لعنة من القلب على أرسطو

عثمان بابكر محجوب
لا شك ان جذور الحرب في بلدنا مصدرها الفيلسوف الملعون أرسطو صاحب كتاب “المنطق” هذا الكتاب الذي لولاه لكنا بالف خير، نحن وكل من يعيش في العالم الاسلامي او بين المسلمين . علما ان ارسطو ارتكب جريمته على غير قصد لان مؤلفه هذا نشر قبل الوحي ، لكن من ترجم هذا الكتاب الى العربية وضع نفسه ازاء جريمة لا تغتفر بحق المؤمنين الصادقين في ايمانهم الذين يفضلون اللبن والعسل وحور العين على ان تبقى عظامهم رميم او ان تحرق اسوة بغيرهم من بني البشر .
قبل ترجمة هذا الكتاب توزع المهوسين بالدين بين رواة ومحدثين بين اطباء وصيادلة كما كان يحلو لهم تسمية بعضهم البعض لكن بعد ترجمة ذلك الكتاب السرطاني تحول الاطباء والصيادلة الى علماء وتم اختلاس علم المنطق واصبح علما للاصول عند المسلمين وتحولت المفردات الدينية الى مصطلح صكه العلماء المزيفين وبثوا فيه المعنى الذي يريدونه حسب المزاج وفقدت تلك المفردات معناها الحقيقي وفق شروحات فطاحل اللغة في مناجد اللغة وقواميسها واصبح التأويل سيد الموقف واصبحت بذلك العبادة اصطلاحية ولم يعد الاسلام دين الفطرة بل اصبح دين ما يطلبه المستمعون . وبما انه لكل مستمع اهواءه تفرق الاسلام على فرق شتى والادعاء بان الرسول الكريم قال ان أمته ستتفرق الى فرق شتى وان هناك فرقة وحيدة ناجية هو اساءة للرسول بكل معنى الكلمة حيث هناك نص واضح لا لبس فيه “كذب المنجمون ولو صدقوا” فلماذا يروج هؤلاء العلماء الوقحين لكلام عن الرسول لا يمكن ان يكون قد صدر عنه . واذا ماعدنا الى ما نسب الرواة من احاديث عن الرسول يشيب شعر الراس فعلى سبيل المثال في بحثه في الاحاديث الف الدكتور الجزائري خالد كبير علال كتابا أسماه “مدرسة الكذابين” احصى فيه مئات من الكذابين في نقل احاديث الرسول والاغرب من ذلك ان ابن الجوزي المولود في سنة 1116 ميلادية “510 هجرية” في كتابه المشهور “أفة اصحاب الحديث” لقب عائشة ام المؤمنين ب”أم الكل” وقصده من ذلك ان كل من يؤلف حديثا كاذبا عن الرسول يدعي ان عائشة قالته كما نسب الناسخ واالمنسوخ الى علي ابن ابي طالب وغيرها من الامور كانت تنسب الى عمر بن الخطاب ومنها قطع يد السارق في زمن المجاعة ونسبة هذا الكلام الى معاصري النبي تذكرنا في الماركات المسجلة واعتبار علي وعمر وعائشة ماركة مسجلة فيه من الاساءة لهم اكثر ما فيه من احترام . المهم في الامر ان تطوارات الحرب الاخيرة تؤشر الى ان لص العقارات الملتحي علي كرتي ولص الدولارات عبد الحي يوسف باتا قاب قوسين او ادنى من قيادة الفرقة الناجية التي وردت في الحديث المنسوب الى الرسول زورا .
وعن تطوارات الاقتتال الاخيرة يبدو لنا ان البرهان يقود “حرب الاحلال” اي احلال الدواعش والكيكليون وباقي قاذورات الاسلام الجهادي مكان الجنجويد في شمال البلاد ولا شك ان تمدد تلك الحركات الارهابية بدعم من ميليشيا البرهان ستؤدي الى مفاصلات قادمة تماما كالمفاصلة الحالية بين جيش كرتي والدعم السريع التابع للترابي .بفارق وحيد ان الجنجويد افلسوا اخلاقيا اينما حلوا لكن جيش كرتي بالولادة محروم من الاخلاق .
والمتابع الفطن يدرك ان المنتصر الوحيد في لعبة الكر والفر هذه هو التقسيم وان هناك سيناريو متفق عليه بين البرهان وحميدتي لتحقيق هذا الهدف بتحويل السودان الى اشلاء دويلات وهناك دلائل ملموسة توحي بذلك ومنها :
اولا : ان ما يجمع بين البرهان وحميدتي هو أكثر بكثير بما يفرق بينهما . يجمعهما رفقة السلاح في ابادة أهل درفور .
ثانيا: بيع دماء السودانيين في حرب اليمن وتحويلهم الى مرتزقة.
ثالثا : التامر على البشير بازاحته والتامر على الحكومة المدنية بالانقلاب عليها .
رابعا : العمل بشكل مشترك على اجهاض ثورة ديسمبر .
خامسا : صداقتهم مع الاسرائيلين
سادسا : ما نشهده من مسرحيات في تبادل مناطق السيطرة سلميا حيث نرى زخما في الانسحابات ولا نرى زخما في الهجوم لقد ترك الجيش في الماضي معاقله دون مقاومة وترك الجزيرة ايضا وغيرها دون قتال واليوم يعيد حميدتي للبرهان تلك المناطق ايضا دون قتال وهذا ما يثبت ان عدوهم المشترك هو الشعب السوداني يبقى ان نقول تذكروا امواتكم بالخير لاننا كلنا في حرب الابادة هذه على نفس الطريق.
رأيت مُنافقاً يحمي خبيثاً وكلٌّ منهما بالظلم يسعى
قد اتفقا ولكن في فسادٍ كعقربَ راكباً للشرِّ أفعى .
منتهى السماجة و التمييع في قول كاتب المقال ( ولم يعد الاسلام دين الفطرة بل اصبح دين ما يطلبه المستمعون ) فلو كان الامر كما يقول لما وجدنا اقواما و منهم كاتب المقال يريدون هدم الاسلام من الداخل بتحريف معاني النصوص الى معان لا تمت الى الاسلام بصلة .