وماذا عن قتل الصائمين فجر العيد يا أديب ؟؟؟

” الجريدة “ هذا الصباح… المتهمين المقرين والمعترفين بالذنب على رؤوس الأشهاد، على غرار كباشي (حدس ما حدس) وحميدتي حينما قال (الإعتصام دا كان ما فضيناه كان اتفضي براه)، ورغم ذلك دافع عنهم أديب وقال أنه سيوجه الإتهام للأفراد الذين ارتكبوا حوادث القتل والسحل والإغتصاب فقط، دونا عن الأشخاص الذين اعطوهم الأوامر والسلاح والتغطية السياسية والإعلامية،
أصحي ياترس – بشير أربجي
وماذا عن قتل الصائمين فجر العيد يا أديب ؟؟؟
تصريح غريب جدا ورد منسوبا للمحامي نبيل أديب رئيس لجنة التحقيق بمجزرة فض الإعتصام سيئة الذكر، فالرجل أستمر عمل اللجنة التي يقودها لمدة قاربت الثلاث سنوات واستقال رئيس الوزراء الذي كلفه بالمهمة، واستمع الي آلاف الشهود وتمت تصفية عدد غير قليل منهم دون أن يفتح الله عليه بكلمة، فى حق المتهمين المقرين والمعترفين بالذنب على رؤوس الأشهاد، على غرار كباشي (حدس ما حدس) وحميدتي حينما قال (الإعتصام دا كان ما فضيناه كان اتفضي براه)، ورغم ذلك دافع عنهم أديب وقال أنه سيوجه الإتهام للأفراد الذين ارتكبوا حوادث القتل والسحل والإغتصاب فقط، دونا عن الأشخاص الذين اعطوهم الأوامر والسلاح والتغطية السياسية والإعلامية، ورغم الإتهامات الموجهة للرجل بالتماهي مع عسكر اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، إلا أنه خرج ليقول بتصريحه الجديد : إن قتل المتظاهرين سيفتح الباب الى تدخل دولي من باب واجب الحماية الذي تم تطبيقه بعدد من الدول، وإن قتل المتظاهرين جريمة خطيرة وإذا حدثت فى ظروف معينة يتم تصنيفها بأنها جرائم ضد الإنسانية، وطالب بإجراء تحقيق فوري وجاد ومقنع فى قتل المتظاهرين السلميين،
ومن الواضح جدا أن أديب يريد من سادته الجدد أن يشكلوا لأنفسهم حماية، بتكوين لجنة تحقيق فى جرائم وتصفيات ما بعد الانقلاب لتقوم بدفنها مثل ما يفعل هو تماما مع تحقيق مجزرة فض الإعتصام، ولا يريد أن يدين ما يحدث لأنه غير حريص على ذلك، فهو وبرمة ناصر وحيدر الصافي ويوسف محمد زين وآخرين، هم الذين كانوا يكذبون على رئيس الوزراء المستقيل بإسم الحرية والتغيير مدفوعين من العسكر، وإن كنا لا نبري حمدوك من جرم إعطاء الانقلاب قبلة الحياة بعد سقوطه شعبيا، فهم الذين ساعدوا فى صياغة الإعلان السياسي الذي جعل العالم يتعامل مع الانقلابيين بعد أن رفض الإعتراف بهم، ونبيل أديب تحديدا عمل فى اللجنة وصرح بذلك وهو لا يبعد عن الانقلابيين كثيرا ولن يوجه لهم أي إتهام، وحديثه عن التحقيق يأتي من باب النصح لهم ليأتوا بشخص مثله يستطيع إخفاء الأدلة وحجب ضوء الشمس كما يفعل، فهو تعامل مع عسكر اللجنة الأمنية للمخلوع البشير كأنهم بريئين تماما من جريمة فض الإعتصام التي لم يرتكبها أحد سواهم، وحتي حينما حقق معهم فيها لم يعاملهم كمتهمين بل ذهب إليهم بمكاتبهم ولم يستدع أي منهم كما فعل مع الجميع، كذلك ماطل كثيرا فى جمع الأدلة والاعتماد عليها خصوصا فيديوهات مجزرة فض الإعتصام التي أدعي عدم وجود تقنية للتأكد من صحتها، وهو بذلك غير مؤهل أخلاقيا وقانونيا للتحدث عن أي جريمة وطلب التحقيق فيها، وإن فعل ذلك فلا يظن أحدا وبالأخص أسر الشهداء أنه يريد تحقيق العدالة.
وعلى نبيل أديب قبل أن يطالب بالتحقيق فى جرائم العسكر بعد الانقلاب، أن ينشر نتائج تحقيقه التي تدين نفس الأشخاص الذين ارتكبوا الجريمتين سويا ومابينهما، فمنذ أن أعلن البرهان بيان انقلابه الأول فى الثالث عشر من أبريل العام 2019م، بلغ عدد الشهداء من الثوار أكثر من 930 شهيدا، وللمفارقة هو يساوي 15 عشر ضعف لعدد الشهداء الذين سقطوا فى الحراك حينما كان المخلوع لا يزال بالسلطة، على أديب أن يتحدث عن الصائمين الذين تم قتلهم وحرقهم واغتصاب الحرائر وإلقاء الثوار بالنيل، فهذا التحقيق الذي يجب عليه التحدث فيه، أما بقية الشهداء فلا يمكن أن تستمع أسرهم لحديث أديب عن لجنة تحقيق لهم، وهي تري ماذا يفعل بتحقيق فض الإعتصام بالقيادة العامة للقوات المسلحة الذي لا زال يراوح مكانه، بل إن أديب المسؤول الأول عنه يجلس مع كل شخص يمكنه أن يمنح البرهان وزمرته اعترافا يمكنهم من البقاء بالحكم والإفلات من العقاب، لذلك رد أسر الشهداء لاديب دوما سيكون كما قال والد الشهيد كشه وعدد من أسر الشهداء، إن التحقيق الذي يقوم به نبيل أديب فى المجزرة القصد منه إخفاء الأدلة وتبرئة القاتل رغم اعترافه أمام كل وكالات الأنباء المحلية والعالمية.
الجريدة