم وأوقف نفسه عليها وكانت انتاجيتها معقولة جدا لكن للاسف السوق كان (ضارب( كما ان الجبايات في الطرق القومية منعتهم من التسويق في الاماكن البعيدة ، فقديما كانت السيارات البدفورد (السفنجات( المحملة بالطماطم تخرج من الجزيرة وتصل بورتسودان ونيالا ، اما الآن فالبكاسي لا تصل الخرطوم الا بعد عدة ايصالات او تهريب كأنها تحمل بنقو . بالطبع ترك خلف الله الزراعة هذا الموسم وجاء للعاصمة وعمل في عدة اعمال كان آخرها انه في العيد الاخير عمل (ضباحا) اي حمل سكينه وساطوره ورابط امام تجمعات بيع الخراف ويقوم بتأدية خدمة الذبح لمن يطلبها وقد اقسم لي بالله ان حصيلة عمله في ثلاثة ايام العيد تفوق ما حصل عليه من موسمه الزراعي الماضي كله وب(الف مرة ) على حد تعبيره.
قصة خلف الله ذكرتني بما اورده صديقنا الاديب الدكتور عبد اللطيف سعيد في كتابه(طابت الشمس غابت) ان احد مزراعي طابت هجر الحواشة لقلة العائد وجاء للعاصمة وعمل جزارا فقابله ذات مرة واحد من اهله وعاتبه ساجعا )يا الهملت باجورك وياالتابعت ساطورك) كلمة باجور يستعملها اهل الجزيرة اشارة للمشروع فالسجعة معناها كيف تهمل حواشتك وتعمل جزارا فرد عليه بالقول (ما دام الخروف طولك والراس والجلد هولك وبعد داك بعصرولك) اي بعد ان تقوم بذبح الخروف الضخم تعطى الجلد والراس و(يعصر) لك مبلغ من المال . على حسب ما قاله لي خلف الله فإن اقل مبلغ يدفع للذي يقوم بعملية الذبح في العيد الاخير كان خمسين جنيها (بالجديد).
في تقديري ان قصة خلف الله وزول طابت قصة محزنة لدرجة البكاء لانها تعكس لنا هوان الزراعة والمزارعين في بلادنا التي يفترض ان تكون سلة غذاء العالم وهي الآن دون شك (قرعة) تسول العالم ، فالسؤال للقائمين على امر الزراعة) غير المزارعين (الى متى يستمر هذا الحال ؟ ان مقولة ان السودان هو سلة غذاء العالم لم تأتِ من فراغ . فالسودان هو بلاد الاراضي السهلية المنبسطة التي تخترقها انهار لامثيل لها في العالم بالاضافة للامطار ، هذا من حيث السطح اما جوف الارض فهو الآخر يمور بالمياه ، انه بلاد الشمس المشرقة، فكما قال شاعرنا صلاح احمد ابراهيم كل خيرات الارض والنيل هنالك، ولكن مع ذلك فالمشكلة في السياسات الزراعية المتبعة المشكلة في شلة اصحاب المصالح الضيقة الجاثمين على صدر الزراعة منذ زمن. ان مشكلة الزراعة في بلادنا يمكن تلخيصها في التقنيات المتخلفة ،في ارتفاع اسعار المدخلات ، في علاقات الانتاج الظالمة بالنسبة للمزراع ، وفي ضعف التمويل . ان الزراعة تحتاج لزلزال يحطم المؤسسات والعقليات القائمة عليها الآن الا وسيظل ثمن بيت في الحاج يوسف يساوي ثمن مائة فدان في الجزيرة ولاحول ولاقوة الا بالله .

تعليق واحد

  1. حرام عليك يا د.البونى لفت نظر ناس المحليات لابناء جلدك والرجوا الجايهم ومن الان حقو يشوفوا ليهم صنعة جديدة وبنصحهم مافى واحد يحكى ليك حاجة :confused: :confused: :confused: :crazy: :crazy: :crazy: :crazy:

  2. يا دكتورنا الغالي: اذا حكام البلد و مسئوليها " سماسرة" لا ينظرون الا الي ما في يد المواطن و المزارع و ما في جيبه ام الكوارث التي تنتج كعاقبة لذلك فلا تهمهم… و الواقع الآن يؤكد ذلك فانت من الجزيرة و مزارع و ابن مزارع انظر بالله الي ما آل اليه المشروع في مدخلاته و علاقات انتاجه و الجبايات بسبب المسؤولين غير المسؤولين! و لعلك تذكر كيف كان المشروع و كيف كان التمويل و " السلفيات التي كان يمنحها المشروع بدون " ربا " و توفير مدخلات الانتاج و الري باقل من سعر النكلفة – و هي تكلفة قليلة جدا قبل "روينا" التي عطشت الخلق و افقرتهم- و كيف كان ينقل القطن بسكك حديد منضبطة تم تدميرها لينقله السماسرة و كيف كانت المحالج تحلج القطن داخل المشروع و كيف كانت المصانع تعصر البذرة زيتا نقيا عالي القيمة الغذائية و تنتج علفا للحيوانات… و كيف كان المزارع " يصرف" حقه كاملا غير منقوص بالاتاوات و الارباح الربوية! و كيف كانت نسبة من عائدات المشروع تنفق علي التنمية و الخدمات … و كيف نشأت المدن و نمت المناقل و الحاج عبد الله و الحصاحيصا و طابت و المعيلق و غيرها و كيف ازدهرت و تطورت و كيف تنعم الناس … الا تذكر قصة المزارع الذي سكر في مدني يوم الصرف ركب تاكسي اجرة لاي قريته البعيدة ثم اكتشف انه نسي العمة في البار فرجع بتاكسيه ليحضر العمة؟ قد لا تكون القصة حقيقية لكن المغزي ان المزارع كان موسرا لدرجة الاسراف! فحرمته الانقاذ حتي مما ياكله…. عملت في عدة مناطق في الجزيرة و لما انتفلت الي الخرطوم بعد سنوات قليلة صرت اقابل كثير من مواطني تلك المناطق المزارعين يعملون في مهن هامشية في العاصمة و كل يوم تقابل المزيد منهم في المواق و المحطات بين بائع ماء و فارش جرايد و بائع خضار بالقطاعي بعد ان كان ينتجه! تماما مثل " خلف الله". هل نذكر شيئا عن "النفرة الخضراء" و ميزانيتها التي ضاعت شمار في مرقة؟ ام نتحدث عن المبيدات الفاسدة؟ ام "نخليها مستورة"؟؟؟؟هل نذكر ان 80 % من الدخل القومي كان من مشروع الجزيرة؟ هل نذكر شيئا عن المزارعين الذين دخلوا السجون و عن المصانع التي توقفت و عن المدن العامرة التي صارت غامرة؟
    ام هل الانقاذ و الاعجاز و الانجاز يتطلب ان تدمر ما كان موجودا ثم بعد قرن "تنقذ" ما يمكن انقاذه؟هل نحن المجانين الذين لا نري و " هم " العقلاء؟ ام هل نحن العقلاء ونري الدمار حقيقة و " هم " العمي الذين لا يرون و يحسبون كل فشل انجاز؟؟ هل انفصال جنوب السودان الوشيك كارثة وطنية ام هل يقنعون جهلما انه انجاز آخر جنبنا ويلات كانت ستحدث لولا انهم ط انقذونا؟؟؟؟؟
    لك الود

  3. دكتور سلامات
    امس اتكلمت عن الفساد واديناك الاقتراحات !! الغريبة اليوم جايينا بي مشكلة الزراعة كانها ما جزء من الكلمتين (الظلم والفساد ) الانقاذيين !!!!

    ياعزيزي كلو فساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد .

    عليك اله ما تعزبنا معاك ,, كان راجي ليك امل في صلاح امش كوسو في بلد تانية !!!

    صدقني عندك ثلاثة خيارات :

    * اعتزال الحياة دي كلها والاعتكاف في اقرب مسيد في الجزيرة .
    * ركوب الموجة المؤتمرية الانقاذية وسد دي بي طينة ودي بي عجينة .
    * ادخل بحر ازرق الجنبك والحق امات طه …

    لا امل مع سارقي الامل !!!!!!!! هل شعرت يوما بالامل المسروق ؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. الاخ د/البونى من المسئول الاول عن هذا الدمار الزراعى الذى حل ببلادنا ؟ وفى اعتقادى ان الانهيار فى كل المرافق بدأت ايام الراحل نميرى عندما اصبح الشعب قى نظره كلهم اعداء لنظامه! فقضى على السكة حديد بدعوى ان العمال يمارسون عملا سياسيا! ثم اتجه الى مشروع الجزيرة (وخلص عليه) لان اتحاد المزارعين كلهم ينتمون لاحزاب سياسية!! وبقى حاله كالحاجب الذى قتل الملك خوفا سلامة الملك من ذبايبة حطة على جبهته!! ولان الغباء ام الاختراح وطبعا دى حالة يتفرد بها الساسة السودانية وخاصة عندما يكون الحكم ذات طبيعة عسكرية فعندما وجدوا الخزينة تعباء من الجبايات والديون من كل حدب وصوب تنهمر عليهم ومغطية كافة النفقات وبفطل هذه الجبايات تفيض وتغمر الجيوب00وهم جلوس على الارائك ينظرون!! فلما اذا الدوشة ووجع الراس؟ وكل يوم ترى المزارعين وسحناتهم واضحة تحولوا لمهن سهلة لاتحتاج لجهد وكل صباح تطالعهم فى زوايا شوارع الخرطوم وخاصة فى منطقة ابوجنزير يشيرون الى المارة بفرك الاصبع التى تدل على لغة المال ويتاجرون فى العملات الصعبة00وهنا فهم قد تساوا مع كبار رجال الدولة فى سبل كسب عيشهم00ووزارة الزراعة فى بلادنا هى مستودع موظفين يساهمون فى انهاك المزارع والبلاد فى وقت واحد والموظفين مثلهم مثل شرطة المرور تحولوا لجباة00والاسترزاق من جهد وعرق المزارع البسيط الكادح00عن اى مزارع تتحدث ياعزيزى00عندما كانت هناك دولة كان هناك مزارعون00وكنا مؤملين وموعودين بان إستخراج النفط هو السبيل الوحيد لاعالة عثرات الزراعة وريعة سيستغل فى دعم الزراعة00هل تذكر يادكتور البونى تلك الوعود البراقة؟0

  5. الجزيرة تزرع قطن طويل التيلة الشمالية قمح ونخيل القضارف سمسم وباق انواع العيوش
    حلفا الجديدة قصب السكر والنيل الابيض قصب السكر وكسلا زهرة عباد الشمس والخروع في دلتا القاش وطوكر ودار فور وكردفان الدخن بانواعه وكل هذه المناطق تربط بسكك حديدية جيدة حتي تسهل وصول المنتج للداخل والصادرواضف الي ذلك في كل منطق القليل من الخضر والاعلاف للحيوانات ولاتتدخل الحكومة في الجبايات ويعمل هذا العمل من قبل شركات وتحل وزارة الزراعة للابد ويدير هذا العمل اتحاد المزارعين وعمل التخزين الجيد واظها المنتج وتصديره بصوره لائقة حتي ينافس في الاسواق وربنا يكفينا شر التماسيح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..